دبي / سمير السعدي:
لاحظت أثناء جولاتي المتعددة داخل أجنحة القرية العالمية بدبي أن المونة البيتية من خلطات الألبان والأجبان ومعها المخللات أنواعها كثيرة جداً وتتربع على أرفف محلات كثيرة في كل أجنحة الدول العربية وبكميات وفيرة, مما يعني أن إقبال ضيوف القرية عليها كبيرا ويهتمون ويحرصون على شراءها وبكميات كبيرة.. وهذا لفت انتباهي وشدني للبحث عن موضوعها وحكاياتها, لاسيما وأن أكثر استهلاكات الناس مما يشترونه هو مواد الأكل والطعام الذي هو من سنن الحياة, فلا أحد يستطيع أن بستغنى أو ينقطع عن الطعام الذي هو من ضروريات البقاء على الحياة.. وتتنوع أنواع الأكل والطعام ويطل علينا من وقت لآخر نوع جديد منه ويعرض بإغراءات لاقتنائه وتجربته ثم يبدأ التعود عليه.. وهذا ما حدث في موضوع خلطات الألبان والأجبان التي ظهرت منذ بضع عشرات من السنين فقط وتنوعت وتعددت أنواعها ثم تكاثر إنتاجها وتداولها بين الناس, وتم إضافة مواد غذائية مختلفة اليها مثل الزعتر والنعناع والسماق والخضروات والشطة وغيرها وظهرت بأسماء المواد المضافة مثل لبنة بالزعتر وهكذا, وهذا ما تم أيضا مع الأجبان.
ولو بحثنا في تاريخ اللبنات والأجبان نجد أن اللبنة هي تكثيف اللبن الرائب أو اللبن المخفوق أو المخضوض من لبن الزبادي أو اللبن الرائب بعد نزع الزبدة منه وهي الطريقة القروية البسيطة حيث يوضع هذا اللبن في كيس من قماش الململ الخفيف ليسهل نضح كافة الماء الوجود في اللبن إلى الخارج، وهذا الماء يعرف باسم الشرش.. وتعتمد طرق تحضير اللبنة المثلى لتكون جاهزة لتناولها على نسبة تخلصها من الماء.. وتسمى اللبنة المكوّرة في لبنان اللبنة المكعزلة واللبنة المدعبلة في سوريا، والمدحبرة أو المكعبلة في فلسطين والأردن.. وأما الأجبان فهي طعام قديم يقال إن جذوره تسبق التاريخ المسجل, تعود إلى أسلوب نقل الألبان في المثانة المأخوذة من معدة الحيوان المجتر فهي المصدر الأصلي للمنفحة, ولا يوجد دليل حاسم يدل على موطن نشأة صناعة الجبن, وأصبحت صناعة الجبن مشروعًا متطورًا عند نشأة روما القديمة عندما كانت الأجبان الأجنبية القيمة تنقل إلى روما لإرضاء أذواق الصفوة.. وهناك قصة تروي اكتشاف الجبن قبل 1500 سنة هجري حيث هناك أبحاث تقول بأن قطعة الدهون التي عثر عليها في معدة رجل الثلج “المومياء التي يبلغ عمرها خمسة آلاف عام، والتي تم اكتشافها في مقاطعة جنوب تيرول” من الممكن أن تكون قطعة جبن عتيقة بما يعني أنها قد تكون أقدم قطعة جبن في تاريخ البشرية.
ولنعرف حكاية هذه الخلطات ومنتجات الأكل الأخرى من الذين يقومون بعرضها وبيعها في أجنحة الدول العربية خاصة بالقرية العالمية:
خلطات شادي ملاعب
كانت البداية مع شادي ملاعب الذي يشارك في القرية العالمية منذ بداياتها الأولى, يعرض ويبيع المونة البيتية وأصبح يشارك قي عدة أجنحة عربية في كل موسم ففي هذا الموسم يشارك بمنتجاته في أجنحة فلسطين ولبنان وسوريا والعراق والبحرين, ويقول عن المونة البينية أن خصوصيتها متعبة ولكنها ممتعة وطازجة وصحية, والأهم من هذا وذاك أنها تقليد اجتماعي تراثي لربات البيت الشرقي.. اشتهر شادي بابتكار أجود وأندر أنواع الفواكه للمربيات والتي فيها خبرة الأجداد الذين ابتكروا مختلف الطرق لإبقائها طيلة العام بالرونق الرائع والطعم الطازج.. ومن هنا كانت فكرته بعم المزارع العربي في تصريف محصوله, وبهذه الطرف الرائعة أنتج المربيات والمخللات وخلطات الألبان والأجبان ذات الطعم الرائع والخالية من المواد الحافظة.
ولم تستطع وسائل التكنولوجيا الحديثة في تقنيتها العصرية على محو هذه المونة, فبالرغم من اكتساح الأطعمة المعلبة بكل الأسواق ما زال الكثيرون يفضلون المنتجات البيتية لإيمانهم بصحتها وسلامتها ولما لها فيهم من ذكريات الأرض الخصبة.. لذا كانت رؤية شادي ملاعب بنقل عذا الطعم الرائع فما كان له سوى القرية العالمية لإيصال هذه المنتجات لمذاق كل جمهور العالم الذي لا يتواجد إلا في القرية العالمية.
ويقول شادي ملاعب أنه يقوم بتحضير المربيات الطبيعية والمطهوة على الحطب, وكذلك المخللات المحضرة بإتقان من المواد الطبيعية العضوية, والزيتون المكبوس بأنواعه وألوانه.. أما خلطات الألبان والأجبان فحدث ولا حرج, والطعم اللذيذ الذي يوصل الى عالم مختلف من النكهات المختلفة التي يتهافت عليها كل من جربها وتذوقها من ضيوف القرية العالمية.. ومن أنواع الخلطات التي التي ينتجها ويعرضها اللبنة إما بالمكدوس أو بالشطة أو بالزعتر أو بالخضار, ومثلها الأجبان وخلطاتها المتعددة.. وأما الزعتر المتعدد الأنواع والنكهات فيتميز بمذاق ساحر.. والمكدوس بأنواعه من الباذنجان المحشو بالمكسرات بأنواعها.. وكذلك الشربات المختلفة الألوان والمذاق والمحضرة من المواد الطبيعية والورود والخالية من أي مواد كيميائية.. وماء الورد وماء الزهر ودبس الرمان ودبس العنب وكلها لا يمل طعمها كل من تذوقها والتي يتم تحضيرها بالطرق التقليدية القديمة اليدوية مما تعطيها النكهة التراثية مثل نكهة الزمن الجميل.. وأما الأعشاب الطبيعية بأنواعها المتعددة مثل الميرامية والزعتر الورق وإكليل الجبل وورق الزيتون والكركديه والينسون والبابونج والزهورات وغيرها الكثير..وأما زيت الزيتون الفلسطيني الطبيعي والمعصور بالطريقة التقليدية القديمة والبعيد عن المصانع ومعاصرها, قهو يتم عصره يدويا على الحجر الدائري والذي كان ومازال يعتبر الطريقة الصحية لعصر الزبتون, وهذا الزيت الطبيعي الخالص لا يوجد إلا في القرية العالمية.
خلطات أم حمزة
أم حمزة.. التي خرجت من رحم المعاناة الفلسطينية وارتبطت بالقرية العالمية ارتباطا كبيرا منذ موسمها الأول.. وحفرت لنفسها مكانا بارزا على خارطتها حتى أصبحت أشهر من النار على العلم كما يقولون.. يأتيها الضيوف من كل حدب وصوب لاقتناء منتجاتها من أشهى الأكلات الفلسطينية الأصل المتميزة والإماراتية الصنع.. واستطاعت أم حمزة منذ الموسم الأول أن يكون لها زبائنها الخاصين لمنتجاتها وخلطاتها المميزة التي تتميز بالنكهة الخاصة بأم حمزة.. وتحرص أم حمزة في كل موسم على المشاركة إما في جناح فلسطين أو ألأردن أن تقدم في كل موسم منتجا جديدا يختلف عما قدمته في المواسم السابقة تقدمه لزبائنها الذين تعودوا عليها وتعودت عليهم. واستطاعت أم حمزة بجهادها ومثابرتها افتتاح مصنعا في عجمان, لتطوير عملها في دولة الإمارات تحت شعار “منتجاتنا فلسطينية الأصل إماراتية الصنع”, وحتى تتمكن من تلبية كل احتياجات زبائنها.. وجاءت هذه الخطوة بعد دراسة طويلة ليتم تغطية السوق المحلي وسوق الدول الخارجية حيث أصبح الطلب على منتجاتها يزداد يوما بعد يوم.
وتعرض أم حمزة في القرية العالمية كل منتجاتها من خلطات الألبان والأجبان والمكدوس والتي تعود عليها ضيوف القرية, الى جانب الزعتر بأنواعه الجبلي والبلدي والملوكي وزعتر دبس الرمان, والدفة الغزاوية, والسماق البلدي, وزيت الزيتون الفلسطيني الخالي من المواد المضافة, والأعشاب الطبيعية كالميرامية وزعتر البلاط وزعتر الورف وإكليل الجبل والمرقدوش والبابونج وغيرها, والمربيات بأنواعها, وبعض المنتجات البلدية مثل القزحة والطحينة والرمان المجفف والتلبينة ” الشعير المطحون”, والجميد البلدي والزيتون البلدي الطبيعي بأنواعه المختلفة الفلسطيني والبعلي والنبالي والمحشي والمشوي.
والجديد من منتجات أم حمزة هو خلطات اللبنة بالأعشاب, ولبنة الرمان, واللبنة بالزيتون, ولبنة روح الاتحاد والتي هي مكدوس وجزر وفلفل وشطة وجوز, ولبنة المطافي بالفلفل الأخضر الحار.. أما خلطات الأجبان فمنها جبنة المكدوس وجبنة الزعتر وجبنة الزيتون وجبنة الرمان والجبنة النابلسية بزيت الزيتون.. وأما المخللات فمنها ما أنتجته بطريقة حديثة من اللفت والخيار والعنب والمكدوس, وسلطة الجزر والسلطة الفلسطينية.
خلطات أم محمد
بدأت أم محمد في العمل في مجال الخلطات من المونة البيتية منذ ثمانية أعوام, بدأت بالزعتر والألبان وبعدها تفرعت الى مختلف أنواع الخلطات الخاصة باللبنات والأجبان وزيت الزيتون والسماق.. وأول خلطة ابتكرتها أم محمد كانت اللبنة بالمكدوس والجزر والمكسرات والشطة, ثم خلطة اللبنة بالزعتر وزيت الزيتون والزيتون, وبعدها خلطة اللبنة مع الجبنة وتسمى خلطة البيتزا, ومن ثم خلطة اللبنة مع السماق والرمان, تليها التبولة بالأعشاب والجزر والذرة والزيتون والرمان والسماق وتعتبر خلطة صحية لاحتوائها على كثير من الفيتامينات اللازمة لجسم الإنسان.
كان لديها محلا واحدا في البداية في إمارة عجمان تعرض فيه كل منتجاتها, بعد ذلك افتتحت عدة محلات أخرى في نفس الإمارة بعد توسع أعمالها وازدياد إنتاجها من الخلطات والتي يدخل في جميعها زيت الزيتون الفلسطيني الأصلي. شاركت في عدة معارض أهمها معرض كادي بمنطقة الذيد ومعرض أكسبو الشارقة, كما شاركت في معرض بالفجيرة وأيضا في مهرجان الشيخ زايد بالوثبة بأبو ظبي.
بدأت مشاركتها بالقرية العالمية في الموسم السابق في جناح الإمارات وهي مستمرة في مشاركتها هذا الموسم وفي نفس الجناح.. وفي القرية تعرض أم محمد وتبيع الزيتون المشوي, والزيتون البلدي الفلسطيني, وكذلك المكدوس والمخللات بأنواعها والتي كلها من إنتاجها, ودبس الرمان والخل والطحينة والسمسم والزعتر بكل أنواعه منه ما هو بزيت الزيتون وزعتر بالسماق الملكي وزعتر بقشر الرمان, والقة بأنواعها, والعديد من الأعشاب مقل الزعتر البري الورق والحبلي والميرامية والبابونج وغيرها.. كما لديها الجبنة بأنواعها كالنابلسية والعكاوية, والمفتول والفريكة وسلطة الجزر مع الذرة والفاصوليا وزيت الزيتون, ولدها أيضا خلطة ماجي المستخدمة في الطبخ والمحضرة من مواد طبيعية وعضوية.