الرئيس الأفغاني يطالب بمساعدة دولية مع اقتراب طالبان من كابول

كابول (د ب أ)-

ذكر الرئيس الأفغاني، أشرف غني أنه يلجأ إلى المجتمع الدولي طلبا للمساعدة، في الوقت الذي يحقق فيه مسلحو حركة طالبان مكاسب إقليمية سريعة في الفراغ، الذي خلفه انسحاب القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي(ناتو) في البلاد.
ونقلت وكالة “بلومبرج” للأنباء عن غني قوله في خطاب متلفز إلى الأمة يوم السبت أنه يجري محادثات مع زعماء العالم لبحث الوضع في البلاد، حيث أنه في غضون بضعة أسابيع سيطرت طالبان على عواصم إقليمية رئيسية ومراكز جمركية على الحدود ، مما أضر بشكل كبير بعائدات البلاد.
ولم يقدم غني سوى تفاصيل ضئيلة، حيث أنه لم يوضح على الفور ما طبيعة المساعدات التي يتوقعها من الغرب ومن جيرانه الإقليميين.
كانت معظم القوات الأجنبية قد انسحبت بالفعل من البلاد ومن المقرر أن تغادر القوات الباقية بحلول 31 آب/أغسطس الجاري.
وأعرب غني عن قلقه بشأن ظروف آلاف من النازحين، الذين فروا إلى العاصمة الوطنية خلال الأسابيع القليلة الماضية.
وتهدد الأزمة بأن تمتد إلى خارج حدود البلاد وتسبب في موجات من اللاجئين إلى دول مجاورة وبعيدة مثل أوروبا.
وكان آخر ظهور لغني يوم الأربعاء الماضي في مدينة “مزار شريف” شمال البلاد، حيث شن المسلحون هجوما متعدد الجوانب، صباح يوم السبت.
وسيطرت طالبان على معظم شمال وغرب وجنوب أفغانستان وتقاتل الآن القوات الحكومية، على بعد 11 كيلومترا فقط، جنوب العاصمة، كابول.
والآن تسيطر طالبان على 18 ولاية من 34 ولاية أفغانية.
وصلت الدفعة الأولى من القوات الأمريكية إلى كابول، للمساعدة في إجلاء موظفي السفارة الأمريكية ومدنيين آخرين، طبقا لما ذكره مسؤول يوم السبت.
ونقلت وكالة “باجوك” الأفغانية للأنباء عن مسؤول أمريكي قوله “لقد وصلوا، سيستمر وصولهم حتى غد الأحد”.
وكان جون كيربي، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” قال الجمعة إن ثلاث كتائب- اثنتان من مشاة البحرية الأمريكية(مارينز) وواحدة من المشاه، ستتوجه إلى كابول، بحلول مساء الأحد.
وأضاف أن فريقا قتاليا من لواء المشاة سيخرج أيضا من “فورت براج” في ولاية “نورث كارولينا”، متوجها إلى الكويت، للعمل كقوة للرد السريع لتوفير الامن في كابول، إذا دعت الضرورة إلى ذلك .
وكانت وكالة بلومبرج للأنباء قد ذكرت الجمعة أنه تم إبلاغ طاقم العاملين بالسفارة الأمريكية في العاصمة الأفغانية كابول بإعدام مواد حساسة، ما يؤكد أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تستعد لاحتمال اجتياح السفارة من جانب طالبان على الرغم من تطمينات عامة بأن المبنى سيظل مستمرا في عمله.
وتم إرسال إخطار الإدارة لكل الموظفين الأمريكيين، في وقت مبكر أمس الجمعة من مدير مرافق السفارة، حيث طلب من العاملين “بخفض كم المواد الحساسة في المبنى”، وفقا لنسخة من الإخطار حصلت عليها بلومبرج.
وطلبت الإدارة من العاملين إعدام أي شيء عليه شعارات أو أعلام الولايات المتحدة، أو أي مواد قد تتم اساءة استخدامها في أعمال دعائية”
يأتي ذلك فيما تواصل طالبان بسط سيطرتها على المزيد من المدن وعواصم الولايات الافغانية
وذكر متحدث باسم ولاية بلخ الأفغانية أن حركة طالبان شنت هجمات على مدينة “مزار شريف” من جهات مختلفة، لكنه لم يكشف أي شيء بشأن تقدم المقاتلين وسقوط ضحايا.
ونقلت وكالة “خاما برس” الأفغانية للأنباء عن المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد قوله في سلسلة من التغريدات أن هناك تقدما للمقاتلين باتجاه عاصمة ولاية بلخ، مضيفة أن قوات الأمن الوطني الأفغانية تكبدت ضحايا.
وولاية بلخ، التي تقع شمال أفغانستان هي الولاية الوحيدة، تحت سيطرة الحكومة الأفغانية، التي يسيطر عليها الآن، المارشال دوستم والزعيم الجهادي، عطا الله محمد نور.
وفي جنوب شرق أفغانستان، دخلت طالبان مدينة “شارانا” بإقليم باكتيكا، حسب مزاعم ذبيح الله مجاهد.
وفي الوقت نفسه، ذكرت مصادر في ولاية “باكتيا” جنوب شرق البلاد أن طالبان شنت هجمات عنيفة في مدينة جارديز، عاصمة الولاية.
تأتي الهجمات على مدينة جارديز، فيما سقطت جميع مناطق ولاية “باكتيا” في أيدي طالبان.
والآن تسيطر طالبان على 18 ولاية من 34 ولاية أفغانية.