مرئيات

فنان بريطاني «يسمع» الألوان

يعاني نيل هاربيسون مرضاً نادراً، لا يخوّله أن يرى سوى بالأبيض والأسود… لكن هذا الفنان، وضع هوائياً في جمجمته، يتيح له تحويل الألوان إلى أصوات، لسماعها كنغمات موسيقية.
ويجري هذا البريطاني البالغ 39 عاماً، المقيم قرب برشلونة، تجربة على سوار يتيح له أن يشعر جسدياً بمرور الوقت، لتغيير نظرته إليه.
وللوهلة الأولى، يشبه الهوائي الموضوع فوق رأسه مصباحاً غريباً. لكنه يلتقط ترددات الألوان، ويحولها إلى اهتزازات، تصل من طريق العظام إلى الأذن الداخلية.
ويوضح هاربيسون لوكالة فرانس برس «هذا الأمر يتيح لي الشعور بالألوان، من ما دون الأحمر إلى فوق البنفسجي، من خلال اهتزازات في الرأس، تتحول إلى أصوات، ما يتيح لي سماع الألوان».
وبذلك يستطيع هاربيسون الاستماع إلى مقطوعات لموزار، من خلال تمرير الهوائي أمام رسم مؤلف من سلسلة نطاقات ملونة، تتناسب باللون والعرض مع المقطوعة، ويبدأ برؤية الألوان ذهنياً، فور الاستماع إلى الموسيقى، إذ إن دماغه بات مبرمجاً لتفسير هذه التركيبة بين اللون والصوت.
وسكن نيل هاربيسون هاجس تمييز الألوان طوال حياته، لدرجة أنه خضع لعملية تثبيت هذا الهوائي المصمم في جمجمته، خلال دراسته الجامعية، والذي بات جزءاً من جسمه.

الشمس تُضئ عتٌمة قُدس أقداس آمون في معابد الكرنك

 

شهدت معابد الكرنك الأثرية، بمدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر صباح اليوم الثلاثاء، ظاهرة فلكية يعود تاريخها لعهود الفراعنة، حيث تسللت اشعة الشمس الذهبية لتضيء قدس أقداس ” آمون ” ملك الآلهة بحسب معتقدات قدماء المصريين، وذلك وسط أجواء احتفالية واستعراضات لفرق الفنون الشعبية، شهدها المئات من المصريين والسياح الأجانب بجانب عدد من المسؤولين المصريين الذين تقدمهم المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر.
وقال أيمن أبو زيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن ظاهرة تعامد الشمس على قدس اقداس آمون، بمعابد الكرنك، قد تزامنت مع الانقلاب الشتوي، وبداية فصل جديد، في إشارة لريادة قدماء المصريين لعلم الفلك، وتوظيفه في خدمة العلوم الأخرى مثل الهندسة والعمارة، ولفت إلى أن تلك الظاهرة الفلكية بمعابد الكرنك تتكرر مرتين في العام، الأولى مع الانقلاب الصيفي، والثانية مع الانقلاب الشتوي.
وأشار ” أبو زيد ” إلى أنه من المعروف أن الضوء لعب دورا مهما في تحديد التشكيل المعماري لمعابد قدماء المصريين، وأن علاقة كبيرة تربط بين علوم الفلك ووجهة كثير من آثار ملوك وملكات قدماء المصريين، نحو الشرق أو الغرب، وأن معظم المعابد المصرية، تشهد ظواهر فلكية متعددة، مثل تعامد الشمس، وتعامد القمر أيضا.
ووفقا لعلماء الفلك والمصريات، فقد لعبت المناسبات الدينية والدنيوية والفلكية دورا مهما في تحديد اتجاهات المعابد والمقاصير المصرية القديمة، كما لعبت ملاحظة السماء دوراً جوهريا في بناء تلك المباني من معابد ومقاصير وأهرامات، وربط قدماء المصريين بين العمارة وعلوم الفلك، فأقاموا المعابد وفقا للنجوم والاتجاهات الأرضية الأصلية، واستخدمت المعابد كمراصد للنجوم وتسجيل الوقت.
وكان فريق بحثي مصري، برئاسة الدكتور أحمد عوض، وعضوية أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، والطيب عبد الله، الباحث في علوم المصريات، قد تمكن من رصد 22 ظاهرة فلكية جديدة داخل معبد هابو، ومعبد الدير البحري، الذي شيدته الملكة حتشبسوت، ومعبد إيزيس، المعروف باسم دير شلويط في الأقصر، ومعبد دير الحجر، وهيبس، ومعبد قصر غويطة، في الوادي الجديد، ومعبد كلابشة ومعبد جبل السلسلة ومعبد إدفو في أسوان، ومعبد دندرة في قنا، بجانب الهرم الأكبر في الجيزة.
وبحسب دراسة علمية للدكتور أحمد عوض، الباحث المصري المتخصص في العمارة المصرية القديمة، ورصد الظواهر الفلكية بمعابد الفراعنة – فقد أثبتت الظواهر الفلكية التي جرى رصدها وتوثيقها داخل المعابد والمقاصير المصرية القديمة، ريادة قدماء المصريين لعلوم الفلك والهندسة، ومدى تمكنهم من تشييد معابدهم، بإعجاز فلكي وهندسي، جعل الشمس تتعامد فوق قدس أقداس كثير من المعابد، وفى أيام محددة من السنة، ليتزامن ذلك التعامد، مع مناسبات دينية وأعياد شعبية، وأحداث تاريخية، بعينها، في كل عام، مثل تعامد الشمس على قدس أقداس بعض المعابد، في يوم عيد الإله حورس، ويوم عيد الربة حتحور، ويوم الانقلاب الصيفي، وعيد الإله آمون، وغير ذلك من الأحداث التي عرفتها مصر الفرعونية.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى