مرئيات

«السّيرهْ والمِسيرِهْ» قلائد زايد..لسمو الشيخ محمد بن راشد

بقلم: محمد عوض الجشي

نعم..أجل..بلى..ما فتئ استشعار وإعمار الفخر ديدنه ابن الإمارات ، مستلهما رجالاً أفذاذ أقوياء أعزاء أنوفهم شموخاً وقلوبهم قوية . تستوحى بصيرتها من رؤى الأجداد البواسل العظماء الذين سطروا ملاحم بطولة وتضحيات جسام صورها الزمان والمكان في همم عالية. إنها جبال راسيات وقلاع شامخة ونجوماً تتلألأ في فضاءات السموات العلية العالية التي تموج روحانيات (روح الاتحاد) تحمل رايات الإمارات العربية المتحدة في مسيرة خالدة وسيرة عطرة تنشر فيئها – ظلها وظِلالها في المعمورة ,وفي الأكوان السماوية ، إنها منازل العزة والشهامة والفداء والولاء للقيادة الرشيدة ولشعب عريق عظيم جذوره ممتدة في الطول والعرض. إنها حقيقة دامغة يسطرها الزمان والمكان بأحرف من نور وفخر ووهج. إنها تأريخ أماجد أقوياء شرفاء عظماء، صاغها فارس العرب في مسار وارف باسق وأيكاً من نخيل فارع . ما أجمل وأجل المفردات في سحر بيان فاضت قرائحه غزيرة معطاءة فواحة حتى فاضت فحواه قواميس اللغات ورددت معانيها في لهجات مختلفة ذات رقي موشحة بنسيج الألحان العذبة العذرية المستفيضة نغماً تستسقى من واحاته بحور الشعر قاطبة دفقاً وحٌسناً جلياً وديمومة تستسيغها جٌل لغات العالم أجمع حديثه وقديمه….ولنشف الاسماع في حسن المطلع .إنها كوكبة اللغات التي تزدان فيها شهامة الرجال الرجال.

ارفَــعْ‭ ‬الـرَّايِـهْ‭ ‬إلــىَ‭ ‬أعـلـىَ‭ ‬مـكـانْ

‭ ‬وخـبِّـرْ‭ ‬الـدِّنـيـا‭ ‬وأهَـلـهـا‭ ‬مــنْ‭ ‬نـكـونْ

وخَـلّـهـا‭ ‬تـنـتـشي‭ ‬بـسحـرْ‭ ‬الـبِـيـانْ‭ ‬

‭ ‬رايـعــاتْ‭ ‬الـــوَصــفْ‭ ‬بـــحـورْ‭ ‬ووزونْ

وغَــنِّ‭ ‬بـأشـعـارٍ‭ ‬يـخـلِّـدها‭ ‬الــزِّمـانْ‭ ‬

لـحـنـها‭ ‬مـاتـوصَـلْ‭ ‬لمِـثـلِهْ‭ ‬الـلِّـحـونْ

نعم شاعر العرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله. ما فتئ يصدح مردداً بعزيمة الأوفياء المخلصين النشيد الوطني الخالد، والروح العالية الماجدة في عيد الاتحاد المجيد (عام الخمسين). نعم ما أجملها وأجلها وأروعها من ذكرى عظيمة عزيزة تتعاظم سيرتها وسيرورتها بفرح ونشوى. تعتصر النجوى المعتقة بأرواح ورياحين الشهداء الأبطال الذين وقفوا سدا منيعا في الذود عن سياج الوطن، وحملوا راية الحق، إنه صرح عظيم كبير يتعاظم مع ذكرى الاتحاد كي تظل دولة الاتحاد دولة قوية عظيمة الأركان يٌحتفى بها في جميع أقطار العالم أجمع. اتحاد صنعه زايد والرجال الأفذاذ الأقوياء وأقامه الأجداد مخلصين لوطنهم مستلهمين العزيمة والقدوة من السلف إلى الخلف في وحدة شعب عاهد الله والقائد على الوفاء والإخلاص والتفاني وبذل الأرواح فداء للوطن الحبيب الإمارات. لذا هاهم المداحين والشعراء من سائر أمم الأرض قاطبة، تتغنى بأمجاد الاتحاد ووحدة الأوطان ،  وتَفردْ أجنحتها في حب الإمارات تتغنى فخراً  في المنجزات وجسام الأعمال التي قامت على أرض الدولة أنها طلائع مكتنزة رقي الإبداع المنقطع النظير أبداً الدهر. حتى غدت الغيداء الحسان والوجوه النيرة الجميلة الندية تتمايل طرباً وفرحاً وشوقاً وحباً في أهل الإمارات وشعبها الوفي وترابها الزكي.

مـطـربٍ‭ ‬بـدعِـهْ‭ ‬مـايجري‭ ‬مـنْ‭ ‬لـسانْ‭  

بَـــدعِ‭ ‬فــكـرٍ‭ ‬حــيَّـرْ‭ ‬الــلِّـي‭ ‬يَـبـدعـونْ

تـنـتشي‭ ‬بـشَـلاَّتِهْ‭ ‬الـغـيدْ‭ ‬الـحِـسانْ‭ ‬

وإتِّـمـايلْ‭ ‬مــنْ‭ ‬طــرَب‭ ‬مـثـلِ‭ ‬الـغصونْ

 أجل هذا الوفاء المتجدد الباقي المتفرد يتنامى في ديمومة أبدية، تغلغلت سخاء ونماء وعطاء، طالت ربوع أرض الإمارات المعمورة تسرد حكايات ماجدة بطولية في قيام الاتحاد الوارف الظِلْ باسق الظِلال في اتحاد قوي الأركان عظيم البنيان. شعب عريق قوي له حضارة قديمة ضاربة في جذور بواطن التاريخ والأرض تمتد إلى سبعة آلاف عام وتزيد. ولنستمع الى الكوكبة التالية من سموه: 

وخــبِّـرْ‭ ‬الــدِّنـيـا‭ ‬بــمـا‭ ‬كــنَّــا‭ ‬وكــانْ

مــنْ‭ ‬حـضارَهْ‭ ‬بـكلْ‭ ‬وصـفِ‭ ‬وكـلِّ‭ ‬لـونْ

عــن‭ ‬مـفـاخر‭ ‬عـاليه‭ ‬فـي‭ ‬كـل‭ ‬شـانْ‭ ‬

‭ ‬وعــن‭ ‬صــروح‭ ‬وعـن‭ ‬بـساتين‭ ‬وعـيونْ

أجل شاعرنا فارس العرب صاحب القوافي المطواعة ورفيف عروض الموسيقى الشاعرية الشمولية، في بلاغة البيان وتفرد المفردة والدلالة العميقة المعاني،  في نجوى تجوب بحور الشعر في درر من  القلائد المتماسكة الذهبية السبك والمنقوشة في ركاب الرقي التي تحفظ الكلمة ببهاء ونقاء وشِفاء ودواء.- لذا ينتشى حباً ووفاء وفخراً لباني نهضة الإمارات العربية المتحدة .زايد الخير الذي قاد شعبه في حنكة القائد الفذ والرجل العظيم المٌلهمْ .إنها سفينة الاتحاد المتين أبحر بها زايد بحكمة وعقل كبير وقلب بصير يتسع اطراداً وتؤدة في تسامح كريم جم ونظرة شمولية إلى مستقبل باهر زاهر ، من عبير وعبق الايمان والتوكل على الله جل وعلا. سفينة ومحمل مضى بها زايدنا إلى بر الأمان رغم الرياح العاتية والامواج المتلاطمة، والغيوم الهادرة والسوداء الكالحة حتى غدا الحكيم المٌلهِمِ للقادة العظام والرجال الاشداء الذين تعاضدوا وتماسكوا وبنوا دولة عظيمة يكتب لها التاريخ في اساطين المجد والرفعة والشأو. امارات نالت واستحقت اعجاب العالم اجمع انها فراسة الرجل الحكيم زايد والذي يبقى ويظل أباً روحياً لشعبه وامته.. انه الوفاء والبناء والعطاء المتواصل، إنها الأحلام التي أضحت واقعاً وتجلت حقيقة يلتمسها كل كائن حي أنها إنجازات طالت السحاب في ديمومة وأيقونة بين الأمم في الرقم الواحد التي لا تعرف المستحيل أبداً..إنها خلجات القادة العظام أمثال زايد وراشد وخليفة خير خلف لخير سلف والمحمدين واخوانهما حكام الإمارات الميامين وأولياء العهود الذين تضافروا معا في بناء دولة عظيمة كبيرة. وتميزت في شتى العلوم والفنون، وأنشأت رجالاً في الساسة الذين دعموا مفاتيح الاقتصاد كي يلجوا في اكتفاء ذاتي معيشي،  لتوفير الغذاء والدواء وغيرها من مستلزمات العيش. لهذا وصلنا إلى الكواكب في فضاءات تحاكي تراب المريخ. نعم وصل ابن الإمارات بعد جهود جبارة وتذليل الصعاب من القيادة الرشيدة وتهيئة الإنسان الإماراتي إلى مسابقة النجوم ، في علو ورفعة.. لله در تلك الكوكبة الأخرى من ثغر سموه”.

 

وســـار‭ ‬ركـــب‭ ‬زايــد‭ ‬حـاديـه‭ ‬الأمــانْ‭ ‬

وحــطّ‭ ‬شـعـبه‭ ‬كـلّـهم‭ ‬وسـط‭ ‬الـعيونْ

الــرقـم‭ ‬واحـد‭ ‬لــنـا‭ ‬فـي‭ ‬كــل‭ ‬آنْ‭          

في‭ ‬إقتصاد‭ ‬وفي‭ ‬سياسه‭ ‬وفي‭ ‬فنونْ

 

ثم يختتم سموه في استفاضة فحواها فخراً على فخر، وعظمة على عظمة دون خيلاء واجتراء إنها سمات التحفز والإقدام مفعمة بالعزم والعلم والتوقد والمثابرة، في عقول إماراتية نيرة تسبح في ملكوت الفضاءات مسلحة بالعلم  والإيمان صنوها المعرفة وكفاءات الثقة التي تنداح همة وعزيمة واصطباراً للمهام الصعب التي تختزنها وتختمرها عقولاً مفتحة تحت كنف وظلال عبقريات تستثمر مقوماتها في اتحاد أفكار تواقة تتألق في خلد المعارف تفيض خبرات تلتقفها أجيال تلو أجيال.

أجل هي منبع ونسيج الحقيقة وتجلياتها التي نسجت وصاغت تلك المجموعة الشعرية في إيجاز بليغ بديع وصلت إحدى عشر بيتاً من قصيد الشعر العذب الموزون. إنها حقاً احدى عشرة كوكبة من عيون الشعر المقفى الذي يكتب لها الخلود في أوزان وأوصاف الشعر العربي والعالمي. إنه بحر الأمل في نظر سموه الخلاق يحث أبناء الوطن على شمولية اخاذة في العمل الدؤوب تتفتح القرائح ويتوهج القلب في رؤاها، انها بشارات مباركة من بارئها سبحانه وتعالى التي تفوح عزما فخراً غراماً شوقاً وإحساناً، لخير البشرية والإنسانية التي ينهجها ابن الإمارات منذ قديم الزمان.. لله در فارس العرب وشاعرنا الفذ في دقة اختيار عنوان للقصيد (السيرهْ والمِسيرهْ).انها قلائد زايد الخمسين السابقة والخمسين اللاحقة إن شاء الله.

 ولـلـفـضـا‭ ‬غــازيـن‭ ‬مـرخّـيـن‭ ‬الـعـنـانْ‭ ‬

فـــوق‭ ‬لـلـمـرّيخ‭ ‬كـــون‭ ‬فـــوق‭ ‬كــونْ

مــرّت‭ ‬الـخـمسين‭ ‬فــي‭ ‬خـيـر‭ ‬وأمـانْ‭ ‬

وأبـشـروا‭ ‬بـخـمسين‭ ‬فـيهن‭ ‬تـفرحونْ

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى