اختتام أعمال مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي بإكسبو 2020

وام / اُختتمت مساء اليوم أعمال الدورة الثانية والعشرين من مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، التي استضافتها دولة الإمارات على مدار يومين في مركز دبي للمعارض بإكسبو 2020 دبي ونظمتها وزارة الثقافة والشباب، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “الألكسو”، وبمشاركة 18 وزيراً مسؤولاً عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، ومنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلم والثقافة “الإيسيسكو”، ومكتب التربية العربي لدول الخليج، والمجلس العالمي للمعالم والمواقع “إيكوموس”، والهيئة العربية للمسرح”.

وقالت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، رئيس الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية: “يعد المؤتمر منصة رئيسة لتعزيز آفاق التعاون الثقافي العربي، وبلورة أبعاده الجديدة، لتعزيز حضور الثقافة العربية والارتقاء بها، لذا تحرص دولة الإمارات على التعاون الاستراتيجي مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم /الألكسو/ في الجوانب المتعلقة بمجالات عملها كافة”، موضحة أن استضافة هذا المؤتمر، هو ترجمة لرؤية قيادتنا الرشيدة في دعم الثقافة العربية باعتبارها الجسر الذي يربط بين شعوب المنطقة.

وأضافت معاليها: “استطاع معالي الوزراء خلال أعمال المؤتمر تحقيق رؤية ثقافية عربية طموحة، بنقاشهم عدداً من المواضيع التي تُعنى بالشأن الثقافي العربي المشترك، وعلى رأسها مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية، ومقترح الإلكسو حول وضع نظام لسفير الثقافة العربية، واستعراض خارطة العمل الخمسية للملفات العربية المشتركة لتسجيل التراث غير المادي مع اليونسكو، لافتةً إلى أن حوار معالي الوزراء مع الشباب العربي، شكل نموذجاً ملهماً لما يجب أن يكون عليه التواصل بين صناع القرار في القطاع الثقافي والفئة المستهدفة لوزراء الثقافة.

وشكرت معاليها أصحاب المعالي الوزراء والحضور كافة على مشاركتهم في أبرز الفعاليات التي عقدت بالتوازي مع المؤتمر والتي شملت افتتاح قمة اللغة العربية وجائزة ومهرجان البردة، وأشارت إلى أن المؤتمر تم تتويجه بإعلان الإمارات للغة العربية والذي أعلن عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

من جانبه قال معالي الدكتور محمد ولد أعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم: افتتحنا مرحلةً جديدةً للعملِ الثقافيِّ في بلدانِنا العربية بفضلِ الخطةِ المُحدَّثةِ للثقافة العربية، وبفضل المشاريعِ الثقافيةِ العربيةِ المشتركة التي ستعززُ تعاونَنا العربيّ وستُوفّر الإحاطةَ والمساعدةَ لمستحقيها، وستؤمِّنُ التأهيلَ الضروريَّ لكوادرنا ولمؤسساتنا الثقافية في عديد المجالات، كما ستمنح دُولَنا العربية الفرصةَ لأن تكونَ في مستوى المناسباتِ الإقليميةِ والدوليةِ القادمة.

وأضاف معاليه: “ستظلُّ المنظمةُ العربية للتربية والثقافة والعلوم /ألكسو/ على عهدها في احتضانِ المشاريعِ العربيةِ المشتركة ودعمِها وتأطيرِها، وستعملُ على متابعةِ وتنفيذِ مخرجاتِ هذا المؤتمر ولاسيما المشاريعَ التي تم اعتمادُها من طرف معالي الوزراء، وسنواصلُ مدَّ جسورِ التعاونِ والحوار مع كلِّ الشركاء الذين نتقاسم معهم نفسَ المبادئِ ونفسَ القيَم، وسنكونُ خيرَ سفيرٍ لثقافتِنا العربية في مختلف المحافلِ الدولية وسنعملُ على جعلِ تراثِنا منبعَ هويتنا ومصدرَ افتخارنا وأحدَ ركائزِ اقتصادياتنا”.

وركّزت الدورة الثانية والعشرين على جملة من الموضوعات، أبرزها تقرير حالة اللغة العربيّة ومستقبلها الذي تصدره الوزارة بالشراكة مع المجلس الاستشاري للغة العربية؛ وبحث سبل التعاون لإطلاق مشاريع جديدة في مجالات الثقافة والتراث واللغة العربية وتطويرها.

ورحب أصحاب المعالي في نهاية أعمال المؤتمر؛ بطلب المملكة العربية السعودية استضافة مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في دورته الثالثة والعشرين المزمع تنظيمها سنة 2022.

والقت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، رئيس الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية بيان الدولة في ختام أعمال المؤتمر الذي حمل عنوان “مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية وتحديثها” وفيما يلي نصه.

“بدعوة من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وباستضافة كريمة من دولة الإمارات العربية المتحدة وتزامناً مع معرض اكسبو دبي 2020، انعقدت الدورة الثانية والعشرون لمؤتمر الورزاء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، في مدينة دبي”.

“شارك في هذا المؤتمر 18 دولة عربية، إضافة إلى جامعة الدول العربية، وممثلون عن منظمات “اليونسكو، الإيسيسكو، ومكتب التربية العربي لدول الخليج، والمجلس الدولي للمعالم والمواقع، والهيئة العربية للمسرح”.

“انعقدت الدورة الثانية والعشرون لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن في ظرف تواجه فيه الثقافة العربية تحديات متعددة ومتزايدة تفرض عليها إعادة صياغة شاملة لأولوياتها وأهدافها وطرق عملها، وفي مقدمتها متغيرات العالم الجديد التي تمس الثقافة العربية في خصوصياتها ومرتكزاتها الفكرية والاجتماعية والتربوية، إضافة إلى تطور سياسات الحوكمة الثقافية وثورة المعلومات وسطوة المنصات الرقمية، وحالات الطوارئ والأزمات كأزمة كوفيد-19 التي خلخلت المفاهيم وقلبت أولويات العالم ورسخت القناعات بدور الثقافة ومكانتها في الظروف العادية والاستثنائية”.

“من هنا وعلى ضوء التحديات التي تواجه الثقافة العربية ناقش مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في دورته الثانية والعشرين، “نتائج مشروع مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية وتحديثها” باعتبارها موضوعا رئيسا”.

“انطلق مشروع المراجعة من استعراض تحليلي لأهم التطورات التي ميزت المشهد الثقافي العربي خلال العشرين المنصرمة، وما اكتنف هذه التطورات من ملابسات وما حاق بها من مستجدات سياسية واقتصادية واجتماعية وما أفرزته من تحديات ورهانات جديدة”.

“أكد الوزراء المسؤولون عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، على أهمية مخرجات مشروع مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية وتحديثها في تيسير التبادل الثقافي وتطوير العمل الثقافي العربي المشترك”.

“وقدم أصحاب السمو والمعالي والسعادة ورؤساء الوفود في كلماتهم التوجهات الاستراتيجية للدول العربية في مرحلة ما بعد جائحة كوفيد 19، التي أكدت على ضرورة وحيوية تفعيل المشروع الثقافي العربي المشترك الذي يساهم في صيانة الهوية العربية وحماية الأجيال الناشئة من مخاطر التطرف والانحراف”.

“كما بحث المؤتمر سبل وآليات تعزيز الوحدة الثقافية العربية وضمان استدامتها من خلال بناء مجتمعات المعرفة المتعددة والشمولية، وضرورة انفتاح الثقافة العربية على ثقافات العالم، وتعزيز الأوصار مع الثقافات الإنسانية والإسهام الفاعل في صياغة المشروع الحضاري الإنساني في إطار قيم الاختلاف والتنوع، مع مراعاة خصوصيات الثقافة العربية الزاخرة حضاريا وتراثيا وتاريخيا ومعرفيا، لكونها تستمد ديمومتها وصيرورتها من تنوعها وعراقتها وتعدد مناهلها الجغرافية والتاريخية واللغوية والعرقية”.

“في ختام أعمال المؤتمر عبر الوزراء المسؤولون عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي عن عظيم شكرهم وامتنانهم لدولة الإمارات العربية المتحدة على حسن التنظيم والاستقبال وكرم الضيافة، وعلى ما وفرته من دعم لمشروع مراجعة وتحديث الخطة الشاملة للثقافة العربية، كما وجه المؤتمر شكره وتقديره للمنظمة العربية للتربية الثقافة والعلوم على دورها في تنسيق العمل الثقافي العربي المشترك وتعزيز الوحدة الثقافية للأمة العربية.

“وأوصى أصحاب السمو والمعالي والسعادة الدول العربية بالعمل على الاستفادة من مخرجات مراجعة الخطة الشاملة للثقافة العربية والاستئناس بها في تطوير الاستراتيجيات الوطنية للتنمية الثقافية وبرامج التعاون المشترك ودعوا إلى تنظيم ورشات ولقاءات لتقديم الخطة الشاملة للثقافة العربية والتعريف بها لدى الفاعلين في المجال الثقافي”.

“وعبر المؤتمر عن اعتزازه بمستوى التعاون والتنسيق القائم بين الدول العربية في المجال الثقافي، مؤكدا أن المشاريع الثقافية التي تم إقرارها في هذه الدورة ستساهم في تحقيق التكامل الثقافي بين الدول العربية”.

“وحث المؤتمر الدول العربية على الاستفادة من المزايا والخدمات التي توفرها التكنولوجيا الرقمية في تطوير السياسات الثقافية المحلية لحماية التراث الثقافي وتثمينه، وتجاوز مخلفات الأزمة الصحية على العاملين في الحقل الثقافي”.

“ورحب المؤتمر في نهاية أعماله بطلب المملكة العربية السعودية استضافة مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي في دورته الثالثة والعشرين المزمع تنظيمها عام 2022”.