وام / قال معالي الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي رئيس أركان القوات المسلحة إن امتلاك أكاديميات عسكرية متقدمة يمثل أحد أهم معايير القوة الشاملة للدول في العصر الحديث، فالعلوم العسكرية والبناء المعرفي للضباط والقادة بات ضرورة للتطور التقني والتكنولوجي للجيوش المعاصرة.
واضاف ــ في كلمة بمناسبة ذكرى اليوبيل الذهبي لتأسيس كلية زايد الثاني العسكرية ــ إن مرور خمسين عاماً على إنشاء كلية زايد الثاني العسكرية، يعكس عراقة هذا الصرح العسكري الوطني الكبير، ويعكس تلازم مسيرته مع مسيرة البناء الاتحادي ذاته، ويؤكد أن هذه الأكاديمية العسكرية العريقة تنطلق من روح اتحادنا المبارك.
وفيما يلي نص الكلمة..
“إن امتلاك أكاديميات عسكرية متقدمة يمثل أحد أهم معايير القوة الشاملة للدول في العصر الحديث، فالعلوم العسكرية والبناء المعرفي للضباط والقادة بات ضرورة للتطور التقني والتكنولوجي للجيوش المعاصرة، سواء على صعيد التدريب والتأهيل البشري أو على صعيد التعامل مع الأسلحة والعتاد الحديث، بما يُسهم بالنهاية في تحقيق طفرات نوعية كبرى في الأداء العملياتي والقتالي للجيوش، فضلًا عمّا تُسهم به العلوم العسكرية المتطورة في تطوير النظريات القتالية والعقائد العسكرية للجيوش الحديثة.
وفي هذا الإطار فإن كلية زايد الثاني العسكرية تقوم منذ إنشائها في الأول من فبراير عام 1972، بدور وطني عظيم ليس على صعيد قواتنا المسلحة فقط، ولكن أيضًا في تدعيم المسيرة الاتحادية وتقوية البناء وصهر الطاقات الوطنية وتمتين التماسك الاتحادي على المستوى الفردي والمؤسسي.
إن مرور خمسين عامًا على إنشاء كلية زايد الثاني العسكرية، يعكس عراقة هذا الصرح العسكري الوطني الكبير، ويعكس تلازم مسيرته مع مسيرة البناء الاتحادي ذاته، ويؤكد أن هذه الأكاديمية العسكرية العريقة تنطلق من روح اتحادنا المبارك متمسكة بنهج القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وماضية بدعم وتوجيهات قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسهاصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيانرئيس الدولة “حفظه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتومنائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيانولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
ويشهد الماضي والحاضر على أن كلية زايد الثاني العسكرية قد حققت خلال مسيرتها الناجحة الكثير من الإنجازات والإسهامات الوطنية، كما نجحت في تحقيق نقلات نوعية متواصلة لمواكبة العصر في مجال التأهيل العلمي والتدريب العسكري، ووصلت بكوادرنا البشرية من الضباط إلى أرقي درجات الكفاءة القتالية التي يشهد بها جميع نظرائهم أثناء العمليات وفي التدريبات المشتركة مع جيوش الدول الصديقة والشقيقة.
وإذا كان وطننا الغالي يحتاج إلى كليات وأكاديميات عسكرية متطورة في بدايات مرحلة التأسيس، فإننا اليوم نرى لهذه الصروح الوطنية، وفي مقدمتها كلية زايد الثاني العسكرية، أهمية متزايدة في عصر تتزايد فيه التحديات الاستراتيجية والأمنية، وتتلاحق فيه الأحداث وتحتدم فيه الصراعات، ويحتاج فيه الحفاظ على الأمن الوطني للدول إلى المزيد والمزيد من الجهود والعمل الدؤوب، حتى أن مناهج الكليات العسكرية باتت تضم كمًّا كبيراً ومزيجًا عميقًا من العلوم والمعارف العسكرية والمدنية على حد سواء.
وإذا كانت كلية زايد الثاني العسكرية تضطلع بدور جوهري ضمن منظومة أكاديمياتنا العسكرية، فذلك بما تمتلك من خصوصية استثنائية اكتسبتها من بصمات وتوجيهات القائد المؤسس في مراحل البدايات الأولى، حتى تشكل لديها موروث تاريخي هائل من القيم والمبادئ الوطنية والعسكرية التي تُضفي عليها هالةً من التقدير والمكانة الوطنية، وتضع على كاهلها كذلك مسؤوليات كبرى تضطلع بها وتنفذها على خير وجه.
وإذ نعتز بإنجازات الخمسينية الأولى من عمر كلية زايد العسكرية باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من إنجازات اتحادنا المبارك في خمسينيته الماضية، فإننا نؤكد أن الإنجازات جميعها تتداخل وتتضافر على المستوى المؤسساتي والقطاعي، لتشكل هوية وطننا الغالي الذي يطمح إلى قمم التنافسية العالمية، فكلياتنا وأكاديمياتنا العسكرية، وفي مقدمتها كلية زايد الثاني العسكرية، هي جزء من سباق التنافسية الذي ترسم قيادتنا الرشيدة له الطريق ويخوضه شعبنا بجهد وإرادة قوية من لدن أبنائه ومؤسساته كافة”.