حوار بقلم أنور بن حمدان الزعابي
*هكذا هي الدنيا حل وارتحال ولايبقى الا وجه ربك ذو الجلال والاكرام .
قبل اسبوع ونصف ودعنا الشاعر هادف الدرعي شاعر الشلات والقصائد البدوية
والذي عرف من خلال وسائل الاعلام في الامارات والخليج بصوته الشجي الجميل على مدار ربع قرن واكثر .
حيث كان من الشعراء الذين يشار لهم بالبنان وكان ركن من اركان الشعر الشعبي فالساحة الشعريه الامارتيه والخليج ووفاته كانت صدمة للمجتمع ولمحبي الشعر الشعبي الاماراتي .
وقد رثته جميع الوسائل الاعلامية والشعراء وكتاب القصيدة والمثقفين
هنا احد زملاء واصدقاء الشاعر هادف
وهو الشاعر عايض بن ختروش الكتبي
يتحدث بمرارة واسى عن الفقيد ذاكرا
محاسنه وصفاته الخيرة
بمسحة حزن واظطراب نفس بكى الشاعر عايض قائلا ماذا اقول واتحدث عن هذا المصاب الجلل.
لقد جمعتني مع الشاعر هادف صداقه واخوة صادقه تجمع الكثير المعاني والتقدير والاحترام
وتشاركنا سوية في أحياء الامسيات الشعرية سواء في داخل الامارات او خارجها .
تشاركنا في الانشاد للوطن ورموز الوطن
في المناسبات الوطنية
كما ان الشاعر هادف يمتاز بالرقي الانساني والعاطفي والوجداني والاخلاقي وربطتني مع الشاعر هادف
علاقة اخوية قديمة على مدار 35عاما بزمالة الشعر والاخوة وصداقة تجمع الوفاء والاخلاص والاحترام وتبادل المساجلات الشعرية وكنت دائما استشيره في قصائدي وهو كذلك يبادلني نفس الراي واستشف منه الكثير وهناك الكثيرين
الذين دعمهم الشاعر هادف معنويا واجتماعيا واستفاد منه الكثير من شعراء الشلات الشباب لانه شاعر ذو صوت وشجن جميل ويملك الخبرة في هذه الفنون كالونة والطارج والتغرودة
التي هي من فنون التراث والادب الشعبي وهو عاصر الجيل السابق والجيل الحاضر.
وكانت له محطات كثيرة في الحياة
مابين الصحراء والبادية ومابين التحضر والمدن وهذا أكسبه ثقافة كبيرة و افق متسع للابداع والتميز
الكمي والنوعي في الشعر.
ونقل الافكار الشعرية المتداولة في الزمن الماضي الى الجيل الحاضر.
وشارك في العديد من البرامج الشعرية
سواء عضو احيانا محكما في بعض البرامج لاختيار المواهب في فنون التراث وخاصة الشله التي ملك ناصيتها دون منازع.
وحاليا كلما اذهب الى مكان اتذكره بحنين وشوق جارف وكلما اخط بيت شعر تذكرته .
وانا لا انسى هذا الشاعر البديع فهو كشجرة وارفة الظلال يانعة الثمار
باسقة في العلو.
*ويعتبر الشاعر هادف الدرعي أحد أبرز أصوات القصيدة النبطية، تميز في الونّة والشلّة والطارج والتغرودة.
تميز بحضور لافت في البرامج الشعرية الشعبية، ومنها برنامج «راعي الشلات»، على قناة «سما دبي». له العديد من الأعمال، منها: «آنس جروحي»، «ازعلي وانبساطي»، «الحب مثل الأمانة»، «دام ما لي بشؤونك»، «سيدي بجمالك»
*وقال الشاعر عايض بن ختروش الكتبي
قصيدة رثائية في رفيق دربه الشاعر
هادف الدرعي رحمه الله.
ما مات هادف لو بلبيات نرثيه
بقلوبنا باقي ليوم القيامه
عندي امل بالله اشوفه والاقيه
القاه فالجنه بخير وسلامه
الصاحب اللي نادرات معانيه
رمز المراجل والوفى والشهامه
عسى السحاب ايبل قبرة ويرويه
وتنبت رياض القبر فل وخزامه
لانه من اهل الخير والله يجازيه
ومن يفعل الحسنات يلقى الكرامه
صحيح قدمت التعازي لهاليه
وايضا ًتقبلت العزاء في مقامه
شعر عايض بن ختروش الكتبي
*ومع رحيله فقدت الساحة المحلية أحد أركانها وأعمدتها، وهو الذي عرف بأخلاقه وحلمه وسيرته العطرة، فقد كان هادف الدرعي أحد الأعلام المحافظة على تفاصيل الشعر الشعبي، وهو من الأعلام التي يقدرها مثقفو الإمارات وفرسان الشعر الشعبي،