وام / سلط المؤتمر الثاني عشر لغرف التجارة العالمية في يومه الثاني الضوء على مواضيع مهمة منها الجيل “زد” ومرونة الأعمال ونماذج النجاح وذلك في جلستين نقاشيتين عقدتا اليوم بحضور ممثلي غرف التجارة العالمية.
وأكدت الجلسة الحوارية “قادة الغد: تصور الجيل المقبل من غرف التجارة” أن الجيل “زد” من شأنه أن يقدم “قادة الغد” و”أكثر الأجيال قدرة على مواكبة الثورة الرقمية على الإطلاق” في حين تناولت جلسة أخرى حملت عنوان “أوجه النجاح: ترسيخ مرونة الأعمال” أثر الجائحة العالمية على سبل تبني قادة غرف التجارة والصناعة لاستراتيجيات جديدة لاستشراف المستقبل سعياً للتكيف مع المرحلة الجديدة.
وحرصت الجلسة الحوارية الأولى – التي جمعت العنود الهاشمي الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة “ذا فيوتشرست كومباني” ورنا بركات مدير النمو وحلول الأعمال العالمية في “تيك توك” وأرتيم داليفيتش نائب رئيس غرفة تجارة وصناعة موسكو وكيفن هين الأمين العام للغرفة الفتية الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية – على استكشاف الاتجاهات الرئيسية وسمات الجيل الشاب ودوره في تشجيع غرف التجارة على مواكبة متطلبات المرحلة.
وقالت العنود الهاشمي إن الجيل الشاب يتمتع بشغف قل نظيره وهم متمرسون باستخدام التقنيات الجديدة إلا أنهم بحاجة للمزيد من الخبرة والتجربة .. وفي الوقت الراهن يتولى الجيل الأكبر سناً مسؤولية اتخاذ القرارات التي تمس حياة جيل الشباب لذلك يتعين علينا الإصغاء إلى احتياجاتهم ومواءمة القرارات مع تطلعاتهم .. ومن جانب آخر تحتاج الشركات والمؤسسات اليوم إلى توجيه مزيد من التركيز على مسائل البيئة والمجتمع والحوكمة في خضم مساعيها لتطوير نماذج أعمالها.
بدورها أكدت رنا بركات أن “تيك توك” ليس مجرد تطبيق للتواصل الاجتماعي بل يمثل منصة قائمة على الاهتمامات المشتركة التي تساعد في جسر الثغرات المتواجدة بين الأجيال والوصول إلى الجمهور على نطاق واسع حيث تغطي خدماته نحو نصف مليار مستخدم شهرياً .. وقد نجحت اتفاقية الشراكة الموقعة مؤخراً بين منصتنا وغرفة دبي لإطلاق أكاديمية غرفة دبي – تيك توك في استقطاب 300 شركة للانضمام إلى المنصة ضمن الدفعة الأولى.
وأشار داليفيتش إلى أن أفراد الجيل الجديد المتمرسين باستخدام التقنيات الرقمية لديهم قواسم مشتركة أكثر من الأشخاص من الأجيال السابقة ..مؤكداَ ضرورة الوصول إلى رواد الأعمال الشباب الذين يعتقدون أن بإمكانهم تنمية أعمالهم بدون الغرف التجارية.
وقدم داليفيتش العديد من الحلول لهذه القضايا بما فيه برنامج تسريع الغرفة والسوق العالمي للمعاملات بين الشركات ومكتبة موحدة لقضايا الأعمال وبرنامج تمويل المشاريع الاستثمارية ومؤسسة لغرف التجارة تتولى مهمة القيام بالدراسات والأبحاث ..مشيراً إلى أن كل غرفة هي مجمع فكري رائع وبتعاون غرف التجارة يمكنها تأسيس أفضل مؤسسة للدراسات والأبحاث حول العالم.
واتفق المتحدثون في الجلسة على أهمية المسؤولية الاجتماعية للشركات باعتبارها أمراً بالغ الأهمية للجيل /زد/ حيث أشار كيفن هين إلى أن الشباب متهمون بأنهم هائمون في أحلامهم مضيفا “أنه يمكننا أن نكون حالمين ضمن أطر واقعية وفي ضوء أهداف ممكنة”.
بدورها قالت بركات: لم تعد المسؤولية الاجتماعية للشركات من الكماليات بل باتت اليوم ضرورة حتمية. وما علينا سوى الاستماع ومعرفة ماهية الاتجاهات وحاجات الناس ومطالبهم وكيفية تصرف الغرف ثم تقديم الحلول على نطاق واسع.
وأوضحت أن استقطاب المزيد من الشباب نحو غرف التجارة منوط بتوافر مجموعة من العناصر وتشمل خدمتهم ومساعدتهم من خلال توسيع منظومة العمل وتبني قيم النجاح ومن ثم العمل في ضوء مستهدفات المسؤولية الاجتماعية للشركات إضافة إلى تجاوز التركيز على النتائج نحو تحقيق النجاح.
واتفقت الهاشمي مع بركات على أن دولة الإمارات تحرص على الاستجابة بكفاءة لاحتياجات الشباب وتعمل على تمكينهم في إطار معايير حكومية وأهداف محددة.
واختتمت الهاشمي حديثها بالقول: المستقبل لا ينتظر أولئك الذين يجلسون غارقين في الأفكار حول ما يتعين القيام به .. بل سيكون المستقبل بانتظار أولئك الذين ينهضون للقيام بما يتوجب فعله .. وبما أننا قادرون على التفكير بعمق ولدينا التقنيات المطلوبة في متناولنا يجب علينا إدراك أن هذه التكنولوجيا لوحدها غير قادرة على إيجاد حلول للمشاكل بل لا بد لنا من قيادة هذه التقنيات نحو السبيل الأمثل لتحقيق النفع العام والاستفادة منها .. وبهذه الطريقة يمكننا استشراف المستقبل الأفضل.
وتناولت الجلسة الحوارية الثانية أثر الجائحة العالمية على سبل تبني قادة غرف التجارة والصناعة لاستراتيجيات جديدة لاستشراف المستقبل سعياً للتكيف مع المرحلة الجديدة.
وضمت الجلسة فينسينت أوبراين مدير غرفة التجارة الدولية وكريستيان ستادلر البروفيسور في كلية وارويك للأعمال والمؤلف والمتحدث الخبير ومالتي هاين الرئيس التنفيذي لغرفة تجارة هامبورغ ألمانيا وراجات جين المؤسس والعضو المنتدب لشركة “سنوفوكس تيكنولوجيز” الهندية وإيتاي مانيير الرئيس السابق للغرفة الفتية الدولية في زيمبابوي.
وتناول المتحدثون عدداً من القضايا والمواضيع المؤثرة على غرف التجارة وشددوا على أهمية الانفتاح وصياغة الاستراتيجيات الجديدة المواتية لمرحلة ما بعد الجائحة مع ضرورة تجنب التكرار في صياغة الاستراتيجيات واستحداث أفكار مبتكرة تواكب متطلبات المرحلة الراهنة.
واتفقوا على أهمية ترسيخ علاقات التعاون والتجارة بين مختلف غرف التجارة حول العالم.