اديس اببا -وكالات
قرر الاتحاد الإفريقي تعليق مشاركة السودان في كافة الأنشطة الخاصة به، في ظل إطاحة العسكريين بالحكومة المدنية في هذا البلد مطلع الأسبوع الجاري.
وأكد الاتحاد الإفريقي في بيان أصدره يوم الأربعاء أن مجلس السلم والأمن التابع له تبنى هذا القرار خلال اجتماع عقده أمس، مشيرا إلى أن قرار تعليق مشاركة السودان في أنشطة الاتحاد سيظل ساري المفعول ما لم يتم استئناف السلطة الانتقالية من قبل المدنيين بالفعل في هذا البلد.
وأعلن البنك الدولي، يوم الأربعاء، تعليق مساعدته للسودان، وذلك على خلفية استيلاء الجيش على السلطة والإطاحة بحكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك.
وتتزامن هذه الخطوة مع إعلان الدول الأوروبية والولايات المتحدة وكذلك الاتحاد الإفريقي مواقف تدين استيلاء الجيش على السطلة في السودان.
من جانبها قالت وزارة الخارجية الألمانية في تصريح اليوم الأربعاء، إن الانقلاب العسكري في السودان تطور كارثي يجعل البلاد في وضع محفوف بالمخاطر.
وأكدت ألمانيا دعمها لرئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، ووصفت الأحداث الأخيرة في السودان بأنها “انقلاب عسكري وتطور كارثي”.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، إن “الانقلاب العسكري في السودان يعتبر تطورا كارثيا للأحداث ويضع البلاد في حال خطير ويثير الشكوك بشأن المستقبل السلمي والديمقراطي للسودان، الذي بذل المجتمع الدولي جهودا كثيرة في سبيله”.
وأضاف: “أدين بشدة أعمال العسكريين المشاركين في الانقلاب، الذين احتجزوا رئيس الوزراء حمدوك وأشخاصا آخرين بصورة غير شرعية، واستخدموا القوة ضد من نزلوا إلى الشوارع للدفاع عن الديمقراطية في السودان”.
وأكد ماس أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان وأنصاره “لا يجوز أن يكونوا عقبة في طريق الديمقراطية”، مؤكدا “دعم” ألمانيا للشعب السوداني وحمدوك.
ودعا إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين أثناء سيطرة العسكريين على السلطة فورا، محذرا من أن الوضع في السودان “ستكون له عواقب خطيرة على الجهود الدولية، التي كانت ألمانيا تدعمها وتنسقها في الفترة الأخيرة”.
وضاف أن ألمانيا لن تواصل جهودها في الظروف الحالية، مشيرا إلى أن برلين تنسق خطواتها اللاحقة مع الشركاء.
وفي نفس السياق أعربت وزراة الخارجية الفرنسية عن قلقها إزاء مصير الانفتاح الديمقراطي في السودان وتطلعات شعبه.
كذلك أعلنت الولايات المتحدة في وقت سابق عن تعليق مساعداتها للسودان، على خلفية اعتقال الجيش لمسؤولين مدنيين في الحكومة.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أنه بحث مع نظيره السعودي فيصل بن فرحات، تطورات الأوضاع في السودان، والرد على استيلاء الجيش على السلطة هناك.
وقال وزير الخارجية الأمريكي في تغريدة على “تويتر”: “تحدثت اليوم مع وزير الخارجية السعودي حول الرد على الانقلاب العسكري في السودان بالإضافة إلى قضايا ثنائية مهمة أخرى، بما في ذلك حقوق الإنسان”.
كما أعرب بلينكن عن ارتياحه لإطلاق سراح رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، مؤكدا على ضرورة عودة السلطة المدنية.
بدورها أعلنت وزارة الخارجية السعودية أن الوزيرين استعرضا خلال اتصال هاتفي العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، وبحثا أبرز المستجدات في المنطقة.
وأعلنت الخطوط الجوية التركية تعليق رحلاتها المتوجهة إلى العاصمة السودانية الخرطوم خلال اليومين القادمين.
وقالت إنها “ألغت رحلاتها من إسطنبول إلى الخرطوم يومي الأربعاء والخميس، بسبب الأحداث الأخيرة في السودان”.
ونفذ الجيش السوداني الاثنين حملة اعتقالات طالت رئيس الحكومة، ووزراء ومسؤولين وقيادات حزبية، قبل ساعات من إعلان رئيس المجلس الانتقالي عبد الفتاح البرهان حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وإعفاء الولاة، وتعليق العمل ببعض بنود الوثيقة الدستورية الخاصة بالمرحلة الانتقالية.
ويعيش السودان منذ أغسطس عام 2019 فترة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.