الرئيسان المصري والقبرصي يؤكدان ضرورة تعزيز التعاون بين البلدين

القاهرة (د ب أ) –

أكد الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس أناستاسيادس يوم السبت أن عقد اللجنة الحكومية العليا على المستوى الرئاسي يعد بمثابة قاعدة انطلاق إضافية جديدة على صعيد تعزيز وترسيخ التعاون والتكامل بين البلدين.
وقال الرئيسان ، حسب المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بسام راضي ، إن عقد اللجنة يعد تأكيداً للخط الصاعد في العلاقات الثنائية والإرادة السياسية المتبادلة لتحقيق مصالح الشعبين، والانطلاق بتلك العلاقات لآفاق أرحب ومجالات أوسع للتعاون البناء والمثمر.
وشددا على ضرورة العمل على ترجمة هذا الالتزام السياسي إلى مشروعات وبرامج محددة تحقق مصلحة الجانبين في مختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية، خاصةً من خلال تذليل كافة العقبات على المستوى التنفيذي والفني، بما يدعم الجهود المشتركة لتحقيق التنمية الشاملة المنشودة لمصلحة الشعبين العريقين.
وصرح المتحدث ، في بيان عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” ، بأن الرئيس المصري استقبل بقصر الاتحادية الرئيس القبرصي ، وذلك للمشاركة في أعمال اللجنة الحكومية العليا بين مصر وقبرص في القاهرة، والتي تعقد للمرة الأولى على المستوى الرئاسي.
وأضاف أن الرئيسين عقدا جلسة مباحثات ثنائية، تلاها اجتماع اللجنة الحكومية العليا، حيث رحب السيسي بالرئيس القبرصي والوفد الوزاري المرافق له في بلدهم الثاني مصر، مؤكداً أهمية العمل على استثمار ما يتوفر لدى البلدين الصديقين من إمكانات كبيرة لتحقيق مصالحهما المشتركة بما يمثل نموذجاً يحتذى به على المستوى الإقليمي في الترابط والتعاون.
كما ثمن السيسي حرص مصر وقبرص على ترفيع الإطار العام للعلاقات الثنائية من خلال تدشين اللجنة العليا للتعاون الثنائي بين البلدين على المستوى الرئاسي، وهو ما يعكس الاهتمام بتعزيز ودفع العلاقات لمستوى متقدم، ويؤكد على الرغبة السياسية المشتركة لتفعيل وتطوير المشروعات القائمة، وإطلاق مجالات جديدة للتعاون بين البلدين، ومتابعة تنفيذها على أعلى مستوى وبشكل دوري، وبما يتسق مع العلاقات السياسية المتميزة التي وصلت مؤخراً إلى مستوى غير مسبوق من الشراكة.
من جانبه، أكد الرئيس القبرصي ما يجمع الشعبين المصري والقبرصي من روابط حضارية واجتماعية وطيدة ممتدة عبر التاريخ، واعتزاز بلاده بعلاقاتها الاستراتيجية مع مصر، والحرص على مواصلة تعزيز تلك العلاقات والارتقاء بمحاورها المختلفة.
كما أكد الرئيس القبرصي أن تدشين اللجنة الحكومية العليا بين مصر وقبرص على المستوى الرئاسي من شأنه أن يمثل خطوة جديدة على طريق تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، والتي باتت ركيزة من ركائز الاستقرار الإقليمي، وبما يعظم استفادة الجانبين من الفرص والإمكانات الكامنة في علاقات التعاون الثنائي، ويضيف مزيداً من الزخم إلى هذا التعاون المثمر في القطاعات المختلفة.
وأضاف المتحدث أن اجتماعات اللجنة الحكومية العليا بين مصر وقبرص شهدت استعراض مختلف أوجه التعاون الثنائي بين البلدين، خاصةً في عدد من المجالات التي تحمل فرصاً واعدة كمسارات للتعاون المستقبلي، وعلى رأسها مجال الطاقة بأطره القائمة مثل مشروعات الربط الكهربائي، أو أطر جديدة ممكنة في هذا القطاع مثل مشروعات الطاقة المتجددة، مع التأكيد على في هذا السياق على أهمية الإسراع في خطوات تنفيذ مشروع خط الأنابيب الذي سيربط حقل “افروديت” القبرصي بمحطتي الإسالة المصرية في إدكو ودمياط تمهيداً للتصدير للأسواق الأوروبية.
كما تطرقت المباحثات إلى مناقشة عدد من القطاعات والمجالات الأخرى، مثل التعاون في مجالات الأمن والدفاع، والزراعة والاستزراع السمكي والسياحة والثقافة والنقل، فضلاً عن جهود رفع معدلات التبادل التجاري والاستثماري بالشراكة مع القطاع الخاص ومجتمع رجال الأعمال من الجانبين، بالإضافة إلى التعاون في مجالات البحث العلمي والتعليم العالي.
وكان السيسي أكد مجددًا أهمية التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة .
وطالب السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك اليوم مع نظيره القبرصي ، المجتمع الدولي للاضطلاع بدور أكبر لحل قضية سد النهضة حفاظًا على استقرار المنطقة.
وأشاد بالتعاون والتنسيق المصري القبرصي في عدد من القضايا الإقليمية، مؤكدًا أن تدشين اللجنة العليا المشتركة بين البلدين سيعمل على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين.
وقال السيسي إنه أكد مع نظيره القبرصي على ضرورة العمل على عودة الطرفين الفلسطينى والإسرائيلي للتفاوض للوصول إلى اتفاق سلام ، مضيفا “أكدت خلال المباحثات موقف مصر الثابت من مساعى تسوية القضية الفلسطينية ومن القرارات الدولية ذات الصلة”.

وتابع :”أكدنا ضرورة التنسيق السياسي والتعاون الفنى بين مصر وقبرص واليونان فى إطار التعاون المشترك” .

ورحب السيسي بالرئيس القبرصى مجددًا فى القاهرة ، متطلعًا لأن تشهد “الفترة المقبلة مزيدًا من الزخم لشراكتنا وصداقتنا التى تجمع بين بلدينا”.

بدوره ، قال الرئيس القبرصي إن بلاده تسعى لزيادة التعاون المتبادل بين مصروقبرص ليمتد إلى مجالات جديدة، مضيفا: “اتفقنا على تبادل الخبرات، خاصة في مجال الهيدروجين الأخضر”.

وكان الرئيس القبرصي وصل صباح اليوم إلى العاصمة المصرية القاهرة، على رأس وفد بلاده للمشاركة فى أعمال اللجنة العليا المشتركة بين البلدين.