وام / أعلنت النيجر في ” إكسبو 2020 دبي ” استكمال التقييمات الضرورية وفقاً للمبادئ التوجيهية الصادرة عن منظمة الصحة العالمية للمصادقة على وقف سريان العدوى بـ ” داء كلابية الذنب ” ــ المعروف باسم العمى النهري ــ الأمر سيعود بالنفع على اقتصاد البلاد ويحقق عوائد اقتصادية هامة في المستقبل.
وتعد النيجر حالياً الوثائق المطلوبة لمصادقة منظمة الصحة العالمية، وتستعد حالياً لكي تصبح أول دولة أفريقية تعلن استئصال ” داء العمى النهري ” وهو إنجاز كان يعد مستحيلاً في الماضي.. ويكلل الإنجاز جهود دامت أكثر من 40 سنة من أجل السيطرة على العمى النهري أو القضاء عليه في غرب أفريقيا، ويؤكد إنجاز النيجر على إمكانية القضاء على المرض، ليس فقط في منطقة غرب أفريقيا بل في القارة بأسرها.
وتزامناً مع هذا الإنجاز، أقيم في جناح النيجر في معرض ” إكسبو 2020 دبي ” فعالية للاحتفاء بهذا التقدم ولتكريم النيجر.. وقد استضاف الفعالية صندوق بلوغ الميل الأخير، الذي أسسه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالتعاون مع مؤسسة ” بيل وميليندا غيتس” وصندوق القضاء على الأمراض المدارية المهملة “ذا إند فاند”.
ويكلل الإنجاز تاريخاً من التعاون والعمل المشترك من أجل مكافحة الأمراض المدارية المهملة من خلال “صندوق بلوغ الميل الأخير”.
ويدير صندوق ” ذا إند فاند ” هذه الشراكة العالمية التي تمتد عبر 10 أعوام والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بالتعاون مع عدد من المؤسسات الخيرية والحكومات والمنظمات مثل مؤسسة بيل وميليندا غيتس.
وشهد الحفل .. معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، مدير عام ” إكسبو 2020 دبي ” وبيل غيتس، الرئيس المشارك لمؤسسة بيل وميليندا غيتس، وسعادة أغادا غاربا سفير جمهورية النيجر المعين لدى الدولة.
وقال بيل غيتس الرئيس المشارك لمؤسسة بل وميليندا غيتس : ” إن النيجر حقق من خلال جهودها الريادية إنجازاً كان يعد مستحيلاً .. ونحن ممتنون للغاية لجميع من شارك في هذه المهمة، وإلى أبناء النيجر الذين استطاعوا تحقيق هذه الحلم بفضل جهودهم .. وكلنا امتنان للرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في إطلاق صندوق “بلوغ الميل الأخير” الذي سخّر أحدث التقنيات والأساليب لمكافحة الأمراض المدارية المهملة وتقديم الدعم للنيجر في مسيرتها لبلوغ خط النهاية”.
وبالنسبة للنيجر، فإن الخطوة النهائية من أجل مصادقة منظمة الصحة العالمية بالقضاء على العمى النهري تتمثل في تقديم ملف استئصال المرض ..
وفي حال قبول الملف، ستعلن منظمة الصحة العالمية خلو النيجر رسمياً من داء ” العمى النهري “.. ويقدم صندوق بلوغ الميل الأخير الدعم للبرنامج الوطني بالنيجر في جهوده الرامية إلى إصدار ملف مُحكَم.
وقالت إلين آجلر، الرئيسة التنفيذية لصندوق ذا إند فاند : ” إن إنجاز النيجر يبعث الإلهام في نفوس الجميع حيث أن جهود البلاد أثمرت عن إنجاز هائل بالرغم من الصعوبات التي واجهتها في مسيرة الاستئصال .. ونعتز بمشاركة صندوق ذا إند فاند ولو بدور صغير في جهود دامت عقوداً من الزمن من أجل القضاء على المرض، فيما اعتبره الكثيرون أمراً مستحيلاً “.
وأضافت أنه : ” من الصعب أن نعطي هذه اللحظة حقها حيث يمنح هذا الإنجاز الزخم لجميع مجالات استئصال الأمراض المدارية المهملة ..
وبالنيابة عن جميع شركائنا الذين يمثلهم الصندوق، فإننا نحتفي بالدور الرائد للنيجر في مكافحة المرض، ونتطلع لتقديم الدعم للعديد من الدول الأخرى في مختلف أنحاء أفريقيا التي تسير على خطى النيجر.” ـــ الحاجة الملحة للقضاء على الأمراض المدارية المهملة..
تؤثر الأمراض المدارية المهملة على أكثر من 1.7 مليار شخص. أغلبهم من الذين يعيشون في مناطق تعاني من نقص الموارد، وفي المجتمعات النائية، حيث يفتقرون للخدمات الأساسية مثل الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي.
وجرى إحراز تقدم كبير منذ إعلان لندن التاريخي لعام 2012 بشأن الأمراض المدارية المهملة الذي ساهم في توحيد كلمة الشركاء في القطاعات والدول والمجتمعات المحلية لمكافحة الأمراض، من أجل تعزيز الاستثمارات والجهود المخصصة لمكافحة الأمراض المدارية المهملة. وجاءت النتيجة مبشرة، حيث لم يعد مئات الملايين من الأشخاص بحاجة إلى علاج للأمراض المدارية المهملة. وبقضاء النيجر على العمى النهري، ستكون 35 دولة قد استأصلت مرضاً واحداً على الأقل من الأمراض المدارية المهملة منذ عام 2012.
ويؤكد الإنجاز الذي حققته النيجر باستئصال ” العمى النهري ” ما هو ممكن في ظل توفر الاستثمارات طويلة الأجل ومستدامة، وتحمل الدول المعنية مسؤولية تحقيق الهدف، والشراكات الفعالة بين القطاعين العام والخاص..
كما تؤدي الابتكارات والتقنيات الجديدة دوراً بالغ الأهمية ــ من البيانات الدقيقة التي يتم بثها عبر الأقمار الصناعية في الوقت الحقيقي والبيانات الجغرافية المكانية التي تتيح تحديد مواقع تكاثر النواقل على مستوى القرى المحلية بشكل دقيق، إلى إدخال عقاقير جديدة مثل دواء موكسيداتين بالإضافة إلى العقاقير الموجودة، من أجل تسريع القضاء على العمى النهري وداء الفيلاريات اللمفي في أفريقيا.
ــ تاريخ العمى النهري في النيجر ..
غادر السكان مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة في غرب أفريقيا قبل أكثر من نصف قرن من الزمن بسبب ” ذبابة سوداء صغيرة ” تحمل طفيلياً تؤدي بالنهاية إلى داء العمى النهري .. ويعد هذا المرض ثاني أكبر سبب للعمى الناتج عن العدوى على مستوى العالم.
وفي عام 1974، بدأ برنامج مراقبة داء العمى النهري في غرب أفريقيا بهدف استئصال المرض في المنطقة. وقد تركزت الجهود المبكرة على السيطرة على الذباب الأسود الذي ينشر الطفيل المسبب للمرض وبدأت برش الأراضي والرش باستخدام طائرات الهليكوبتر.
ولقد جرى دعم التقدم الذي المحرز من خلال السيطرة على ناقلات المرض بحملات ضخمة لإدارة العقاقير بدأت في عام 1987 بعد تقديم شركة ” ميرك ” تبرعات من دواء “إيفرمكتين”، مما أتاح للدول بلوغ أوسع نطاق لعلاج العمى النهري.
وتعد الشراكة بين القطاعين الخاص والعام المتمثلة في الشراكة بين شركة ميرك وشركاه، ومنظمة الصحة العالمية، والدول الموبوءة في إطار برنامج شركة ميرك للتبرع بعقار المكتيزان والذي يعد أطول برنامج للتبرع بالعقاقير.
وتعتمد حملات مكافحة الأمراض المدارية المهملة في النيجر على الدور الحاسم للعاملين الصحيين في الخطوط الأمامية وموزعي الأدوية، الذين يخدمون المجتمعات المحلية في مختلف أنحاء البلاد ــ بما فيها القرى النائية التي يصعب الوصول إليها في الشمال ومجموعات البدو في المنطقة الوسطى الذين يتنقلون باستمرار.
ومن خلال هذه الجهود المتواصلة، أبلغت لجنة الخبراء الاستشارية المعنية بداء كلابية الذنب وزارة الصحة في النيجر، في أغسطس الماضي، بأن البرنامج الوطني لاستئصال المرض قد حقق بنجاح هدفه المتمثل في القضاء على انتقال داء كلابية الذنب.
ــ الصلة بين الأمراض المدارية المهملة والازدهار الاقتصادي..
يشير تقرير جديد صادر عن شركة دالبيرج تحت عنوان: ” كلابية الذنب وداء الفيلاريات اللمفي: بلوغ الميل الأخير” إلى المسار الاقتصادي الجديد الذي تسلكه النيجر من خلال التخلص من المرضين.
ووفقًا للتقرير، فإن الدول التي تقضي على ” داء كلابية الذنب ” و” داء الفيلاريات اللمفية ” تحقق فوائد اقتصادية كبيرة تحفز النمو الاقتصادي..على سبيل المثال، من خلال القضاء على داء كلابية الذنب والسيطرة على داء الفيلاريات اللمفي، أضافت النيجر ما يقدر بنحو 2.8 مليار دولار أمريكي إلى اقتصادها على مدى 45 عاماً الماضية.
وبمجرد التخلص من عبء المرض، يصبح الأفراد قادرين على عيش حياة منتجة وتوفير النفقات الصحية؛ كما تتخلص الأسر من عبء الرعاية وتمكينها من متابعة التعليم والعمل..وعلى أرض الواقع أعيد توطين المجتمعات الريفية في الأراضي الخصبة المحيطة بالأنهار، مما أدى إلى تحسين الإنتاج الزراعي وزيادة الدخل المحلي.
كما تحفز القوى العاملة الصحية حيث تتاح الفرصة للأشخاص العاملين على الرعاية لمتابعة العمل خارج المنزل، الأمر الذي يعود بالنفع على الاقتصاد خاصة بالنسبة للنساء، اللاتي يصبح بإمكانهن إعادة الاستثمار في مجتمعاتهن المحلية، حيث ثَبُت أن الاستثمارات التي تجريها المرأة تحقق تأثيراً مضاعفاً على الاقتصادات المحلية.
كما خَلص التقرير إلى أن الفشل في القضاء على انتقال الأمراض يفاقم المخاطر التي قد تعيق التنمية الاقتصادية، وتحد من إمكانات السكان المتضررين.
ــ صندوق بلوغ الميل الأخير: الشراكة من أجل مستقبل صحي ..
تتركز جهود ” صندوق بلوغ الميل الأخير ” في إيجاد طرق لتسريع التقدم، بدءاً من الاستثمار في عمليات رسم الخرائط ووصولاً إلى دعم المختبرات الحديثة والمتقدمة والتعاون العابر الحدود.
وتسهم عمليات رسم الخرائط في تمكين الدول من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن وقف العلاج بأمان أو إدخالها لعلاج المجموعات السكانية التي تعذر الوصول إليها في السابق.. وقبل إجراء هذه الدراسات الاستقصائية، كان فهم كثير من البلدان لحالة انتشار الأوبئة وانتقالها محدوداً.
وفي حين تستحوذ جهود القضاء على المرض الجزء الأكبر من المعركة ضد الأمراض المعدية، يذهب صندوق بلوغ الميل الأخير إلى ما هو أبعد من ذلك لإثبات إمكانية القضاء عليه، وبالتالي إنهاء الإنفاق غير الضروري من الموارد على التهديدات العامة التي تم استئصالها.
وتشكل عملية التحقق من القضاء على العمى النهري تحدياً هائلاً في حد ذاته، وقد حفز الصندوق عدة تطورات تكنولوجية لدعم النيجر في بلوغ هذه المرحلة من مسيرة القضاء على المرض.
ـــ لمحة عامة عن” صندوق بلوغ الميل الأخير..
يشمل صندوق بلوغ الميل الأخير مجموعة من البرامج الصحية العالمية التي تهدف إلى القضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها. ويستمد الصندوق زخمه من الالتزام الشخصي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وتوفر المبادرة العلاج والرعاية الوقائية للمجتمعات التي تفتقر إلى الخدمات الصحية الملائمة، مع التركيز بشكل خاص على المرحلة النهائية أو “الميل الأخير” في القضاء على الأمراض.
ويؤكد الصندوق على الاهتمام الشخصي لسموه في القضاء على الأمراض التي يمكن الوقاية منها والتي تؤثر على المجتمعات الأكثر فقراً وضعفاً في العالم ومساعدة الملايين من الأطفال والبالغين على العيش حياة صحية كريمة.
ــ لمحة عن صندوق إنهاء الأمراض المهملة..
صندوق إنهاء الأمراض المهملة هو مبادرة خيرية خاصة تهدف إلى القضاء على أكثر الأمراض المدارية المهملة انتشاراً.
ويسخر الصندوق التبرعات الخاصة، ويدعو إلى تطوير برامج جديدة ومتكاملة وفعالة من حيث التكلفة.
ويعمل على إقامة شراكات قوية وفعالة مع القطاع الخاص والشركاء الحكوميين والشركاء المنفذين المحليين لدعم البرامج الوطنية للأمراض بصورة تتسم بالتعاون.
ويتم ذلك من خلال نموذج تنفيذ مثبت يتم وضعه لتلبية احتياجات الخاصة بالدول المستفيدة، بهدف إيجاد مجتمعات أكثر صحة، وحمايتها من الأمراض المدارية المهملة.
وقام صندوق إنهاء الأمراض المهملة، منذ إنشائه في عام 2012، بالتعاون مع الشركاء، بتوزيع ما يزيد على 1 مليار علاج على 31 دولة، كما أجرى أكثر من 43.000 عملية جراحية لعلاج العمى ومنع الإعاقة؛ ودرّب ما يقرب من 3.5 مليون من العاملين في مجال الصحة على الوقاية من الأمراض المدارية المهملة والوقاية منها.
– مل –