واجهات الأجنحة بالقرية العالمية طرز معمارية للحضارات – 2

دبي / سمير السعدي :
هذا هو الجزء الثاني من موضوع واجهات الأجنحة وكيف تم تصميمها لتعبر عن تراثها وحضارتها وتاريخها ليتعرف علية ضيوف القرية العالمية احتفالاً مع الأجنحة في روائع تاريخ هذه الدول والإبحار في تراثها المليئ بالإثارة والتشويق.. وسنختار هنا ثلاثة أجنحة أخرى لنتعرف على حكايتها.

جناح المغرب

المغرب من الدول التي تحرص على المشاركة في القرية العالمية في كل موسم.. هي دولة عربية تقع في أقصى غرب شمال قارة أفريقيا عاصمتها الرباط وأكبر مدنها الدار البيضاء التي تعتبر العاصمة الاقتصادية.. وتعتبر حضارة المغرب من أعرق الحضارات التي أسستها الإمبراطوريات التي تعاقبت على المغرب كالبربرية والأمازيغية والتي جعلت من المغرب قبلة للسياح من كل دول العالم ولكل مستشرق عاشق للحضارات القديمة التي يزخر بها الشرق العربي.. ويعد مفهوم كلمة الحضارة اشتقاق من الحضر ويقصد بها كل ما يتعلق بحياة المدن كالمعيشة والإقامة والحرف والأزياء والطرق غيرها..
وعن جناح المغرب وتصميمه تم اعتماد وإظهار عمارة مدينة شفشاون المغربية على واجهة الجناح.. وتطبيقا لشعار القرية العالمية في موسمها السادس والعشرين والذي يقول إحتفلوا معنا في قلب الروايع, تم نقل الروائع المغربية في الجناح وعلى واجهة الجناح, وتم تصيم الواجهة بإظهار عمارة مدينة شفشاون المغربية والتي تسمى الجوهرة الزرقاء ومصنفة عالميا من ضمن أجمل دول العالم والتي تمتاز باللون الأزرق بدرجاته واللون الأبيض للبيوت والمباني العامة والخاصة, وتم إظهار هذه البيوت بالواجهة بأبوابها ونوافذها المغربية بمختلف تصاميمها وأحجامها والوانها, والأبواب الخشبية المنقوشة بالطراز المغربي وأيضا النوافير, كما تم إظهار الزهور المعلقة كما هي موجودة في مدينة شفشاون.. واستوحي من جامعة القرويين العريقة واقدم جامعات العالم في مدينة فاس زخارف ورسومات بوابتها ووضعت على بوابة الجناح.. وفي داخل الجناح تم دمج الوان الجناح ليتماشى مع الواجهة لمدينة شفشاون ووضعت على المحلات والمسرح الرئيسي الذي تم إيجاده في وسط الجناح لتقدم عليه فرقة فنية مغربية كل أنواع الفلكلور والتراث الفني والغنائي المغربي العريق مأخوذا من معظم مدن المغرب مرتدين أزياء كل مدينة أثناء تقديم فلكلور المدينة”.

جناح أفريقيا

إفريقيا الفارة السمراء وقارة المتناقضات في كل شيء بألوانها المتعددة الصارخة, القارة التي لا تجد منتجاتها إلا داخل جناحها فقط, القارة التي لها وجود ومشاركة بالقرية العالمية منذ البدايات وإن اختلفت الأسماء وطبيعة الجناح, القارة التي توحد مشاركاتها بتوحيد معظم دول القرة في مكان واحد محققة الوحدة الأفريقية في القرية العالمية بدبي عارضة منتجاتها الفريدة والمتفردة والتي لا توجد إلا في أفريقيا فقط وفي القرية العالمية لا ترى مثلها في أي جناح آخر, وحتى واجهة الجناح الأفريقي يضم الكثير الذي يعبر عن افريقيا.
وعلى واجهة الجناح الأفريقي تم استخدام في هذا الموسم البيئة الحيوانية الأفريقية والتي لا تقتصر على الحيوانات فقط, بل نظهر بعض تفاصيلها مثل العاج سواء عاج الفيل أو وحيد القرن.. كما أضيفت الزرافة المعروف عنها أنها حيوان ودود على مداخل الجناح للترحيب بضيوف الجناح.. وتم أضافة الأقنعة الأفريقية التي يستخدمها الأفارقة منذ القدم بشكل واسع للتخفي ويعتبر من العناصر التي تعبر عن أفريقيا فتم استحضاره على الواجهة في عدة أماكن لأنه سمة أفريقية ويرمز لكل أفريقيا.. كما تم الرمز الى عملية نقل المياه الأفريقية على الجناح برسم يعبر عن ذلك بنساء أفريقيات ينقلن قرب المياه الى أكواخهن.. لذا روعي طبيعة القربة بوضعها في أحد الأماكن بالواجهة بصورة مكبرة حيث أنها معروفة بأفريقيا بصورة كبيرة وتستخدم هناك لنقل الماء والحليب.. كما وأوجدت الأكواخ الأفريقية في أعلى أعمدة المداخل وبألوان مختلفة ومضيئة ليراها الضيوف ويتعرف عليها.. وكان للحلق الأفريقي الكبير المشهور في كل أنحاء أفريقيا مكانا على الواجهة ممثلا بنساء أفريقيات يرتدين هذا الحلق الذي يتهافت السياح على اقتناءه من الجناح.. وفي الواجهة تم إيجاد مسرح الجناح لتفدم عليه فرقة أفريقية العروض الأفريقية من مختلف دول أفريقيا والتي يراها الضيوف خارج وداخل الجناح, ووضعت فوق المسرح بعض قرون الحيوانات المختلفة يتوسطها رسم لزوجان يحملان قربة مياه كبيرة.. وعلى جوانب المسرح الداخلية كتبت عبارات الترحيب بالضيوف باللغة السواحلية مثل كلمة كاريبو التي تعني تفضلوا, وأيضاً كلمة هاكونا متانا والتي تعني تفضلوا بدون مشاكل لديكم.. وفي داخل الجناح راعينا إظهار رمز الفرح والرقص الأفريقي أعلى المحلات لتعريف الضيوف على عشق الأفارقة للرقص والموسيقى الصاخبة وتعريفهم بعادات وتقاليد أفريقيا وما يحبوه ويتميزوا به.

جناح باكستان

وباكستان من الدول ألتي تشارك في القرية العالمية منذ موسمها الأول.. وتحرص وحتى ألآن ان يكون لها جناحها في كل موسم من مواسم القرية العالمية ولم تتغيب موسما واحدا وتحرص على أن يكون جناحها واجهة لتراثها وآثارها وتاريخها الممتد الطويل.. وباكستان بالأوردو معناها “النقية أو الأرض الطاهرة, واسم باكستان اقتبس من لفظتين فارسيتين فكلمة باک تعني الطاهر واستان وتعني بلد بالتالي يكون معناها الحرفي بلد الطهارة باللغة الأردية والفارسية, وصيغ اسم البلد في عام 1933 وكان تشودري رحمت علي أحد أعضاء حركة باكستان هو من اقترحه وفي هذا الموسم أظهرت باكستان عمارة المغول في جناحها.. وعمارة المغول هي طُرز معماريه طَورها المغول في القرن السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر على مدى التغيرات التي حدثت في إمبراطوريتهم في القرون الوسطى كانت مزيج بين العمارة الإسلامية والفارسية والهندية وكانت المباني المغولية موحده ولها نفس النمط المميز بما فيها من قباب دائرية الشكل والمآذن الرفيعة في الزوايا والغرف الكبيرة والزخرفة الدقيقة وهناك أمثلة عدة على ذلك الطراز توجد في الهند وأفغانستان وبنغلاديش وباكستان.
وباكستان أرادت أن يكون جناحها واجهة لتراثها وتاريخها تبرز من خلالها المباني الأثرية التراثية الباكستانية التي شيدت منذ السنين الطويلة وأن يكون تصميم جناحها سواء من الخارج أو الداخل يعطي فكرة عميقة لضيوف القرية العالمية عن تاريخ العمارة والمباني في باكستان محققين شعار القرية العالمية هذا الموسم بالاحتفال معا في قلب الروائع.. فواجهة الجناح في هذا الموسم تم تصميمها على غرار أحد قصور مغول باكستان والذي شيد عام 1600م, والبوابة الرئيسية للجناح صممت على غرار بوابة هذا القصر.. أما البوابتان الجانبيتان فتمثل باب خيبر القديم والمشهور في باكستان ويعتبر أيقونة مدينة بيشاور بباكستان.. كما تم في الواجهة استخدام الشبابيك القديمة الباكستانية والمشربيات الخشبية المطلية باللون الذهبي, وكذلك القباب الكبيرة والصغيرة لإضفاء صبغة الغنى على الواجهة.
واما من داخل الجناح فقد صممت محلاته على غرار القرى الباكستانية, أما في منتصف الجناح فتم تجسيد التراث الباكستاني كالآبار والكراسي والدكات القديمة التراثية والأشجار المشهورة في باكستان لتكون هذه المنطقة كاستراحة للضيوف, أما طرقات وممرات الجناح فهي مماثلة لشوارع باكستان وأن تكون كل منطقة بلون مختلف طبقا لما هو موجود في أسواق باكستان القديمة.. وفي نهاية الجناح من الداخل تم إيجاد مسرح تقدم عليه فرقة فنية باكستانية الغناء والرقصات الباكستانية التراثية القديمة من مختلف مدن باكستان ومرتدين أثناء تقديم أي لون زي المدينة المأخوذ منها هذه الأغنية أو الرقصة.