قلبي والجدران

بقلم / الشاعرة :غالية حافظ

 

لأني اليوم وقبل خروجي من المنزل صباحاً
كنت على غير عادتي
قد أطلت النظر في مرآتي
فلم أجدني
لم أعد أنا
وكأني ما كنت يوماً هنا
حاولت تشكيلي ،،عبثاً فعلت
كل ما أملكه الآن
عيناي يداي وخيالي
كٌتبتْ أفكاري بلا خجل
حتى آخر قطرة من قلب الملل
على الرغم من أن البرد في الضلوع قارص
لا يزال في عمق هذا القلب أثر راقص
وما زلت أبحث عن نقاط أضعها
على كل حرف ناقص
لا دور لي
لا دور لي في تكويني
اسمي ..عمري …شكلي
ملامح وجهي التي لا تٌفسرْ
أبي أمي إخوتي
وضجيج قلبي
وما بين دور لعبتهم
ودور لعبتي
كنت أنا بطلة اللعبة والقضية
بعضهم يطلب الحب
وبعضهم يطلب العفو من القلب
وأنا لا أملك سوى هذا المسمى ..قلب
وبعضهم يطلب التزامي بالتغافل
وأنا أملك سريراً من قرنفل
هل انكسَرَ اليوم
وأنا التي ورثت حديقة عن أبي
تركها لي هناك عند منعطف المدينة
لم يعلم أبي أني سأنسى اليوم اسم تلك
المدينة
أأجعل الحب منهجاً
وأنا أحياناً أنكر لغتي
وتارة أتناسى أين كانت مدرستي
وأنا هنا ما زلت أبحث عن انتمائي
إذاً جميعنا يملك قضية زمن
جميعنا لديه الرغبة في أن يسرق يوماً
تلك الحرية
أيها القلب ما أنت؟
كيف شكلك الآن؟
هل الدم فيك أحمرٌ قاني ؟
نفسه الذي يسري في عروق جسدي الآن؟
كيف نبضك؟
هل يشبه صوت ساعتي المزعجة
وهي تحسب على عجلة من أمرها
ثانية دقيقة ساعة رحلة عمري
ما لونك الآن؟
أبيض في بياض
أم سواد في سواد
هل تركوا فيك مساحة من بياض
يا قلبي ! يا أرجوان دربي..
كيف هو حالك اليوم ؟
أأنت بخير ؟
أم يقبضك بقايا الركام
غاب ساكنوك ولم يغلقوا الأبواب خلفهم
أشتاق لنفسي قبل ارتطامي بذاكرة الصور
وأشتاق إليهم
ورن الهاتف
فأدركت أني كنت صديقة الهذيان
وأن الذي كان مجرد حوار بين اثنين
قلبي والجدران..