هل سرعة البديهة مهمة في العمل؟ وكيف يكتسبها المرء؟

برلين-(د ب أ):
هناك بعض الأشخاص في العمل، قادرون على قول ما هو صحيح بصورة دائمة، وهناك بعض آخر يغمغمون متفاجئين عندما يتعرضون للصد، حيث يستخدم بعضهم عبارات مثل “دعني أوضح لك…”. بينما يظل آخرون صامتين. فالجميع لا يتمتعون بقدر من سرعة البديهة، أليس كذلك؟.

نعم، بحسب ما تقوله زابينه التنا، الصحفية السابقة التي تقوم بتدريب الأشخاص على الفصاحة والذكاء. في النهاية، من الممكن لمعظم الأشخاص أن يعطوا ردا جيدا بعد فترة من الوقت. “فالجميع يتمتع بسرعة البديهة، ولكن لا يحدث ذلك دائما عندما تكون هناك حاجة ضرورية له.”

من ناحية أخرى، يقول المدرب ومؤلف الكتب، ماتياس نويلكه، إن تمتع المرء بسرعة البديهة هو أمر مهم جدا في العمل. ولا يستلزم الامر بالضرورة أن يكون هناك هجوم مضاد ذكي، موضحا: “من حيث الجوهر، يتعلق الأمر بقول شيء ما، وليس مجرد الجلوس في صمت.” ومن شأن ذلك أن يعيد للمرء سلطته في المواقف المزعجة، على سبيل المثال.

وبحسب المدربين، من الممكن أن تساعد المرء في ذلك الأساليب التالية:

أولا، قل شيئا: كأول الأولويات، من المهم أن يقول المرء شيئا وألا يلتزم الصمت في المواقف الصعبة. ويقول نويلكه: “لا يجب أن يكون ما سيقال هو أمر رائع أو مضحك… فسرعة البديهة تبدأ بمعدلات صفرية”. لذلك من الممكن في البداية أن يقول المرء ببساطة: “لا يمكنني التفكير فيما يجب أن أقوله”، أو “لا أعلم ما الذي ترغب في الوصول إليه”. حيث أن ذلك يمنح المرء إحساسا بالأمان.

ثانيا، كن مفسدا للبهجة: فإذا استمر أعضاء فريق العمل أو المدير، في التعامل مع المرء بذكاء، فقد يرغب في البدء في استخدام بعض العبارات المفسدة للبهجة، بحسب نويلكه. وعلى سبيل المثال، يمكن استخدام عبارات مثل “إنه أمر جيد بالنسبة لك”، أو “أنت من يفعل ذلك وليس أنا”، أو “حسنا، إذا كنت تريدها كذلك”. فالتمسك بعبارات كهذه يفسد متعة هؤلاء العارفين بكل شيء.

ثالثا، الترجمة: تعمل هذه التقنية على النحو التالي: أن يتظاهر المرء بأنه مترجم يقوم بترجمة لغة أجنبية. فعلى سبيل المثال، إذا سخر شخص ما مما يرتديه، فمن الممكن قول عبارة مثل، “هل تقصد أن سترتي لا تعجبك؟”، حيث أن دور المترجم هو إعادة نص المحادثة إلى المستوى الواقعي.

رابعا، الرد المضاد: يقول نويلكه إنه من الممكن استخدام هذه التقنية للرد على التلميحات أو الأحكام الخاطئة. فعلى سبيل المثال، في حالة التلميح بأن الشخص صغير في السن ولديه خبرة قليلة جدا بالنسبة للوظيفة، فمن الأفضل رفض الافتراض والتصحيح للشخص الآخر، مع الحفاظ على الاختصار، فعلى سبيل المثال قل: “هذا هو رأيك. في الحقيقة، لقد أحضرت مجموعة جديدة من الآراء الخاصة بالمشروع.”

خامسا، الصورة الكبيرة: هذا هو المكان الذي يتم فيه وضع تعليق الشخص الآخر في منظوره الصحيح. فعلى سبيل المثال، التفاصيل التي ينتقدها الشخص الآخر كونها “مكلفة للغاية… فنحن ليس لدينا موارد كافية لذلك”، يتم تحويلها إلى هدف بمستوى أعلى وعلى مدى أطول، بحسب ألتنا. مثال: “نعم، بالطبع ، إنها مكلفة ماديا. وما نريد تحقيقه هو زيادة كبيرة في درجة رضا الموظفين”. فمن الناحية المثالية، يتم الربط بين الجمل بـ /و/ بدلا من /لكن/، التي تأتي بوصفها أقل أهمية.

سادسا، مفاجأة ” تعم”: إذا حاول شخص ما مهاجمة الشخص الآخر بصورة شخصية، قائلا مثلا: “أنت قصير، أليس كذلك!”، أو “هل مكتبك يحظى دائما بهذا القدر من الفوضى؟”، فمن الممكن ببساطة أن يتفق المرء معه قائلا: “صحيح”، أو “قطعا”، أو حتى “أنا متأكد أنك يمكنك التعود على ذلك”. وذلك لأن معظم الناس يميلون إلى تبرير أنفسهم بدلا من الاتفاق مع الرأي الاخر في مثل هذه المواقف.

سابعا، اطرح سؤالا: إذا كان المرء لا يستطيع التفكير في أي شيء ليقوله بصورة تلقائية، فمن الممكن أن يطرح سؤالا، مثل: “ما الذي تفهمه بالضبط من خلال …؟”، أو “ما هو فهمك لـ…؟”، أو “ما هي فكرتك عن…؟”، أو “ما الذي تحتاجه من أجل …؟”، حيث يساعد ذلك في كسب مهلة من الوقت، مما يزيد من فهم الموقف.

ثامنا، الارتباك: يتعلق ذلك بقول شيء يبدو ذكيا، ولكن لا يقول شيئا بشأن الهجوم أو الانتقاد، وليس له علاقة بذلك. ومن الممكن أن يشمل ذلك عبارات ليس لها معنى. وتقول “ألتنا” إن “المجهول يخلق الارتباك”. والمفتاح هو الحفاظ على وجه واثق، والتحدث ببطء والتوقف أثناء الحديث.