أخبار رئيسية

واجهات الأجنحة بالقرية العالمية طرز معمارية للحضارات -7

دبي / سمير السعدي:
هذا هو الجزء السابع من موضوع واجها أجنحة القرية العالمية.. وكنت أود أن أكتب المزيد والمزيد في هذا الموضوع, ولكن مثلما كان هناك مستثمرين للأجنحة متعاونين ويعطوا كل شيء عن تصميم واجهات أجنحتهم إلا أن هناك آخرين منهم غير متعاونين وكانوا يعدوا ويخلفوا وعودهم ويسوفوا ولكن دون طائل, يوعدون بإعطاء المعلومات عن تصميم أجنحتهم ثم يوعدوا بإعطائها في وقت آخر, أو يوعدوا بإرسالها على الإيميل ولكن لم كل ذلك كان دون جدوى.. لهذا قررت بأن أقتصر الطريق ويكون هذا الجزء الأخير لعدم رغبتي في الإلحاح عليهم.

جناح اليابان

تم تصميم واجهة جناح اليابانلتكون معبراً عن رموز موجودة في اليابان مثل جبل قوجي. والجبشا, وقلعة أوساكا, وباب جودا, وأشجار الساكورا, وصخور الجبال القديمة, والشلالات اليابانية..
فجبل فوجي هو أعلى قمة في اليابان يبلغ ارتفاعه 3776 مترا يمكن أن يرى في الجو الصحو من العاصمة اليابانية طوكيو, يعرفه اليابانيون باسم “فوجي سان” إلا أن الأجانب الوافدين يسمونه بفوجي ياما, على الرغم من مظهره الذي يوحي بالهدوء نظرا لموقعه الاستراتيجي وبعده عن الأماكن الحضرية أقام اليابانيون مرصد فضائي في أعلى قمة الجبل, ويعتبره اليابانيون جبلاً مقدساً منذ القدم وكان يحظر على النساء في السابق الاقتراب منه وأصبح اليوم مكاناً مفضلاً للسياح ولهواة التسلق من مختلف أنحاء البلاد, وأدرجت منظمة اليونسكو جبل فوجي على قائمتها للتراث العالمي في يونيو 2013 مشددة على أهميته في الثقافة اليابانية ويشمل الجزء الذي أدرج في القائمة قمة الجبل وسبعة معابد موزعة على سفوحه وفنادق صغيرة تستضيف الزوار ومجموعة من الظواهر الطبيعية التي هي موضع إجلال كشلال مياه وغابة من الصنوبر وأشجار جمدتها الحمم.
أما الجيشا ففتيات الجيشا كن في الأصل نساء يابانيات يمارسن البغاء خلال فترة احتلال التحالف في اليابان وكن يخدمن مراكز قوات الجيش الأمريكي في البلاد ويسمون بفتات الجيشا. وهن فنانات تقليديات في اليابان يمارسن دور مضيفات يمتلكن مهارات في الفنون المسرحية اليابانية المختلفة مثل الموسيقى الكلاسيكية والرقص والألعاب, وفي المراحل المبكرة للتاريخ الياباني كان هناك فتيات للترفيه وتعني باليابانية فتيات الخدمة, وتلقين تعليماً أفضل وكسبوا عيشهم من خلال العمل في الترفيه في مناسبات اجتماعية للطبقات المخملية. وبعدما نقل البلاط الإمبراطوري للعاصمة كيوتو عام 794 بدأت الظروف التي تشكل الثقافة اليابانية المعروفة بالجيشا في الظهور وقد أصبحت مركزاً للنخبة المهووسة بالجمال وازدهر أداء الفتيات البارعات.
وقلعة أوساكا هي قلعة على الطراز الياباني تقع في تشوأو-كو أوساكا بمحافظة أوساكا, وتعتبر من أشهر القلاع في اليابان ولعبت دورا هاما في توحيد اليابان في القرن السادس عشر في فترة أزوتشي موموياما, وبدأ تشييد القلعة في عام 1583م في مكان معبد ايشياما هونغانجي الذي تم تدميره قبل 30 عاما من عملية التشييد على يد أودا نوبوناغا، حيث أراد تويوتومي هيديوشي من القلعة أن تكون مركزاً ليابان جديد موحد تحت حكم تويوتومي وكانت القلعة الأكبر في زمانها, ولكن بعد سنوات قليلة على بناءها توفي هيديوشي وتم تدميرها وتم بناؤها مرة أخرى في العام 1620 إلا أنه في عام 1665 ضرب البرق البرج الرئيس في القلعة مما أدى إلى احتراق القلعة وتدميرها مرة أخرى, وبقيت على هذه الحالة حتى العام 1931 حيث تم إعادة تشييد برج القلعة من الإسمنت المسلح من جديد. ومؤخرا أجريت لها عمليات ترميم كبرى في عام 1997 أعطت القلعة شكلها الجديد..
وأشجار الساكورا اليابانية وهو الاسم الذي يطلق على أشجار الكرز الخاصة بالزينة وأزهارها في اليابان أما ثمار الكرز فيطلق عليها باليابانية اسم ساكورانبو وهو يأتي من صنف مختلف من هذه الشجرة, والساكورا رمز معروف في جميع أنحاء اليابان وهو مُصوَّر في العديد من بضائع المستهل كالكيمونو والقرطاسية والصحون بالإضافة إلى لوحات في الفن الياباني والمانجا والأنمي, وتحمل أزهار الكرز في مضمونها كناية عن الطبيعة سريعة الزوال وهي مصوَّرة بكثرة وبتكرار في الفنون ومرافقة كذلك لكل من الساموراي والكاميكازي وهناك عدة أغانٍ شعبية لها عنوان ساكورا أو تتحدث عن الساكورا بالإضافة الى من أغاني البوب.
وأخيرا الشلالات اليابانية التي أوجدت على الواجهة, وأشهرها شلالات فوكورودا التي تقع في الحديقة الوطنية نيكو بالقرب من مدينة نيكو تتشيغي في اليابان وتشكلت عندما تغير مسار نهر الدايا, وهي عبارة عن اثنتي عشر شلالا صغيرا تسقط بين الجبال وأطولها يقع على ارتفاع 97 متر, وهذه الشلالات تعد من أعلى شلالات اليابان وفي عام 1927 م أعتبر هذا الشلال من أفضل ثمانية مناظر طبيعية في اليابان لأنه محاط بمناظر طبيعية جميلة وغناء ويعتبر من أكثر الشلالات شهرة وهي من أهم المقاصد السياحية في اليابان.

جناح كوريا

وجناح كوريا الجنوبية من الأجنحة التي إتخذت السمة التراثية في واجهة الجناح, وتمثل ذلك في قصر جيونج بوك جونج, وتمثالان يمثلان الحراس, وتمثال للملك سي جونج مخترع الكتابة الكورية, وبوابة أحد الفصور.. وقصر جيونج بوك جزنج هو القصر الملكي الرئيسي لمملكة جوسون, ويقع هذا القصر على سفح بوجاكسان الجبل الرئيسي المطل على قلب مدينة سيئول, وظل جيونج بوك جونج القصر الملكي الرئيسي لما يقرب من 200 عام منذ أن شُيد عام 1395 عقب ثلاث سنوات فقط من تأسيس مملكة جاسون واستمر كذلك حتى حُرق فَور بدء الغزو الياباني لكوريا عام 1592 ليبقى حطامًا لما يقرب من 275 عامًا إلى أن تم ترميمه عام 1867, ولم تمُر سوى 50 عامًا على الترميم حتى استولى عليه المستعمرون اليابانيون ودمروا الجزء الأمامي من القصر لتشييد المبنى العام للحكومة اليابانية في نفس الموقع أما الجزء المتبقي ذو الطراز المعماري الكلاسيكي الجديد فقد خصص للمكاتب الحكومية حتى عقب تحرير كوريا عام 1945 ولكنه هُدم تمامًا عام 1996 في ظل جهود بُذلت لإزالة جميع المظاهر المتبقية من فترة الاستعمار. كما نقلت بعض الأنقاض إلى قاعة الاستقلال الكورية في مدينة تشونان الكورية للعرض أمام الجمهور.
وتماثيل الحارسان هما لحراس القصر الملكي لحمايته والذود عنه عند الشدائد, وكان يتم اختيار الحراس اختياراً صعباً لأنهم سيقومون بحماية الملك وقصره, لذا يحب أن يكونوا جبابرة أشداء يفنون أنفسهم في سبيل الواجب ولا يتراخون عن ذلك قيد أنملة.
وأخيرا تمثال الملك سي جونج, فقد كانت اللغة الكورية تعتمد في الكتابة على الحروف الصينية وكان النبلاء والمتعلمون فقط هم من أتقنوا تعلم الحروف الصينية, ونظرًا لما واجهه عامة الشعب الكوري من صعوبة تعلم الحروف الصينية قام الملك سى جونغ خلال القرن الخامس عشر باختراع الحروف الكورية وهي المعروفة باسم الهانغول أو هانقول, وفي محاولاته لاختراع نظام كتابة اللغة الكورية بحث عن بعض أنظمة الكتابة المعروفة في ذلك العصر بما فيها الحروف الصينية القديمة والحروف الويغورية والحروف المنغولية, وتوصل الملك سى جونغ ومجموعة العلماء إلى نظام يعتمد على علم الصوتيات وقاموا بتطوير نظرية التقسيم الثلاثي للمقطع اللفظي أي نقطة أولى ونقطة وسطى ونقطة نهائية, ويختلف هذا النظام الكوري عن نظام اللغة الصينية القديمة المعتمد على نظرية التقسيم الثنائي للمقطع اللفظي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى