مركز أبوظبي للّغة العربية ينظّم خلوة “العربية لغة حياة” في إكسبو 2020 دبي

وام / نظّم مركز أبوظبي للغة العربية في دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، خلوة ثقافية بعنوان “العربية لغة حياة”، في إكسبو دبي 2020، بحضور معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب؛ ومعالي حسن ناظم، وزير الثقافة والسياحة والآثار في العراق؛ وسعادةُ الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية؛ وسعادة الدكتور أمحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة؛ والدكتور معجب الزهراني، مدير عام معهد العالم العربي في باريس؛ والأستاذ سعيد حمدان، المدير التنفيذي بالإنابة في مركز أبوظبي للغة العربية.

وسلّطت الخلوة الضوء على تجربة المركز وبرامجه ومشروعاته التي أطلقها للنهوض باللغة العربية، وفتحت آفاق النقاش والحوار؛ للمساهمة في وضع آليات عمل مستقبلية تدعم جيل الشباب، وتنسجم في الوقت ذاته مع تطلعات المركز وأهدافه.

وأدارت الفعالية الإعلامية والشاعرة الدكتورة نادين الأسعد، والتي جمعت عددا من المثقفين والمتخصصين في اللغة العربية وهم الدكتورة هنادا طه، أستاذ كرسي اللغة العربية بجامعة زايد؛ والدكتور خليل الشيخ، عضو الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب؛ والدكتور محمد عايش، رئيس قسم الاتصال الجماهيري بالجامعة الأمريكية بالشارقة؛ والدكتور بلال الأرفه لي، أستاذ كرسي الشيخ زايد للدراسات العربيّة والإسلاميّة ورئيس دائرة العربيّة ولغات الشرق الأدنى في الجامعة الأمريكيّة في بيروت.

وبهذه المناسبة، قال سعادة الدكتور علي بن تميم ” إن الخلوة الثقافية تأتي امتدادًا للجهود المشتركة التي تبذلها مختلف الجهات في الدولة، سواء على المستوى المحلي أو الاتحادي، انطلاقًا من رؤية قيادتنا الرشيدة لصناعة مستقبل أفضل للغة العربية، التي كان آخرها قمة اللغة العربية الأولى من نوعها، التي نظّمتها وزارة الثقافة والشباب بالشراكة الإستراتيجية مع مركز أبوظبي للغة العربية. ونسعى في مركز أبوظبي للغة العربية، ومن خلال الفعاليات مثل الخلوة الثقافية، إلى مناقشة أهم القضايا المتعلقة باللغة العربية، وسبل ربطها، بشكل أكثر عمقًا، بالقطاعات الحيوية لمجتمعاتنا؛ من التعليم والتكنولوجيا والمستقبل، إلى صناعة المحتوى والإعلام وغيرها من القطاعات، وكذلك شحذ التفكير المشترك لمعالجة التحديات التي تواجه تحقيق هذه الأهداف. نحن فخورون بنجاحنا في استقطاب شبابنا للمشاركة في هذه الخلوة التي تُعنى باللغة العربية ومستقبلها”.

وناقشت الخلوةُ علاقةَ اللغة العربية بالقطاعات الرئيسة في المجتمعات، ومن ذلك: التكنولوجيا وتقنيات التواصل والتعليم، إلى جانب صناعة المحتوى والنشر والإعلام والمستقبل، وسبل إنتاج محتوى عربي يدعم تطوُّر هذه القطاعات وتنميَتها. كما تضمنت الخلوة جلسات عصف ذهني لجميع المشاركين والحضور.

وخرجت الخلوة بمجموعة قيمة من التوصيات بمختلف المجالات المتعلقة باللغة العربية والتعليم، وضرورة الاهتمام بالقضايا اللغوية التطبيقية المتصلة بالتعليم، ووضع دراسات لأساليب تدريس اللغة العربية. إلى جانب أهمية إنجاز دراسات ومشروعات بحثية عن اللغة العربية وإعداد المعلم، وخلق بيئات لغوية عربية افتراضية يمكن لجيل الأطفال والناشئة الاستفادة منها، مع تطبيق اختبار “سمة” وتوسيع الشرائح التي يتم تطبيقه عليها، ليكون له حضور فاعل في تعزيز حضور اللغة العربية.

وفي محور العربية والمستقبل، أكدت التوصيات على أهمية اعتماد مقاربةٍ معياريّة للغة العربيّة مع اللغات الأخرى، مع إطلاق مبادرات لتبسيط العربيّة وتسهيلها وربطها بمهارات ما بعد عام الخمسين. إلى جانب تعزيز المبادرات التي توثّق العلاقة بين العربيّة ومتلقّيها من الشباب ووظيفيّة اللغة وتعدّد استعمالاتها.

وفيما يخص اللغة العربية والإعلام، فقد أكدت مخرجات الخلوة على دور تعزيز مخرجات التعليم العالي في الصحافة والإعلام في مهارات اللغة العربية لإعداد أجيال من الإعلاميين القادرين على أداء مهامهم اللغوية المكتوبة والصوتية بشكل يلبي احتياجات سوق العمل. كما سلطت الضوء على أهمية تعزيز حضور البرامج الفكرية والثقافية في خرائط البرامج الإذاعية والتلفزيونية والقنوات الإعلامية الصحفية والرقمية بهدف توفير محتوى إعلامي رصين باللغة العربي. مع ضرورة دعم المبادرات الإعلامية الشبابية باللغة العربية بهدف تقديم نماذج بناءة يقتدى بها في توظيف اللغة العربية الحديثة في الأنشطة الإعلامية.

وركزت توصيات الخلوة بمجال التكنولوجيا وتقنيات التواصل على ضرورة دعم المبادرات والمشاريع غير الاحتكارية لبناء تقنيات وموارد عربية مُمَكِّنة مفتوحة المصدر لتشييد بنية تحتية مُشجِعة للعمل على تقنيات اللغة العربية، وتعزيز العمل على مشاريع التطبيقات الذكية المُساعِدة باللغة العربية، مع التأكيد على أهمية مخاطبة الشرائح العمرية المختلفة بطرق مناسبة وبناءة وجذابة، ودعم المشاريع المشتركة بين الشركات الربحية ومراكز بحوث تكنولوجيا التواصل لبناء تطبيقات باللغة العربية.

وتناولت توصيات مجال العربية وصناعة المحتوى والنشر، فكرة إطلاق ودعم مبادرات نشر مدروسة تستهدف التواصل مع الفئات الأشد تأثرا كالأطفال واليافعين والشباب، بما يناسب تطلعاتهم، ويضمن منافسة المتاح لهم من منتجات جذابة، من دون التخلي عن المعايير والقيم المتعلقة باللغة والمضمون، ليدرك القراء أن الجدية والقيمة والانضباط أمور لا تتعارض مع التسلية والبساطة والمتعة. فضلاً عن دعم الناشرين الذين يحققون هذه المعادلة. إلى جانب تنويع أشكال النشر للمنتج الأدبي أو الفكري الواحد، لإتاحة فرص تلقٍ أوسع له من الكتاب الورقي والالكتروني والتفاعلي والمسموع والملخصات المصورة والفيديوهات التعريفية وغيرها ضمن باقات مدروسة تستهدف كافة الأذواق ومستويات التلقي.