دد من فارقوا الحياة ضحايا لفيروس “كورونا” منذ استجد وظهر في الصين “هو بنسبة 95% أكثر من 5 ملايين و500 ألف المعلن رسميا حتى الآن” وفقا لما يشير إليه تحقيق مكثف قام به محللون في مجلة موصوفة براقية، وبأنها بين الأكثر دقة، وهي البريطانية The Economist المشيرة بعددها الجديد إلى أن ضحاياه هم بين 11.8 الى22.1 مليون إنسان في العالم، أي 18.9 مليون كمعدل.
تذكر في التحقيق، أن ما بدأت جامعة John Hopkins الأميركية تذكره في موقعها عن عدد الوفيات والإصابات بكل دولة وموقع في العالم، مصدره الحكومات التي بلغ مجموع الوفيات في بلادها ومواقعها 5 ملايين و500 ألف حتى الآن، إلا أن تحقيق المجلة دلها على رقم مختلف تماما “لأن كثيرا ممن ماتوا بعدوى Covid-19 لم يخضعوا أبدا لاختبارات الفحص، لذلك لم يدخلوا في المجاميع الرسمية” بحسب تعبيرها.
وأهم ما قامت به “الايكونوميست” هي خطوة بديلة عن محاولة التمييز بين أنواع الوفيات، عبر عدها جميعها، ثم اللجوء إلى الطريقة القياسية لتتبع التغيرات في إجمالي عددها، للوصول إلى عدد “الوفيات الزائدة” عن عدد من يلقون حتفهم بكل دولة أو منطقة خلال فترة زمنية محددة، قائلة بحسب ما استنتجت “العربية.نت” من تحقيقها، أن التعداد هو بغض النظر عن السبب، وعن عدد ما يحدث من وفاة بظروف معينة وطارئة، أي في كارثة طبيعية أو تفشي أحد الأوبئة.، فإذا كان عدد الوفيات في إحدى الدول هو بحجم معين كل عام، وزاد زيادة كبيرة في عام من الأعوام، لذلك فمن السهل معرفة السبب.
وكان من السهل اكتشاف أن الزيادة بالعدد بين يناير 2020 إلى يناير 2021 كانت بين 11 مليونا و800 ألف إلى 22 مليونا و100 ألف، في فترة لم يشهد العالم كارثة طبيعية أدت إلى هذه الزيادة عن المعدل السنوي المعتاد بكل دولة ومنطقة، مع اعتراف المجلة بأن العدد تقريبي “لأن الإحصائيات التي تنشرها الأقاليم، غير دقيقة بكثير من الأحيان في 156 دولة، عدد سكان كل منها أكثر من مليون” أي أن التحقيق لم يشمل دولا سكانها أقل.
في تعداد الوفيات التقليدي بدول أميركا الشمالية مثلا، سجلت وسائل إعلام بريطانية (والكلام للمجلة) أن عدد القتلى زاد بنسبة 30% عما أشارت إليه إحصاءات رسمية، ذكرت أن العدد هو 867.334 وفاة، أي 233.8 بكل 100.000 من السكان، فيما تعتقد “الإيكونوميست” أن الوفيات الفعلية كانت بين 1.1 الى 1.2 مليون، أي بين 240 إلى 270 لكل 100.000 نسمة.
أما الفرق في دول الاتحاد الأوروبي، فكان كما الفرق في الولايات المتحدة، أي 30% تقريبا، حيث تم الإبلاغ رسميا عن 915.501 وفاة، بينما وجدت “الإيكونوميست” أنها كانت بين 1.1 إلى 1.2 مليون، فيما كانت الفجوة كبيرة في القارة الآسيوية، حيث كشفت رسميا عن 1.266،168 وفاة، في حين أن الرقم الحقيقي هو بين 4.1 الى 14 مليون، أي زيادة مقدارها 700% عن المعتاد.
أما في أميركا اللاتينية ومنطقة بحر الكاريبي، فبلغت الزياد 50% عن المعتاد، في حين تم تسجيل 1.560،918 حالة وفاة رسميا منذ بدء الوباء، أي 238 لكل 100.000 نسمة، بينما تذكر التقديرات الخاصة أن 2.2 إلى 2.5 مليون وفاة حدثت، أي 340 بكل 100.000 نسمة كمعدل.
كما بيّن تحقيق المجلة أن دول القارة الإفريقية كانت الأكثر اختلافا، حيث كانت الزيادة 900% بينما تم الإبلاغ رسميا عن 230.301 وفاة، في حين تذكر “الإيكونوميست” أن العدد الحقيقي تراوح بين مليون إلى 2.9 مليون.
ونجد في الخارطة التي نشرتها المجلة، وصورتها أعلاه، ما يلخص نسب الوفيات حسب اللون المار في كل دولة ومنطقة، ومنها الدول العربية وجيرانها في آسيا وإفريقيا، ففيها تبيان لعدد الوفيات رسميا بكل 100 ألف من السكان، بين يناير 2020 إلى يناير العام الماضي، وهي الفترة التي حققت فيها “الايكونوميست” بعدد ما زاد من وفيات حدثت في تلك الفترة بسبب الفيروس المستمر بالفتك بلا توقف.