“الطيران المدني برأس الخيمة” تطلق كتابها السنوي
وام / أطلقت دائرة الطيران المدني بإمارة رأس الخيمة إصدارا خاصا من الكتاب السنوي بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبي ومرور 50 عاما على تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة.
يأتي هذا الإصدار المميز ليتضمن في طيات سطوره استعراضا لأبرز المنجزات التي حققتها الدائرة منذ تأسيسها العام 1976، بقرار من المغفور له الشيخ صقر بن محمد القاسمي رحمة الله في بادرة تشير إلى رؤية مبكرة من قيادة الإمارة آنذاك وعزمها على خوض غمار المستقبل، تعزيزا لتواصل الإمارة مع العالم الخارجي والإسراع بخطى التنمية الاقتصادية والمجتمعية بإلإمارة، ودعما لجهود دولة الإمارات لتعزيز مكانتها على خارطة النقل الجوي العالمي.. عبر تبني وتطبيق أفضل الممارسات و المعايير العالمية الحاكمة لقطاع النقل الجوي العالمي.
و اكتسى غلاف الكتاب باللون الذهبي تحت شعار ” نشيد جسور التواصل مع العالم الخارجي” وصدر في نسخ مطبوعة فاخرة سيتم توزيعها على دواوين أصحاب السمو الحكام والوزارات والدوائر الحكومية المحلية، والهيئات الاتحادية، والسفارات والبعثات الأجنبية بالدولة.
و قال الشيخ المهندس سالم بن سلطان بن صقر القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني برأس الخيمة في كلمة له في افتتاحية الكتاب إنه حينما نحتفل اليوم بمرور 50 عاما على تأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، إنما نستذكر تلك الفلسفة الحكيمة والرؤى الثاقبة لقادة دولة الإمارات العربية المتحدة، وشيوخنا المؤسسين “طيب الله ثراهم”، ونرى حصاد الإنجازات الذي حلقت بها دولة الإمارات للعالمية في مسارات التنمية كافة خلال فترة زمنية قياسية تعد في أدبيات وتاريخ بناء الأمم والحضارات فترة قصيرة لا تضاهي حجم ما تحققه وتعيشه الدولة وبما يمثل واقعا ملموسا وانعكاسا لسياسات تنموية صائبة تبنت معايير التنمية العالمية في مراحلها كافة.
و أكد الشيخ سالم بن سلطان القاسمي أن إمارة رأس الخيمة تتبع تلك البصمات و الخطى الخالدة في بناء الحضارات بتوجيهات القيادة الرشيدة ..
وأضاف : ” ونحن نقدم هذا التقرير الذي يمثل حصادا ومرآة عاكسة لجهود متواصلة للارتقاء بقطاع الطيران المدني بالإمارة، على مدار خمسة وأربعين عاما مضت منذ تأسيس المطار العام 1976، دعما للجسور التي شيدتها دولة الإمارات للانفتاح على العالم الخارجي تأثيرا وتأثرا به، إنما ندرك حجم وعظم المسؤولية المنوطة بنا كنافذة وشريان الإمارة الحيوي للترابط مع العالم الخارجي، والارتقاء بمسارت ذلك التلاحم ، عبر تنشيط مؤشرات الحراك في كافة الدروب والقطاعات، سواء عبر تفعيل جاهزيتنا لنبقى جسرا للسائحين من مختلف دول العالم للإمارة والإطلاع على مقوماتها السياحية والطبيعية والجغرافية الرائعة، أو من خلال استمرارية جهودنا المتواصلة بلا إنقطاع لنظل الركيزة الأساسية للنقل الجوي بانعكاساته ومخرجاته الاقتصادية الإيجابية على مسيرة التنمية الإمارة عبر مواكبة تطلعات المستثمرين الذين زادت استثمارتهم في الإمارة وتسهيل أعمال الشحن الجوي للبضائع والسلع عبر منظومة متكاملة من جهود تطوير، وتحديث البنية التحتية وكافة مرافق مطار رأس الخيمة الدولي، مع تطوير شمولي لجميع أنظمة الاتصال والأنظمة الإلكترونية والتقنية، و تبني أفضل مستويات و أحدث الممارسات العالمية في قطاع الطيران المدني”.
و أسهب الكتاب السنوي للدائرة في استعراض الإنجازات المحققة، بداية من تبني أفضل المعايير الضامنة لبيئة آمنة للنقل الجوي بالإمارة والدولة، وتعزيزا لأولويات السلامة في كافة مناحي وقطاعات العمل بالدائرة سواء على أرض المطار أو على كافة خطوط الطيران التي تستخدم مطار رأس الخيمة الدولي و تماشيا مع المعايير الدولية وأفضل الممارسات العالمية، ولوائح دائرة الطيران المدني بالدولة والمنظمة الدولية للطيران المدني، بما فيها تنفيذ مشروع البوابات الأمنية وتفعيل مشروع البطاقات الإلكترونية “قيد الانشاء”، وتنظيم معلومات وبيانات الطيران، في برج مراقبة الطيران وفي المطار.
و تطرق الكتاب إلى مؤشرات الثقة العالمية سواء من قبل منظمات النقل الجوي العالمية، أو خطوط الطيران الدولية حيث حصد مطار رأس الخيمة الدولي، اعتماد الهيئة العامة للطيران المدني لجميع عمليات تدقيق السلامة.. وحافظ على عضوية مجلس المطار الدولي لعام 2020.. فيما واصل اتباع وتنفيذ إرشادات ACI المعيارية لتدقيق الخدمات المقدمة في المطار لعام 2020.. إلى جانب حصوله على شهادة ISO 9001: 2015 مع تجديد شهادة ISO 9001: 2015 خلال عام 2020 بما في ذلك التحقق من صحة تدقيق المراقبة.
و فيما يتعلق بمنجزات تطوير والارتقاء بجاهزية البنية التحتية، استعرض الكتاب السنوي للدائرة، تطوير البنية التحتية لمطار رأس الخيمة الدولي ، في مختلف الأقسام الرئيسية داخل مباني المطار، أو على مدرج الطائرات وغيرها من التجهيزات، كالتجهيزات اللوجستية ومرافق الشحن، والمنطقة الحرة، وصالات استقبال ومغادرة الركاب، وكافة المقومات ذات الصلة بتقديم مختلف تسهيلات السفر.. فضلا عن جهود الدائرة المتسارعة في المرحلة الحالية لتعميم استخدامات الطاقة الشمسية في العديد من مرافق المطار، توافقا مع أجندة حكومة رأس الخيمة في التحول للاقتصاد الأخضر، مع استدامة جهود صيانة سلامة المدرج الرئيسي، وكافة المدرجات الفرعية، بما يتضمن استمرارية أعمال تحسين جودة الطرق، والأسفلت، وإزالة المطاط المتولد من احتكاكات إطارات الطائرات خلال الإقلاع والهبوط.. وكذلك استخدام أفضل التقنيات والتجهيزات لضمان عدم انقطاع الكهرباء في كافة مرافق ومباني المطار، وبالتبعية ضمان عدم حدوث أو نشوء انقطاع في تقديم خدمات الحركة الجوية والمعدات المساندة.
و تماشيا مع لوائح الهيئة العامة للطيران المدني، تم استبدال كافة مصابيح الإضاءة، وكوابلها الأساسية على طول مدرج الطيران، بأحدث جيل من مصابيح LED، مما ساهم في تحسين الكفاءة بشكل كبير، مقارنة بأضواء الهالوجين، كما تمت زيادة الإضاءة الأرضية للمطار من أجل عمليات مطارات آمنة وموثوقة.
و أشارت إحصائيات الكتاب السنوي للدائرة، إلى استمرار مطار رأس الخيمة الدولي في النمو بوتيرة ثابتة، منذ افتتاحه في عام 1976 .. وفي بداية الألفية الجديدة، استقبل المطار 161.832 راكبا .. ونما المطار في العشرين عاما الماضية بنسبة 117 في المائة فيما أبرزت الإحصائيات المحدثة للفترة من الأعوام 2017، حتى منتصف العام 2021، نموا متسارعا في حركة الركاب “وصول – مغادرة – ترانزيت” لتقارب 1.6 مليون راكب.
وفيما يتعلق بحركة الطائرات المستخدمة لمطار رأس الخيمة الدولي، أشار الكتاب إلى بلوغها خلال تلك الفترة ما يوازي 60.714 حركة إقلاع وهبوط تضمنت الطيران المجدول والعارض، فضلا عن حركة الطائرات المستخدمة لأغراض متعددة.
و خلال العامين 2020 و2021 ناهز عدد شركات الطيران الدولية والآسيوية والعربية التي تستخدم مطار رأس الخيمة 19 شركة طيران، وتبرز شركة طيران العربية باعتبارها الناقل المعتمد الرسمي لإمارة رأس الخيمة لتنطلق من مطار رأس الخيمة الدولي إلى العديد من الوجهات الدولية وبما يعزز من مسارات الشراكة الوطنية في دولة الإمارات ويرتقي بتطورات قطاع السياحة .
على صعيد متصل ووفقا لآخر الاتفاقيات المبرمة فقد وقع مطار رأس الخيمة الدولي خلال معرض دبي للطيران 2021، مذكرة تفاهم مع “طيران الخليج”، تهدف إلى الربط بين الإمارة ومملكة البحرين برحلتين أسبوعيتين.. مع احتمالية تسيير هذه الرحلات المباشرة بين المطارين على مدار العام.. كما ستوفر الفرصة لإمارة رأس الخيمة للتوسع في ربطها بوجهات إقليمية ودولية على شبكة وجهات طيران الخليج.
و مع بلوغ إجمالي حركة الشحن بمطار رأس الخيمة خلال الأعوام من 2017 حتى منتصف 2021، ما يقارب 20.453 مليون كيلوجرام.. ألمح الكتاب لأهمية موقع إمارة رأس الخيمة الاستراتيجي، وتحول مطارها الحيوي لوجهة إقليمية ودولية لعمليات الشحن على خارطة التجارة العالمية.
فقد شهدت الفترة الماضية تشييد “مركز رأس الخيمة للشحن الإقليمي والدولي”، تواكبا مع إبرام الدائرة لشراكة قوية مع عدد من المؤسسات الوطنية والعالمية المتخصصة في أعمال الشحن، كشركات مثل “الإمارات للشحن الجوي – أرامكس – فيديكس – دي إتش إل” .
كما شهد مركز مطار رأس الخيمة الدولي للشحن، توسعات مستمرة طيلة الأعوام الماضية، ولضمان نمو طاقة المطار الاستيعابية، وقدراته في الشحن، تم إنشاء العام 2016، منشأة أخرى ضمن المركز، مما ساهم في نمو أعمال الشحن بنسبة 80 في المائة، كما تم إبرام شراكة بين مطار رأس الخيمة الدولي، وشركة مصر للطيران للشحن.
وتوافقا مع تلك التوسعات في قدرات الشحن، أبرم المطار العام 2020، صفقة مع شركة الطيران الهندية “سبايس جيت”، ومطار “حيدر أباد الدولي”، في الهند، لاستيراد الخضروات والفواكه والأعشاب والتوابل والزهور والماشية ، وكذلك المنتجات البحرية والمأكولات البحرية من الهند إلى الإمارات العربية المتحدة، فضلا عن الدول المجاورة، و ساهمت الاتفاقية البناءة و منذ إبريل من العام 2020، في تسيير ممر زراعي حيوي وفاعل بين الإمارات والهند .. كما قامت شركة “سبايس جيت” أيضا وعبر الاتفاقية مع مطار رأس الخيمة الدولي الذي بات بدوره محورا لعمليات الشحن الخاصة بالشركة في تدشين رحلات طويلة المدى من وإلى أوروبا.