لا تعرف أسماك البعوض العدائية الخوف غالبا. تنتشر تلك الأسماك بطريقة تتسبب في اضطراب الأنظمة البيئية البسيطة من أوروبا إلى أستراليا. وفي مسعى لإبقاء هذه الأسماك المثيرة للمشاكل تحت السيطرة، يحاول العلماء إعادة الخوف إلى قلوبها بآلية عالية التكنولوجيا: سمك آلي.
وقال الباحثون في الدراسة التي تناولها موقع ساينس نيوز إنه في التجربة المعملية، زادت سمكة آلية مصممة لمحاكاة أحد المفترسة الطبيعية لأسماك البعوض، من استجابات الخوف والتوتر في سمك البعوض، ما أعاق قدرتها على النجاة والتكاثر.
وكانت أسماك البعوض التي يرجع موطنها إلى أجزاء من غرب وجنوب شرق الولايات المتحدة، قد تم إطلاقها في المياه العذبة حول العالم القرن الماضي في محاولة طائشة للسيطرة على الملاريا.
ولكن بدلا من تناول يرقات البعوض التي تنقل الملاريا، تلتهم أسماك البعوض البيض وتقضم ذيول الأسماك والبرمائيات المحليتين، ما يجعلها أحد أكثر الأنواع العدوانية المدمرة، بحسب الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة.
ويقول جيوفاني بولفيرينو وهو عالم بيئة سلوكية في جامعة ويسترن أستراليا في بيرث إن جهود مكافحة أسماك البعوض وغيرها من الأنواع العدائية التي جرى إدخالها، عادة ما تعتمد على القتل باستخدام الأفخاخ والتسميم أو غيرها من الوسائل الحادة.
وفي المعمل، أقام الباحثون 12 صهريجا ضمت كل منها ستة من أسماك البعوض بالإضافة إلى ستة من الضفادع الصغيرة التي تتعرض لمضايقات من سمك البعوض على نحو شائع.
تسبب الخوف من السمكة الآلية في تغيير سلوك وشكل وخصوبة سمك البعوض، خلال التعرض لها وبعد أسابيع لاحقة. مال سمك البعوض الذي يواجه السمكة الآلية إلى التجمع معا وعدم التعرض للمكان الذي يوجد فيه السمك الآلي بينما سبحت الضفادع الصغيرة بعيدا ، دون التعرض للمضايقات.
و أصبحت أسماك البعوض التي تعرضت للسمك الآلي، حتى وهي في مأمن في أحواضها السمكية، أقل نشاطا وأكثر قلقا.
و رغم أنه لن يتم اللجوء إلى الاستعانة بالسمك الآلي في أي وقت قريب، يلقي البحث الضوء على أن هناك “سبل أكثر ابتكارا لمنع السلوك غير المرغوب فيه من الأنواع ” من اللجوء ببساطة لقتلها، بحسب ميخائيل كولشاو-مورير، وهو عالم بحري من جامعة أريزونا في توسان لم يشارك في الدراسة.