الشاعر خميس السماحي ..شاعر الإبداع والطبيعة
*الشاعر الكبير خميس بن حمد السماحي .شاعر الريف والبادية شاعر الجبال والسهل والوادي شاعر البر والبحر.
كلها أوصاف تليق بهذا الشاعر الذي يمخر عباب بحور الشعر على مدار (٧٠) اطال الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية.
*عرف الشاعر خميس بن حمد السماحي
بقصائده المتميزة الضاربة في مفردات
البيئات الشعبية الإماراتية. فهو ابن السهل والجبل والريف. ولكنه عانق البر والبحر فكان مثالاً صاخباً في الابداع بالحنين وبالشوق وبالوله وبالأمثال وبالرثاء.
* قال يوما أنه تولع بالشعر في نعومة أظافره ما بين الثالثة والرابعة عشر من عمره التقط أول الخيط للشعر الغزلي
ولد الشاعر خميس بن حمد السماحي القايدي في وادي «اصفني» برأس الخيمة، في ١٩٤٠م
أبدع في الشعر الشعبي بمختلف أغراضه ومواضيعه،
وكان الشاعر خميس السماحي إثر لمرافقته الشاعر الكبير الراحل سالم الدهماني
وكان لهما حضور هما في اللقاءات الشعرية، حيث امتلكا مساحة تعبيرية خاصة عززتها تجاربهما الحياتية المتشعّبة،
وعمق اتصالهما بالبيئة الجبلية التي ترعرعا في وسطها، واستقيا منها جمالية المفردة، وقوة السبك، واتساع الإدراك، وتنوع الإيقاع.
* كذلك كان للشاعر خميس السماحي حضورا إعلامياً بارزاً في برامج الشعر الشعبي والتراث منذ منتصف السبعينيات
وظهر مع الشاعر المرحوم سالم الجمري في برنامج شعراء الشعر الشعبي من تلفزيون دبي وثم في برنامج شعراء الإمارات الشمالية مع الشاعر بطي المظلوم. الذي أخذ الشاعر السماحي إلى آفاق إعلامية أرحب واوسع من خلال البرامج الإذاعية واستضافته في برنامج واحة التراث وبرنامج جلسة شعبية في إذاعة وتلفزيون أبوظبي.
*تواصله مع الشعراء
تواصل مع كل شعراء جيله بداية من الشاعر راشد الخضر
والشاعر سالم الجمري رحمهما الله
والشاعر حمد بن سوقات وغيرهم من الشعراء المعروفين في البلاد.
*طرائف من أشعار ه:
أورد الكثير من قصائد المداعبات والفكاهة في أشعاره حيث قال ذات مره عن وصف الغير له بأنه شيبه:
*
قال عن تبع الهوى ثنّى
ما يراقي في الهوى شيبه
قلت هذا الشيب بالنّا
والبليّه هذي مصيبه
يا نديبي سير وتعنّي
بالأخبار وجيب ترتيبه»
وكذلك قال عن من يقول عنه شيبه
خصّ راعي الكفّ لمحنّا
وين يمشي في مساحيبه
من جداهم قلبي تمنّى
لين سموّني بعد شيبه»
*
وقال أن هذا الوصف لا يعيبه بل هو سنة الحياة في الإنسان إن طال عمره وأجله. ولكن قلبه لازال أخضراً مشعاً محباً للجمال والطبيعة والأمل في الحياة.
* وعن الذكريات والأطلال قال:
«دار المثـل فـي بعـض لـيـام
واذكـرت ماضينـا ف لعصـور
لـوّل سكنـا عـرش و اخـيـام
وابيـوت مبنايـه مـن الــزور
وينـه زمانـك لـوّلـي شــام
قفّـا و خـلاّ النـاس فـي طـور
* فرقة الرزيف
للشاعر خميس السماحي فرقة رزيف مشهورة أسسها منذ الثمانينيات وكان معروفة في الريف والحضر والبادية ومكونة من أربعين شاعراً وعازفاً للأورغ وموزعاً للصوت . ويشرف عليها ولده الشاعر حمدان السماحي . ويعرف عن الشاعر خميس السماحي سرعة البديهة في ارتجال الشعر في الرزيف وطرح الأبيات التي يرددها الرزيفة بسرعة بديهة وقوة سبك وجزالة لفظ ومعنى. وكانت هذه الفرقة تعرف بفرقة السماحي للرزيف.
*المشاكاة والردود
توافد العديد من الشعراء على المطارحات الشعرية بينهم وبين الشاعر خميس السماحي في عديد من المناسبات واللقاءات فكان يكرم وفادتهم ويلبي شكواهم بردوده ومطارحاته الشعرية بأفكار مبدعة وخلاقة وهذا ما جعل شهرته تتعدى حدود الوطن إلى الخليج كذلك.
اكتسب معرفة واسعة من تجاربه الشعرية وتطرق إلى كل أ غراضها وخاصة شعر المديح وشعر الغزل ويرز على من يجاريه، بل إنه كثيراً من الأوقات ما يجاري الشعراء، فيقول على منوالهم، حتى أنه أصبح يقول في كل مناسبة، أما أكثر مساجلاته الشعرية كانت مع الشاعر علي بن بخيت العميمي المعروف في أوساط شعراء الرعيل الأول وشعراء الحضر والبادية وعرفا بمنادمتهما لبعض
وكان يبدع في شعر النصح، و أجاد فيه وبرع، بوصف الحالة وصفاً واقعياً كما أن شعر الشاعر خميس السماحي يتميز أيضاً بالمداعبة، فدائماً ما يدخل بيتاً على قصيدته ليظهر البسمة على وجوه من يسمعونه فيحبونه،
*وهذه بعض القصائد الوطنية للشاعر خميس السماحي.
بعنوان حكام دولتنا
سميت بسم الله الخالق الرحمن
رب كريم اللي كثيره عطاياه
له الشكر والحمد ع طول الأزمان
ومن قام له مخلص يسدد خطاياه
يا رب تهدينا على دروب الايمان
العلم والتقوى ونفهم مزاياه
أحنا أولاد الدار ونحب الأوطان
معنا الوطن غالي ولا شي يسواه
ونلبي الدعوه إذا يت بعرفان
ونقوم بالواجب في كل المناداه
حكام دولتنا لهم فضل واحسان
نحبهم في قلوبنا حب لله
و عيال زايد ، يفرحوا بهم العربان
أهل المعزه والجدا والمداراه
ورئيس الدوله عالي القدر والشان
له الشكر ع اللي بدا به وسواه
خيره كسا الدوله شوارع وبنيان
حيورها وسيوحها ورمل واقصاه
وقال عن مهرجان اكسبو الحالي:
اكسبو عشرين عشرين
البارحه والناس هيعين
يتني تلايا الليل رويات
نشيت وأصفق باليدين
من فرحتي وأسجل أبيات
متبدلة الفرحه فرحتين
يوم اتحاد وفوز الأصوات
هذا واكسبو عشرين عشرين
فازت على العالم الامارات
والنصر بالله وله مياشين
يابوا اميه وستعشر إثبات
تباشروا كل المحبين
والفرح معهم قيل وبات
نزف التهاني بالملايين
لشيوخنا أهل المسرات
أهل الكرم والعز والدين
واهل الجمايل والمروات
البيت متوحد بتمكين
الله يدومك يا الإمارات
* وهكذا لايزال الشاعر خميس السماحي مرتبطاً بأرضه وسكناه وذاك السهل والجبل في منطقة كدرا وأصفني وشوكة وكدرا والذيد وماجاورها من المناطق. ولازال يقطف من بستان أشعاره الورود والزهور الندية.