تايبيه (د ب أ)-
تهدف تايوان إلى بناء “دفاع مرن” لمواجهة تهديدات “المنطقة الرمادية” المتزايدة من جانب الصين، والتي تتنوع بين عمليات التحليق في المجال الجوي التايواني وحرب الفضاء الإلكتروني، بحسب تقرير الدفاع الوطني نصف السنوي الذي صدر يوم الثلاثاء.
وفي مقدمة التقرير المؤلف من 200 صفحة، قال وزير الدفاع تشيو كو تشينج، إن جمهورية الصين الشعبية لم تتخل عن خيار استخدام القوة ضد تايوان التي تتمتع بحكم ديمقراطي.
واتهم بكين ببناء قدرات عسكرية سريعا، بينما ينشغل العالم بالتصدي لوباء كورونا، حيث قال إن هناك “تهديدا خطيرا” للأمن في مضيق تايوان.
وتهدف تايبيه إلى بناء القوات المسلحة التايوانية في صورة “قوة قتالية متعددة الوظائف ومتحركة وسريعة وبناء دفاع وطني قوي ومرن” لردع بكين عن شن الحرب.
وكشف التقرير عن وجود 554 عملية توغل تمت بواسطة أنواع مختلفة من طائرات سلاح الجو “الصيني الشيوعي”، تتضمن طائرات مقاتلة، تجاوزت منطقة تحديد الدفاع الجوي التايواني، خلال الفترة من أيلول/سبتمبر 2020 وحتى آب/أغسطس 2021.
و بعد أن تراجعت الولايات المتحدة على ما يبدو عن سياسة الغموض الاستراتيجي تجاه تايوان، التي اتسمت بها إدارات متعاقبة، حيث صرح الرئيس جو بايدن مؤخرا بأن واشنطن ستدافع عن الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي من أي هجمات محتملة من بكين، برزت علامات استفهام بشأن ما يعنيه بايدن.
وقوبلت تلك التصريحات برد سريع من الصين حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانج وينبين إنه “ينبغي على واشنطن أن تتصرف وتتحدث بحذر بشأن قضية تايوان”.
وقال الخبير الاستراتيجي الدكتور بين كونابل، مدير الأبحاث بمعهد DT الأمريكي في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست، إن خوض حرب مع الصين بشأن تايوان من شأنه أن يسفر عن خسائر فادحة، ويزعزع استقرار الاقتصاد العالمي، ويدمر معدات عسكرية أمريكية تقدر بمليارات الدولارات.
ويضيف كونابل، الاستاذ المساعد للدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون أن تعرض الولايات المتحدة لهزيمة استراتيجية في أي حرب مع الصين سوف يكون احتمالا حقيقيا للغاية، على الرغم من أن القادة الصينيين يواجهون مخاطر مماثلة. ومع ذلك، فإن كلا من الولايات المتحدة والصين تتأهبان لخوض حرب.