منصور بن محمد: أربعة مليارات درهم مساهمة القطاع الرياضي في اقتصاد دبي

أكد سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس دبي الرياضي أنه بفضل رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” ، وتوجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، أصبحت دبي مقراً لكبرى البطولات والشركات الرياضية الدولية، ومحط أنظار أبرز نجوم الرياضة العالمية لما تتمتع به من بنية تحتية رفيعة المستوى تم تأسيسها وفق أرقى المعايير الدولية لتخدم كل الرياضات وتناسب مختلف الفئات والمستويات الرياضية.

وأوضح سمو رئيس مجلس دبي الرياضي أن الرياضة في دبي بكل ما تحظى به من رعاية واهتمام وتشجيع تخطت كونها نشاطاً ترفيهياً، لتصبح أسلوب حياة وصناعة مهمة، وأحد ممكنات التنمية المستدامة لما لهذا القطاع الحيوي من تأثير إيجابي كبير على الحالة البدنية والمعنوية والنفسية لأفراد المجتمع، في الوقت الذي تواصل فيه دبي تأكيد مكانتها كأفضل مدينة للعيش والعمل إذ تشكل الرياضة أحد أهم ملامح الحياة العصرية النموذجية، في حين يتنامى الإسهام المباشر لقطاع الرياضة في دعم الاقتصاد الوطني والمحلي من خلال جذب الاستثمارات وخلق المزيد من فرص العمل أمام الشباب.

وكشف سمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم عن أن إسهام القطاع الرياضي في اقتصاد دبي وصل إلى أكثر من أربعة مليارات درهم سنوياً، ما يعزز مكانة القطاع كرافد مهم من روافد الاقتصاد المحلي، في ضوء رؤية طموحة تسعى إلى الارتقاء بكافة مكونات المشهد الرياضي، وزيادة حجم المردود الاقتصادي الإيجابي للقطاع، وتوفير شتى المقومات التي تضمن الريادة الرياضية لدولة الإمارات على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وتأتي زيادة إسهام القطاع الرياضي في اقتصاد دبي نتيجة لنمو الوعي بأهمية ممارسة الرياضة كنشاط مستمر وتوفر البنية التحتية التي تجعل ممارسة الرياضة في متناول الجميع بما في ذلك المنشآت الرياضية والمسارات المخصصة للجري والدراجات الهوائية ومراكز اللياقة البدنية، وتنامي أعداد الفعاليات الرياضية التنافسية والمجتمعية التي يتم تنظيمها على مدار العام ما انعكس على تحقيق زيادة كبيرة في أعداد ممارسي مختلف أنواع الرياضات وصلت إلى أكثر من 1.5 مليون شخص من مختلف الأعمار والجنسيات، وكذلك ارتفاع أعداد العاملين في القطاع سواء من خلال الشركات المتخصصة في تنظيم الفعاليات الرياضية المختلفة، أو نمو صناعة المعسكرات التدريبية في دبي، وكذلك زيادة عدد الفعاليات الرياضية السنوية ومن بينها الفعاليات والبطولات الدولية الكبرى التي تستقطب آلاف المشاركين والمرافقين والإعلاميين والزوار من مختلف انحاء العالم.

وتُعد التشريعات الاقتصادية المُطبقة في دبي بكل ما تتسم به من مرونة وقدرة على مواكبة المتغيرات بكفاءة عالية، من أهم العناصر المؤثرة في تحويل الإمارة إلى وجهة مفضلة للاستثمار في شتى المجالات، بما في ذلك المجال الرياضي؛ سواء من خلال إنشاء وتشغيل الأكاديميات المختلفة ومراكز التدريب واللياقة البدنية أو عبر الشركات المُنتجة والموزعة للتجهيزات الرياضية المختلفة، وذلك امتداداً للمكانة الكبيرة التي نجحت دبي في تكوينها على مدار عقود كمركز متطور عالمي لأنشطة المال والأعمال ومحور جذب قوي للاستثمارات الأجنبية المباشرة.

وتحفل الأجندة الرياضية في دبي بالعديد من البطولات العالمية المهمة وفي مقدمتها “كأس دبي العالمي” للخيول الذي ينظمه نادي دبي لسباقات الخيل سنوياً في مضمار “ميدان”، وبطولة “أوميغا ديزرت كلاسيك” للجولف، وبطولة سوق دبي الحرة للتنس، وبطولة دبي للرجل الحديدي، كما استضافت دبي النسخة الثالثة عشرة من بطولة آسيا للملاكمة للرجال والسيدات دلهي-دبي 2021، وتصفيات بطولة استراليا المفتوحة للتنس، وسباق “هانكوك 24 ساعة العالمي” وغير ذلك الكثير من الأحداث الرياضية العالمية التي تستضيفها دبي بصورة دورية.

وارتفعت أعداد العاملين في الشركات المتخصصة في مختلف مجالات الأنشطة الرياضية ضمن القطاع الخاص إلى أكثر من 20 ألف شخص، وهي زيادة واكبت نمو أعمال تلك الشركات، إذ يتم حالياً تنظيم أكثر من 400 فعالية رياضية سنوياً في دبي من بينها أكثر من 130 فعالية وبطولة رياضية دولية، كما تضم دبي أكثر من 400 أكاديمية رياضية مختلفة وأكثر من 100 نادٍ حكومي وخاص لمختلف الرياضات، فيما يعمل في دبي حالياً أكثر من 400 مركز حديث ومخصص للتدريب البدني واللياقة البدنية.

ويوجد في دبي خمسة مصانع لإنتاج التجهيزات الرياضية من بينها الملابس ومعدّات التدريب لمختلف الرياضات بالإضافة إلى تواجد أكثر من 2500 متجر ومحل لبيع التجهيزات الرياضية التي تسجل مبيعات كبيرة سنويا، كما تنشط أكثر من 350 شركة في مجال تنظيم الفعاليات الرياضية المختلفة والمعسكرات التدريبية الدولية في دبي، حيث تم استضافة أكثر من 70 معسكراً تدريبياً لأندية ومنتخبات عالمية وفي مختلف الرياضات ومن بينها معسكرات للاستعداد لدورة الألعاب الأولمبية الصيفية والألعاب البارالمبية الصيفية في طوكيو والتي ساهمت في فوز الأبطال بعدد من الميداليات الأولمبية في طوكيو من بينها ذهبية الريشة الطائرة التي أحرزها الدنماركي فيكتور اكسيلسن، في حين يعمل مجلس دبي الرياضي على وصول عدد المعسكرات التدريبية المقامة في دبي خلال الفترة المقبلة إلى أكثر من 350 معسكراً في مختلف الرياضات.

ومع الجودة العالية للحياة في دبي والتشريعات الحكومية المرنة والتسهيلات العديدة المُقدمة للمستثمرين، ومع استحداث “الإقامة الذهبية” التي تمنح لنجوم الرياضة وتمكنهم من الإقامة لفترات طويلة في الإمارة، والتعامل الناجح مع جائحة كوفيد-19، وكذلك تحوّل دبي إلى وجهة عالمية مفضلة لعشاق الرياضة، فقد زاد عدد المشاهير الذين يقيمون في دبي ويمتلكون عقارات سكنية ومشاريع تجارية فيها حيث بلغ عددهم قرابة 200 رياضي من النجوم السابقين والحاليين الذين اختاروا دبي للعيش فيها بصحبة عائلاتهم أو لقضاء فترات طويلة فيها على مدار العام للتدريب والمشاركة في البطولات العالمية المختلفة التي تقام فيها ومن بينهم نجم التنس السويسري روجيه فيدرر ونجم سباقات السيارات الاسباني الونسو الحائز على بطولة العالم في الفورمولا 1 ومدرب منتخب إيطاليا بطل يورو 2020 روبرتو مانشيني، ونجما الكرة الفرنسية ابيدال وانيلكا، وغيرهم الكثير.

كما نقلت اتحادات ومنظمات رياضية دولية مقراتها إلى دبي وتخطط اتحادات أخرى لنقل مقراتها الرئيسية أو افتتاح مقار إقليمية لها في المدينة ما يرفع أعداد المقيمين في دبي من موظفي تلك الاتحادات والمنظمات الرياضية، الأمر الذي يعزز من المردود الاقتصادي للرياضة، ويزيد من مساهمة قطاع الرياضة في الاقتصاد المحلي، ويرفع من قيمتها كصناعة كبيرة ومهمة.

دبي  / وام /