ما هذا يا أبا العبد، أين كراسي الحلاقة والعدة.. المحل خاليْ الوفاض . . ما هذا حتى المرآة اختفت.. ما الخطب؟ لم يمضى شهر واحد على الاستئجار والتشغيل..يبدو أرى أمامي شخص آخر غير أبى العبد… أو أنني أخطأت في السير. .إذاً لأعود أبحث عن صاحبي أبى العبد.
مهلا أبو صطيف. لا تتعجل أنا أبو العبد في شحمه ولحمه. حقا قد تسرعت في اختيار مهنة الحلاقة. وتسرعت أيضا في الاختيار مرتين. مرة حينما رٌحت أبيع الماء في (حارة السقايين.) والمرة الثانية حين عزفت عن مشورتك يا صاحبي.
ايه أبو العبد. المحل خاوي فاضِ الهواء يلاعب الجدران..والصدى يلف المكان… ويبدو أن الخسارة خسارتين أو ثلاث. – أرجوك أبو صطيف. لا تحملني أوجاع والآلام. لا أدرى ماذا أصاب المحل وعدة الحلاقة. فقد نما الى علمي من الشريك الكفيل ان العمال الذين عملوا على نقل المعدات كادت أرجل الكراسي تنفصل تباعاً. وحمدت الله ان لو حدث ذلك مع زبونا (لرحنا) (وِطي).
وماذا بعد يا أبا العبد.!..ماذا أقول … يا أبا صطيف.!.. ليتني عدت بخفي حنين. لكنني عدت صفراً على ورق. وليت الصفر على اليمين. أنه صفر أبى …إلاّ أن يكون معانداً وعلى جهة اليسار.. في عدة خانات. وربما أصل الى محكمة الجنايات..!
عوّض الله عليك يا أبا العبد. أرجو في المرة القادمة أن تأخذ المشورة ..وتتخذها كحرز وأن يتم التطبيق بحذافير الفرس الجموح..
لا بأس أبو صطيف. ستزورني في بيت (خالتي) ريثما أسدد الخسارة التي لبست (جلبابها).. وكما ترى (القبعة – الطاقية) خير شاهد على سحنتي.. نعم من مزراب ماطرِ الى بيت الخالة.. لكن ماذا تقصد في (بيت الخالة) ؟ ألا تعرف ذلك يا أبا صطيف.! هذا مصطلحٌ يعرفه العامي والجاهل..عجبي انت أبو الفهم وتعقلها من أول خيط… اذا دعني أتم قولي وصيحتي..للمرة العاشرة..بصراحة ..أبو صطيف..هذا المرة .. الحلاقة جاءت (على الصفر) وآملاً أن يكون الصفر هذه المرة الى جهة اليمين.. لكن بيت الخالة اظنه بالمرصاد. ويرصد تباعا كل من لا يٌسدد دين.. ايه أبو صطيف. هل لديك أقراص (اسبيرين) ! (رأسني يا جدع).وها أنذا أرقص ويؤزني الفزع….