وام / انطلقت اليوم فعاليات مؤتمر ومعرض “بريك بلك الشرق الأوسط” – الحدث الأكبر في المنطقة والمخصص لقطاع شحن البضائع السائبة والمعدات الثقيلة للمشاريع الكبرى.. بمشاركة واسعة من قادة القطاع على المستويين الإقليمي والعالمي.
وتضمن اليوم الأول جلسات نقاشية شارك فيها نخبة من الخبراء والقادة رؤاهم حول عدة موضوعات مهمة منها استراتيجيات التعافي لمواجهة التحديات الحالية وتوقعات السوق بالنسبة للقطاع.
ويختتم الحدث فعالياته غدا في مركز دبي التجاري العالمي وشهد اليوم الأول من المؤتمر زيادة لافتة في عدد الحضور مقارنة بالعام الماضي بلغت 35 بالمائه.
ويعكس حجم المشاركة الكبير من المختصين في قطاع شحن البضائع السائبة ومعدات المشاريع حرصهم على أن يكونوا جزءا من شبكة مترابطة أسهمت على مدى السنوات الماضية في تعزيز نمو القطاع.
وتتميز نسخة “بريك بلك الشرق الأوسط” 2022 والتي تنظم حضوريا بعد أن تم تنظيمها رقميا العام الماضي بجدول أعمال حافل بالموضوعات المهمة التي تؤكد قدرة الحدث على تعزيز النمو المستدام وتوفير منصة تجمع أبرز اللاعبين الرئيسيين لدعم الاقتصاد.
وقال معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية خلال كلمته الافتتاحية الافتراضية في المؤتمر.. إن سلسلة الإمداد العالمية والقطاع البحري تأثرت بشدة نتيجة جائحة كوفيد-19 وفي دولة الإمارات تضافرت الجهود لمواجهة مختلف التحديات وتلبية احتياجات السوق وتم فتح جميع الموانئ في الدولة على مدار الساعة لتقديم خدماتها بشكل كامل للحفاظ على تدفق التجارة العالمية واستمرارية عمل سلاسل التوريد البحري لضمان إيصال السلع والإمدادات الحيوية كما كانت دولة الإمارات من أوائل الدول الأعضاء في المنظمة البحرية الدولية التي تصنف البحارة على أنهم “عمال من ذوي الأولوية” ووفرت جميع التسهيلات اللازمة لتبديل وتغيير الأطقم البحرية بشكل آمن وقدمت لهم الرعاية الطبية ووفرت اللقاحات المعتمدة ضد فيروس كوفيد-19 وبشكل مجاني لجميع العمال الرئيسيين بما في ذلك البحارة وموظفي الموانئ الذين يعملون في مياه الدولة”.
وأضاف معاليه أن هذه الجهود توجت بتصدر دولة الإمارات العديد من مؤشرات التنافسية العالمية في القطاع البحري حيث جاءت في المركز الثالث عالميا في تيسير التجارة المنقولة بحرا وتزويد السفن بالوقود كما صنفت موانئ الدولة ضمن أفضل عشرة موانئ عالمية في حجم مناولة الحاويات وتأتي رعايتنا لمؤتمر ومعرض “بريك بلك الشرق الأوسط” انطلاقا من رؤيتنا لجعل دولة الإمارات مركزا عالميا للخدمات اللوجستية والشحن البحري حيث يلعب “بريك بلك الشرق الأوسط” دورا مهما في تسهيل مناقشة الاستراتيجيات التي ستساعد على تعزيز القطاع والارتقاء به إلى آفاق أوسع.
وأوضح معاليه أنه مع ارتفاع تكلفة الشحن لأكثر من عام وتباين التوقعات حول الأسعار في المستقبل كان على قطاع الخدمات اللوجستية العمل على إعادة تقييم طرق العمل للحفاظ على استمرارية حركة شحن البضائع.
وسلطت أولى جلسات اليوم الأول بعنوان “إدارة الأسعار والإمكانات…
التوقعات والمحركات الرئيسية والحفاظ على التنافسية” الضوء على بعض القضايا الملحة في قطاع الشحن بمشاركة نخبة من الخبراء الذين ناقشوا التوقعات وتأثير أسعار الشحن الحالية على الأعمال التجارية وسلاسل التوريد والإمداد.
وتناول المشاركون القضايا المتعلقة بالوضع الحالي للسوق والفرص المتاحة في القطاع ودور قطاع شحن البضائع السائبة ومعدات المشاريع في الخروج من الأزمة الحالية والتعلم من قصص النجاح.
وتضمنت قائمة المشاركين في الجلسة النقاشية أمادو ديالو الرئيس التنفيذي لشركة “دي اإش إل غلوبال فورواردينغ” في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وكريستيان لوند كنودسن الرئيس العالمي لحلول الشحن الخاصة في شركة “ميرسك” وكيرياكوس باناييدس المدير العام لشركة “إيه إيه إل” للشحن ومارتن هارين الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب في “هارين وشركاه” و”إس إيه إل” للشحن وأدار الجلسة النقاشية سيريل فارغيز مدير الخدمات اللوجستية العالمية في شركة “فلور” العالمية.
من جانبه أكد عبدالله بن دميثان المدير التنفيذي والمدير العام لـ “دي بي ورلد” الإمارات وجافزا.. أن مؤتمر ومعرض بريك بلك الشرق الأوسط يشكل منصة مثالية لتسليط الضوء على الجهود المشتركة من أجل التغلب على التحديات والبحث عن حلول للقضايا البيئية فتبادل المعارف والمعلومات المباشر بين الأطراف المشاركة في الحدث يحفز على ابتكار الأفكار الخلاقة ويساعد على إعادة تشكيل صناعة الشحن البحري ودفع نقص أعداد الحاويات المتاحة للاستخدام في الخطوط الملاحية الدولية والارتفاع الكبير في أسعار الشحن أصحاب البضائع إلى اللجوء لقطاع شحن البضائع السائبة لنقل شحناتهم من دون حاويات باعتبارها بضائع عامة ما فتح المزيد من الفرص للقطاع.
وأشار إلى أن الاضطراب في سلسلة الإمداد والتوريد قد يستمر لبعض الوقت إلا أن صناعة الشحن البحري بدأت تدريجيا بالارتداد إلى مستويات أدائها الطبيعية وللتغلب على هذا الاحتقان في تدفق البضائع قمنا بزيادة قدراتنا الاستيعابية وتحسينها في ميناء جبل علي لرفع إمكاناتنا لاستقبال أعداد كبيرة من البضاع المنقولة عبر الحاويات بمختلف أنماط الشحن اعتمادا على مرافقنا وأصولنا المنتشرة حول العالم وأسهمنا بشكل كبير في تعزيز تقدم قطاع شحن البضائع السائبة بدولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط عموما وسنواصل العمل على مساعدة الدولة في تكريس مكانتها باعتبارها المركز التجاري واللوجستي الرائد.
وقال أنه مع التطورات المتسارعة في قطاع الشحن على مستوى العالم والتحول نحو تبني الحلول الرقمية في جميع الأعمال يتطلع قطاع الخدمات اللوجستية والبحرية العالمية إلى تعزيز محفظته الرقمية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للقطاع وقد أثبت العامان الماضيان الأهمية الكبرى للأتمتة والتعاملات الرقمية كما ازداد الوعي بحجم المكاسب التي يمكن تحقيقها عند تكامل الكفاء مع التقنيات الحديثة.
وتضمن اليوم الأول جلسة حول التحول الرقمي شارك فيها خالد الشحي مدير المشاريع البحرية في “أدنوك للخدمات اللوجستية” ومارتن بيرج تومسن رئيس حلول الشحن الخاصة في شركة “ميرسك” لمنطقة غرب ووسط آسيا حيث سلطا الضوء على سبل التحول الرقمي للأعمال في الشركات بما في ذلك أنظمة مجتمعات الموانئ ومنصات الشحن إضافة إلى رفع الكفاءة عبر تبني التقنيات الحديثة.
من جانبه أعرب سيف المزروعي رئيس قطاع الموانئ – مجموعة موانئ أبوظبي عن سعادته بمشاركة مجموعة موانئ أبوظبي في الدورة السادسة من معرض “بريك بلك الشرق الأوسط” الذي يشكل حدثا مميزا يجمع رواد القطاع ويتيح لهم منصة مثالية للتواصل وتبادل المعلومات والرؤى وأفضل الممارسات ويدعم في الوقت نفسه النمو المستقبلي لقطاع شحن البضائع السائبة ومعدات المشاريع حول العالم.
وقال المزروعي إنه على الرغم من التحديات الكبيرة التي شهدها قطاع الشحن خلال العامين الماضيين بسبب تداعيات الجائحة العالمية نجحت مجموعة موانئ أبوظبي بالتعاون مع شركائها الاستراتيجيين في دعم الجهود الرامية إلى تسريع التعافي الاقتصادي وتعزيز استقرار الأعمال مع الالتزام التام نحو المحافظة على سلامة سلسلة التوريد واستمرارية تدفق البضائع والسلع.
وأضاف أنه كما واصلنا في مجموعة موانئ أبوظبي خلال الأعوام القليلة الماضية تنفيذ المشاريع التطويرية عبر جميع أصولنا الاستراتيجية بما يشمل مشاريع التوسعة المستمرة في ميناء خليفة الرائد والتوسعات اللافتة التي شهدتها موانئنا في منطقة الظفرة مثل ميناء المغرق الذي سيوفر ربطا حيويا بين العمليات البرية وقطاع النفط والغاز البحري وحرصنا خلال تلك الفترة على بناء العديد من الشراكات الاستراتيجية التي عززت قدرتنا على دعم الاحتياجات المتنامية لقطاع التجارة والخدمات اللوجستية سريع النمو في المنطقة.
من ناحيته صرح بن بلامير مدير الفعاليات في “بريك بلك الشرق الأوسط” أنه في بريك بلك الشرق الأوسط نهدف دائما إلى تعزيز نمو قطاع شحن البضائع السائبة ومعدات المشاريع من خلال توفير منصة تجمع الخبراء والمختصين والمهنيين الطموحين والطلاب للنقاش والتعاون بشأن المشاريع الجديدة وتضمن اليوم الأول عدة جلسات حافلة بالمعلومات القيمة وكانت استجابة الحضور ممتازة ونهدف إلى البناء على هذه الإنجازات في الدورة المقبلة من “بريك بلك الشرق الأوسط” وبالطبع لم نكن لنحقق هذا النجاح دون الدعم غير المحدود من مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص التي دعمتنا بمختلف الطرق.
ونتطلع الآن إلى اليوم الثاني الذي سيتناول عددًا من الموضوعات الحيوية ذات الأهمية الكبرى مثل دور المرأة والجيل المقبل من قادة القطاع.
وتناولت جلسات اليوم الأول أيضا موضوعات مثل سد الفجوة في المواهب وتمويل المشاريع والاستثمارات والفرص المتاحة في المملكة العربية السعودية وسيتضمن اليوم الثاني فعالية “نساء في بريك بلك” واستعراض جودة حياة البحارة في منطقة الشرق الأوسط ونظرة عامة على مشاريع الموانئ في غرب إفريقيا” كما سيتم تنظيم يوم التعليم بحضور عدد من الطلاب غدا.