مرئيات

الفيلم الوثائقي الإماراتي “1971”

بقلم : دكتورة فاطمة محمد خميس

“1971”هو أول فيلم وثائقي إماراتي عن رؤية المغفور له الشيخ زايد “طيب الله ثراه” حول تمكين الإنسان الإماراتي، وهو فيلم من إنتاج وكالة أنباء الإمارات “وام”، وتزامن عرضه مع الاحتفال بعيد الاتحاد الخمسين لدولة الإمارات العربية المتحدة. ويجسّد الفيلم خلال13 دقيقة إحدى أهم الرؤى القيادية للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والمتمثلة في مقولته المؤرخة في عام 1971: ” فمهْما أقمنا من منشآت ومدارس ومستشفيات وجسور وغير ذلك فإنّ كل هذا يبقى كياناً مادياً لا روح فيه، لأنّ روح كل هذا هو الإنسان القادر بفكره وجُهده وإيمانه على تحقيق التقدم المنشود “. وينسج الفيلم من خلال الصورة والكلمة معنى الروح كما قصدها المغفور له الشيخ زايد، وهي الإنسان الإماراتي حيث هو الهدف الأول في المسيرة التنموية الإمارتية بل هو روحها لا المنشآت وسائر المعالم المادية.
ويصيغ صنّاع الفيلم من واقع هذه الرؤية سيناريو ذو دلالات عميقة، وينسجون مع السيناريو أقوال رجال ونساء إماراتيين ممّن ظهروا في الفيلم من مختلف الإمارات السبع ليشهدوا بسجية إماراتية أصيلة ما تعني لهم كلمة “الروح” في المقولة، وما تعني لهم الأسرة والأرض، وما يعني لهم الوطن. فكان نسج مقولاتهم مع تسلسل مشاهد الفيلم راقيا، وتلقائيا، ومن القلب، ممّا أعطى للفيلم قيمة توثيقية إنسانية مؤصلة. والجميل أنّ صنّاع الفيلم أجادوا رصد لقطات أخرى لهؤلاء الإماراتيين دون حديث، حيث كانت لقطات مجرّدة لهم وهم ينظرون إلى الكاميرا، فكانوا تجسيدا للإنسان الإماراتي وللروح كما تطلع إليها الشيخ زايد في رؤيته التنموية للإنسان الإماراتي. وقليلون هم المصورون الذي يجيدون رصد مثل هذه اللقطات بعدساتهم، ومن أشهرهم المصور الصحفي الأمريكي ستيف ماكوري، صاحب صورة “فتاة أفغانستان” التي التقطها في إحدى مخيمات اللاجئين الأفغان عام 1984. وتعد صورته تلك إحدى أشهر الصور الفوتوغرافية لمجلة ناشيونال جيوغرافيك التي استخدمتها كصورة غلاف لعدد يونيو 1985.
إن هذه المزايا ترفع قيمة هذا الفيلم الوثائقي، فهو شاهد على أن الإنسان الإماراتي أصبح يُدرِك ويُترجِم القِيم والرؤي القيادية – لا سيّما التي غرسها باني الدولة المغفور له الشيخ زايد – ويوثّقها لأجيال المستقبل بقيمة إنسانية وجمالية عالية. والأهم أنّه أصبح يشاركها مع الدول والثقافات الأخرى، فقد تمت دبلجة فيلم “1971” إلى 8 لغات غير العربية وهي الإنجليزية والفرنسية والصينية والروسية والبرتغالية والإسبانية والتركية والأوكرانية. وتم عرضها في منصات إعلامية تابعة لتلك الدول، لتصبح بذلك رسالة وفاء وامتنان لباني الدولة المغفور له الشيخ زايد في أكثر من لغة وعلى أكثر من منصة، رسالة شعب وفي لقائد وفي، موصولة بالدعاء الدائم له بالرحمة والمغفرة وحُسن الثواب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى