طرابلس (د ب أ)-
دعت الأمم المتحدة السلطات الليبية إلى احترام حقوق الإنسان وحفظ كرامة جميع الناس بمن فيهم المهاجرين واللاجئين في جميع الأوقات.
وقالت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة والمنسقة المقيمة للشؤون الإنسانية في ليبيا، السيدة جورجيت جانيون، في بيان مساء يوم السبت إن “الأمم المتحدة تعرب عن بالغ القلق إزاء ما أفيد عن تعرض المهاجرين واللاجئين في منطقة قرقارش في العاصمة طرابلس للقتل والاستخدام المفرط للقوة”.
وأشارت جانيون إلى مقتل أحد المهاجرين وإصابة ما لا يقل عن 15 آخرين، ستة منهم بحالة خطرة، أثناء مداهمة السلطات الأمنية الليبية لمنازل ومآوى مؤقتة يوم الجمعة في قرقارش، وهي منطقة في طرابلس مكتظة بالمهاجرين وطالبي اللجوء.
وأضاف البيان: “أنه في الوقت الذي تبدي فيه الأمم المتحدة احترامها التام لسيادة الدولة الليبية ودعمها لها في أداء واجبها في حفظ النظام والقانون وحماية أمن السكان، فإنها تدعو سلطات الدولة إلى احترام حقوق الإنسان وحفظ كرامة جميع الناس بمن فيهم المهاجرين واللاجئين في جميع الأوقات”.
ووفقاً للتقارير الواردة من مسؤولين في إدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية، اعتُقل ما لا يقل عن 4000 شخص، بينهم نساء وأطفال، أثناء هذه العملية الأمنية، حيث تعرض المهاجرون العزّل للمضايقات والضرب وإطلاق النار في داخل منازلهم” بحسب البيان.
كما تلقت الأمم المتحدة تقارير أفادت بتعرض مهاجر شاب لإطلاق نار أودى بحياته، بينما جُرح خمسة مهاجرين آخرين جراء إصابتهم بإطلاق ناري، اثنان منهم في حالة خطرة وهم الآن في العناية المركزة. وتلقت البعثة أيضاً تقارير تفيد بقطع الاتصالات مما حال دون تمكن الأفراد من التواصل أو الحصول على المعلومات أو طلب المساعدة.
وأوضحت جانيون أن معظم من اعتقل من الأشخاص تحت الاحتجاز التعسفي الآن داخل مرافق احتجاز تشرف عليها إدارة مكافحة الهجرة غير الشرعية التابعة لوزارة الداخلية.
وتؤكد الأمم المتحدة مجدداً بأن استخدام القوة المفرطة والفتاكة وغير المبررة أثناء عمليات إنفاذ القانون يعد انتهاكاً للقانون الوطني والدولي.
ودعت جانيون السلطات الليبية إلى التحقيق في ما ورد من استخدام القوات الأمنية للقوة المميتة والمفرطة بحق المهاجرين ضمن عمليات يوم أمس.
وتابع البيان: “لطالما أعربت الأمم المتحدة مراراً وتكراراً عن إدانتها للظروف اللاإنسانية داخل مراكز الاحتجاز في ليبيا والتي يُحتجز فيها المهاجرون واللاجئون في مرافق شديدة الاكتظاظ تفرض فيها قيود على إمكانية الحصول على المساعدة الإنسانية التي قد تنقذ حياتهم”.
ونوه البيان: “تماشياً مع قرارات مجلس الأمن وخلاصات مؤتمر برلين، نكرر مطالبتنا للسلطات الليبية بوضع حد للاعتقالات والاحتجازات التعسفية ومنعها وإطلاق سراح الفئات الأشد ضعفاً منهم، ولا سيما النساء والأطفال، وعلى الفور”.
ومضى البيان: “في هذا السياق، نحث الحكومة مجدداً على السماح فوراً باستئناف عمليات الإجلاء الإنسانية الطوعية التي تقوم بها منظمة الهجرة الدولية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وكذلك رحلات الإعادة ومغادرة آلاف المهاجرين وطالبي اللجوء في ليبيا إلى وجهات خارج البلاد”.
واختتم البيان: “تقف الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد للعمل مع الحكومة الليبية والسلطات المعنية لتعزيز إدارة الهجرة مع ضمان الاحترام التام للقوانين الدولية لحقوق الإنسان والقوانين الإنسانية وقانون اللاجئين”.
وقالت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، إن بلادها ما زالت تعمل على إخراج جميع المرتزقة من ليبيا وذلك وفق جدول زمني محدد.
وأضافت المنقوش ، خلال مؤتمر صحفي في الكويت مع وزير الخارجية الكويتي الشيخ احمد ناصر المحمد الصباح ، أن مجموعات من المقاتلين الأجانب خرجت من ليبيا وهي”بداية بسيطة جدا”.
وأشادت المنقوش بالدور الإقليمي الذي تلعبه الكويت في أمن واستقرار المنطقة، مؤكدة تطابق الرؤية بين الجانبين في حل أزمات المنطقة.