دبي / سمير السعدي
أم حمزة.. أيقونة من أيقونات القرية العالمية البراقة التي خرجت من رحم المعاناة الفلسطينية وارتبطت بالقرية العالمية ارتباطاً كبيراً منذ موسمها الأول.. وحفرت لنفسها مكاناً بارزاً على خارطتها حتى أصبحت أشهر من النار على العلم كما يقولون.. يأتيها الضيوف من كل حدب وصوب لاقتناء منتجاتها من أشهى الأكلات الفلسطينية الأصل المتميزة والإماراتية الصنع يقتنون منها بما يكفيهم حتى الموسم الجديد القادم.. واستطاعت أم حمزة منذ الموسم الأول أن يكون لها زبائنها الخاصين لمنتجاتها وخلطاتها المميزة التي تتميز بالنكهة الخاصة بأم حمزة.
وتحرص أم حمزة في كل موسم على المشاركة إما في جناح فلسطين أو الأردن وأصبح زبائنها يأتون اليها في هاذين الجناحين.. كما تعودت أم حمزة أن تقدم في كل موسم منتجاً جديداً يختلف عما قدمته في المواسم السابقة تقدمه لزبائنها الذين تعودوا عليها وتعودت عليهم والمنتظرين لها في احتفالية القرية العالمية لشراء واقتناء هذه المنتجات المختلفة شكلا ومضمونا عن منتجات الآخرين, والتي تحمل نكهة فلسطينية ومدلولاً مختلفاً كثيراً عن مثيلاتها من الأكلات والمنتجات الأخرى المعروضة بالقرية مما جعل أم حمزة من أهم المشاركين والعارضين بالقرية العالمية, ومحلها جاذب للضيوف من كل الجنسيات العربية, من الدول الخليجية ومن الإماراتيين والمقيمين والقادمين من الدول العربية الأخرى في كل موسم مقدمة لهم أشهى المأكولات الفلسطينية الخفيفة المميزة ومقدمة لهم في كل موسم منتجاتها الجديدة المتميزة.
وما أن يدخل الضيوف الجناح المشاركة فيه يتوجهون الى محل أم حمزة الذي يكون ظاهراً بمنتجاته المميزة ويقومون بالشراء من معظم المعروضات والتي جربوها من قبل والتي نالت إعجابهم وطابقت أذواقهم.. والكل يقبل على منجاتها وخلطاتها المتفردة ويقتنون منها مخزوناً بكميات لا بأس بها يكفيهم لحين افتتاح موسم جديد قادم ومستغلين وجودها بالقرية ومنتظرين طعم المنتجات الفلسطينية الخفيفة الشهية.. والجالية الفلسطينية بالإمارات هم أحرص من غيرهم على زيارة محل أم حمزة ليتنشقوا رائحة فلسطين وتراث فلسطين ومنتجاتها التي يعشونها.
وعن مشاركتها في القرية العالمية تقول أم حمزة المجاهدة المثارة التي خرجت من المعاناة الفلسطينية وحصدت الكثير من شهادات الشكر والتقدير من العديد من الجهات العربية والإماراتية التي احتضنتها بحب وفتحت أمامها المجال لتكون الصوت الفلسطيني المؤثر والمعروف في الإمارات تقول: ” أحرص على المشاركة في القرية العالمية في كل موسم من مواسمها بدءاً من موسمها الأول, وشاركت في أول موسم بخلطات فلسطينية وأعشاب طبيعية وزيت الزيتون الفلسطيني ومخللات وزعتر ودقة وغيرها, وشاركت لإشهار وإظهار المنتج والأكلات الفلسطينية, وكانت القرية أيامها بسيطة ومشاركيها محدودين ولكن زوارها كانوا كثير..والآن في مشاركتي غالباً لا أغير مكاني في الجناح الفلسطيني أو في الجناح الأردني حيث يقبل الناس على شراء منتجاتي في كل موسم وكأننا على موعد غير متفق على المشاركة والاحتفال بهذه الاحتفالية السنوية التي ننتظر موعدها بفارغ الصبر.. فقد اعتدت على الناس وعلى وجوههم وطلباتهم وأحرص كل عام على تقديم الخلطات الجديدة والمتميزة والتي أتفنن في عملها لضيوف القرية العالمية الذين يأتون متوقعين منتجات مختلفة في الشكل والمضمون”.
وتشير أم حمزة إلى الخلطات الكثيرة التي لاقت إقبالاً ورواجاً كبيراً لدى الجمهور, فخلطات المكدوس كانت من أوائل خلطاتها وكان لها سبب كبير في نجاحها حيث لاقت رواجاً كبيراً لدى الضيوف, ويوجد نوعان من هذه الخلطة هما خلطة المكدوس مع الجبنة وخلطة المكدوس مع اللبنة.. بالإضافة إلى خلطات الألبان والأجبان وهي خلطات مميزة تشبه كثيرا ما كانت أمهاتنا تعده في أيام الطفولة، وهنالك عدة أنواع من هذه الخلطات منها خلطة الجبنة مع الزيتون وخلطة الجبنة مع الزعتر وخلطة الجبنة مع الشطة الحارة, ولبنة سادة ولبنة كرات وخلطة اللبنة مع الشطة الحارة وخلطة اللبنة مع الزعتر وخلطة اللبنة مع النعناع وخلطة اللبنة مع الزيتون.. وإلي جانب هذه الأكلات الصحية المتميزة تمتلك أم حمزة مجموعة متكاملة من الأعشاب منها الكركديه والميرامية والنعناع والزعتر والسماق وأوراق الزعتر والزهورات.. كما تقدم أم حمزة المفتول الفلسطيني الأصلي كالذي كانت تصنعه الجدات.
خلطة الكنتاكي الفلسطيني
تقول أم حمزه أنها في عام 2000 عملت خلطة مكدوس مع الجبن وأسمتها خلطة الكنتاكي الفلسطيني .. وسميت بهذا الاسم لأنها كانت توزع ساندويتشات مجانية على الجمهور في المعرض الذي شاركت فيه بأبو ظبي وجاء طفل فلسطيني مع والدته ورفض أخذ ساندويتش لأنه لا يأكل الا الوجبات السريعة.. فقالت له أن الوجبات السريعة غير صحيه واعطته صحيفة كانت محتفظةً بها كُتب فيها مقال عن أضرار الوجبات السريعة.. فأصبح الطفل يحضر إليها كل يوم قائلاً: أعطني كنتاكي فلسطيني.. وانتشر الاسم في المعرض سرعة النار في الهشيم وأصبح الزبائن في المعارض اللاحقة يطلبون خلطة المكدوس مع الجبنة التي سميت باسم الكنتاكي الفلسطيني.
وفي نفس العام عملت أم حمزة عدة خلطات أخرى .. وشاركت بها في المعارض المختلفة ولاقت إقبالاً ورواجاً كبيراً مما شجعها على الاستمرار في عمل خلطات أخرى, وأصبح الناس يتصلون بها تليفونيا للحصول على هذه الخلطات.. ثم اتجهت أم حمزة إلى التنويع في الخلطات وعملت ما يقرب من 30خلطة حتى الآن, وكل هذه الخلطات تلاقي رواجاً كبيراً وإقبالاً بلا حدود من زبائنها.. وتشاركت أم حمزة في كل معرض يتاح لها المشاركة فيه ونجحت أكثر وأكثر وفتحت أمامها أبواب النجاح في هذا المجال.. كل هذا كان يشجعها أكثر وأكثر على الاستمرار دائماً في إيجاد خلطات جديدة تروق لزبائنها.. وهي ما زالت تعتبر بأن القرية العالمية لها الفضل الأكبر بعد الله سبحانه وتعالى في شهرتها وانتشارها لذلك فهي تحرص على المشاركة فيها في كل موسم وبخلطات جديدة ومميزة.
بداية الحكاية
يقول ابنها حمزة عياد: “نحن أسرة فلسطينية من قرية أبوديس التي أصبحت الآن ضاحية من ضواحي مدينة القدس المحتلة, كانت البداية من فلسطين عام 1967م بعد الاحتلال مباشرة حين هاجرنا ونزحنا من أبوديس كباقي مئات الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني إلى الأردن ولحقنا بأبناء شعبنا اللذين هاجروا من فلسطين عام 1948م.. وعشنا في عمان الى عام 1975م حيث سافر الوالد الى الامارات ولحقت به العائلة عام 1979م وأكمل أخوتي دراستهم في الإمارات ولا زلنا نعيش فيها حتى الآن.. وكانت البداية عندما بدأت الوالدة بعمل بعض الخلطات وإهدائها الى بعض الصديقات وكانت مستوحاة من الاكلات الشعبية الفلسطينية, ولاقت استحساناً كبيراً لدى الأصدقاء مما دعاها الى عمل هذه الخلطات بكميات كبيرة وبصورة تجارية.. وشاركت “الوالدة ” أم حمزة في معارض الأسرة المنتجة في أبوظبي والتي كانت تقام سنويا تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك حفظها الله قرينة المغفور له بإذن ألله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه, وحققت إنجازات ونجاحات جيدة في هذا المعرض حيث لاقت خلطاتها استحساناً وأقبالاً كبيراً في المعارض.. وبعد فترة قصيرة التحقت بالعمل لمساعدة الوالدة حيث أصبحنا نشارك في مهرجان دبي للتسوق في القرية العالمية وبدعم وتشجيع من الاخوة في القنصلية العامة لدولة فلسطين بدبي, وتعاونا مع الاخوة في اللجنة الاجتماعية الفلسطينية بأبوظبي في بعض المعارض إضافة إلى المشاركة في المعارض المتخصصة في الامارات.. وهدفنا التالي هو المشاركة في المعارض والمهرجانات خارج دولة الإمارات تحت شعار منتوجاتنا فلسطينية الأصل إماراتية الصنع تحت مظلة الأسرة المنتجة برعاية وتشجيع الاتحاد النسائي العام في الإمارات.
ويقول حفيدها د. حسن حمزة: “أن آخر مشاريع جدته أم حمزة أنها بجهادها ومثابرتها استطاعت افتتاح مصنعاً في عجمان, لتطوير عملنا في دولة الإمارات العربية المتحدة تحت شعار منتجاتنا الفلسطينية الأصل الإماراتية الصنع, وحتى نتمكن من تلبية كل احتياجات زبائننا.. وجاءت هذه الخطوة بعد دراسة طويلة ليتم تغطية السوق المحلي وسوق الدول الخارجية حيث أصبح الطلب على منتجاتنا يزداد يوماً بعد يوم.. وتعاقدنا مع الموردين لأفضل المنتجات الفلسطينية والأردنية لتتوفر لزبائننا بشكل مستمر.. وسنحاول في الفترة القادمة أن نوفر ما نستطيع من المنتجات الشعبية الفلسطينية والأردنية التي تحتاجها الأسر العربية في دولة الإمارات ونركز على النوعية الفاخرة من كافة المنتجات التي نستوردها من الخارج ليتم تعبئتها حسب مواصفات الرقابة في دولة الإمارات العربية المتحدة”.