دبي-الوحدة:
نجح فريق طبي في دبي من استئصال ورم سرطاني نادر وغير مألوف من حيث الحجم من جسد مريض شاب، إذ كان يبلغ قطر الورم حوالي 20 سم ووزنه حوالي 4 كجم.
وكان المريض البالغ من العمر 45 عامًا في طريقه إلى المنزل عندما بدأ يعاني من آلام حادة في البطن استمرت في التدهور، فتوجه الى مستشفى الزهراء دبي، وأجريت له مجموعة من الفحوصات التي أسفرت عن اكتشاف ورم ضخم.
وبإجراء أشعة على البطن، تمكن الأطباء من الكشف عن كتلة ضخمة في البطن، والتي تم تشخيصها بعد ذلك على أنها ورم الغدد اللمفاوية في الكبد.
وقال الفريق الطبي في مستشفى الزهراء إن سرطان الغدد الليمفاوية في الكبد هو ورم نادر الحدوث، خاصة لدى المرضى غير المسنين، وإذا لم يتم اكتشافه في مرحلة مبكرة، فمن المحتمل أن ينتشر إلى باقي أعضاء الجسم ليتسبب في مضاعفات خطيرة.
وقال الدكتور محمود طبال، رئيس قسم الجراحة واستشاري جراحة الكبد بالمستشفى: “تم تشخيص إصابة المريض بسرطان الغدد الليمفاوية غير النقيلي في الكبد، لكنه كان في مرحلة ترتفع فيها نسب العلاج، وبشكل عام، يصيب سرطان الغدد الليمفاوية الجهاز الليمفاوي ونادرا ما يتمركز في الكبد، بل إن نسب الإصابة به نادرة للغاية”.
وأضاف: في حالة هذا المريض كان الورم كبيرا للغاية، ما استدعى إجراء عملية جراحية مفتوحة شارك فيها فريق من 5 جراحين متخصصين لإزالته بنجاح، وتبين أن وزنه 4 كيلو جرامات.
من جانبه، قال المريض هاروت جوزيف “عندما توجهت إلى المستشفى لأول مرة إثر شعوري بآلام حادة في البطن، لم أكن أتوقع وجود ورم على الإطلاق، ناهيك عن أنه ورم سرطاني”.
كان الخبر بمثابة صدمة لي، لكن الفريق الطبي ساعدني كثيرا،وتعافيت سريعا، ولم أعاني من أي الم أو نزيف، رُغم أنها كانت عملية جراحية مفتوحة.
وقال الدكتور جوخان سيب، رئيس الجراحة الروبوتية في مستشفى الزهراء دبي: “لم يسبق لي أن صادفت مثل هذه الحالة الطبية على مدى حياتي المهنية، من النادر جدا اكتشاف هذا الورم في الكبد وعادةً ما يكون تشخيصه في مرحلة متأخرة، لكن الحال لم يكن كذلك مع مريضنا، الذي لم يكن لديه أي تاريخ سابق للإصابة بالسرطان أو أمراض الكبد وليس ضمن الفئة العمرية المعرضة للإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية، مما يجعل الحالة نادرة بكل المقاييس، لكن العلاج سار بشكل جيد، وكانت الجراحة ناجحة، وتعافى المريض سريعا وخرج من المستشفى خلال 4 أيام”.
وذكر أن المريض خضع لخطة علاجية متعددة الجوانب والتخصصات لمساعدته على التعافي تمامًا من مضاعفات الجراحة، بعد مناقشة بمجلس الأورام بالمستشفى للتأكد من أن المريض يتلقى كل الرعاية التي يحتاجها بما في ذلك المتابعة المستمرة لضمان تحسن حالته على المستويين البدني والنفسي، وشملت خطة العلاج دواء الريتوكسيماب، وهو شكل من أشكال العلاج الوقائي الذي يُوصف عادةً للحالات الماثلة بهدف الحد من فرص تكرار المرض.