أخبار عربية ودولية

مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف إطلاق النار في إثيوبيا

 

(د ب أ) –
دعا مجلس الأمن الدولي يوم الجمعة، إلى إنهاء العنف في إثيوبيا، حيث يتفاقم الصراع بين الجماعات المسلحة والحكومة المركزية.
وطالبت أقوى هيئة في الأمم المتحدة يوم الجمعة، أطراف النزاع بالتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار وتهيئة الظروف لبدء حوار وطني شامل .
وبالإضافة إلى ذلك ، أعرب البيان الذي وافق عليه أعضاء المجلس الـ 15 عن قلقهم العميق إزاء اشتداد القتال وتدهور الوضع الإنساني .
وبدأ صراع الحكومة الإثيوبية مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي منذ عام وتسارعت وتيرة الأحداث في الأيام الأخيرة حيث أعلنت حالة الطوارىء في جميع أنحاء البلاد يوم الثلاثاء الماضي.
وتسيطر الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي على منطقة تيجراي الشمالية المتمردة .
وتمكنت الجبهة مع متمردين من جيش تحرير أورومو من السيطرة على امتداد طريق سريع مهم استراتيجيا وبدأوا في التقدم نحو العاصمة أديس أبابا.
ووفقا للتقارير، تحاول الميليشيات أيضا قطع طريق الإمداد من ميناء جيبوتي المجاور إلى أديس أبابا.
أديس أبابا تحبس أنفاسها… ويمكن سماع دوي المروحيات العسكرية في أجزاء من المدينة. حالة من الغموض والخوف تسيطر على الحياة اليومية في العاصمة الإثيوبية، والكثيرون يفرون من العنف في إقليم أمهرة المتاخمة لها. فبعد مرور عام واحد وصلت الحرب، التي بدأت في إقليم تيجراي بشمال البلاد، إلى قلب ثاني أكبر دولة في إفريقيا، من عدد السكان.

ومثل كثيرين آخرين، استقبل موظف محلي في مؤسسة “فريدريش إيبرت” الألمانية، على سبيل المثال، خمسة أفراد من عائلة واحدة بعد أن فروا من القتال العنيف في مدينة ديسي، إلى العاصمة. كما لجأ آخرون من مناطق تشهد معارك حاليا في تيجراي وعفر وأوروميا إلى أديس أبابا. ولكن بعد 12 شهرا من الصراع في إثيوبيا، صارت ظهور الناس في العاصمة إلى الحائط، من الناحية الاقتصادية، حسبما قال ميشائيل تروستر، مدير مؤسسة “فريدريش إيبرت” في إثيوبيا. ونظرا للتضخم المتسارع، فإن السلع اليومية بالكاد تكون في متناول كثير من الناس.

وبحسب وكالة الإحصاء الوطنية، بلغ معدل التضخم في إثيوبيا خلال شهر أيلول/سبتمبر الماضي، 8ر34%، وارتفعت أسعار المواد الغذائية بنسبة 42%. وأصبحت أرفف متاجر المواد الغذائية فارغة، وبالنسبة لكثير من الناس، فإن أطعمة أساسية مثل البصل والطماطم والموز، صارت باهظة الثمن. وصار الناس يخافون على وجودهم.

واحدة من هؤلاء، هي الموظفة البالغة من العمر 26 عاما والأم لطفلين، سيلاماويت، التي تكسب هي وزوجها معا حوالي 16200 بير إثيوبي (حوالي 293 يورو). وحتى في السابق، لم يكن من السهل على الأسرة تدبير احتياجاتها الأساسية بهذا الدخل. الآن تتخلف الأسرة عن سداد أقساط الرهن العقاري وتخشى أن تفقد منزلها. ولا تزال سيلاماويت تأمل في انتصار الجيش على متمردي الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.
لكن الجيش في وضع دفاعي، وتحالف المتمردين، المكون من الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي وجيش تحرير أورومو، يتقدم. وفي الشمال، يقف المتمردون على بعد أقل من 400 كيلومتر عن العاصمة التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، وفي الشرق يريدون قطع طريق الإمدادات الذي يصل المدينة بالميناء المهم في دولة جيبوتي المجاورة. ويتساءل الناس متى ستسقط العاصمة، خلال أيام، أم أسابيع ،أم شهور؟ وماذا بعد؟

إنه انهيار مذهل لبلد لطالما كان دعامة للاستقرار في شرق إفريقيا. ومنذ عام 2011 بلغ متوسط النمو الاقتصادي السنوي للبلاد 4ر9%، وتلا ذلك صعود رئيس الحكومة الحالي، آبي أحمد، الذي سعى إلى تعزيز التغيير الديمقراطي والاقتصادي في بلاده التي يبلغ تعداد سكانها 110 ملايين نسمة. وكان من المفترض أن يضمن آبي أحمد، وهو ابن لأم مسيحية، وأب مسلم ينحدر من عرقية الأورومو، التوازن السياسي بين الجماعات العرقية في البلاد. وقد نال آبي أحمد جائزة نوبل للسلام، ودعما سخيا دوليا في عام 2019 لإصلاحاته والتوصل لسلام مع العدو اللدود، سابقا، إريتريا، إلا أنه فشل في تحقيق التسوية داخل بلده.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى