اتجهت عدة دول حول العالم في الأيام الماضية نحو تخفيف القيود والإجراءات الاحترازية المتعلقة بكورونا، وسط تقارير وتحذيرات من أن المتحور أوميكرون يستهدف الأطفال بقوة، ربما بسبب عدم تلقي غالبيتهم للقاح كوفيد-19، بحسب العلماء.
وأودى وباء كورونا رسميا بأكثر من 5,731 ملايين شخص في أنحاء العالم منذ نهاية كديسمبر 2019، فيما تقدّر منظمة الصحة العالمية أنه قد يكون العدد الإجمالي للوفيات أعلى بمرّتين إلى ثلاث، آخذة في الاعتبار العدد الزائد للوفيات بسبب كوفيد-19 بصورة مباشرة وغير مباشرة.
وكانت منظمة الصحة العالمية عززت آمال أوروبا بـ”فترة هدوء طويلة” مقبلة قد يعقبها “سلام دائم” في معركتها ضد كوفيد، في وقت ترفع مزيد من دول العالم كافة القيود تقريبا التي كانت مفروضة لمكافحة الوباء.
ففي أستراليا، أعلن رئيس الوزراء سكوت موريسون أن بلاده ستعيد في 21 فبراير فتح حدودها أمام السياح الملقحين بالكامل، بعدما فرضت قيودا على السفر كانت من بين الأكثر تشددا في العالم.
وكانت أستراليا أغلقت حدودها في مارس 2020 على خلفية الفيروس. وعلى مدى معظم الفترة التي تلت، منع الأستراليون من المغادرة ولم يمنح إلا عددا قليلا من الزوار استثناءات للزيارة.
هذا وتخفف البرتغال، اليوم الاثنين، القيود المفروضة على القادمين الذين بحوزتهم شهادة صحية أوروبية، ولا سيما لجهة عدم مطالبتهم بتقديم اختبار كوفيد-19 سلبي لدخول البلاد، وفقًا لقرار نُشر الأحد.
وسيتم إعفاء المسافرين الحاصلين على “شهادة كوفيد رقمية صادرة في الاتحاد الأوروبي” أو أي “شهادة تثبت تلقي اللقاح معترف بها” من إبراز فحص سلبي عند وصولهم إلى البلاد، وفقًا لقرار الحكومة.
وعلى غرار الدول الأوروبية الأخرى، فرضت البرتغال منذ مطلع ديسمبر على القادمين الذين تزيد أعمارهم على 12 عامًا، حتى الملقحون منهم، تقديم اختبارات سلبية لدخول البلاد.
يأتي ذلك فيما تراجع عدد مرتادي دور السينما والعروض المسرحية في فرنسا بنحو 25% في بداية هذا العام مقارنة بالفترة نفسها قبل الأزمة الصحية، وفقاً لوزيرة الثقافة الفرنسية روزلين باشلو.
لكن الوزيرة توقعت “موسما احتفاليا جميلا” مؤكدة أنها ستواصل “مساعدة كل من يحتاج إليها”.
وسبقت روسيا البرتغال في تخفيف القيود، بدءاً من أمس الأحد، بالرغم من تسجيل أعلى عدد يومي للإصابات بالمرض مع تفشي السلالة أوميكرون في أنحاء البلاد.
وفي كندا، أعلن رئيس بلدية أوتاوا حال الطوارئ الأحد في العاصمة الكندية المشلولة منذ أكثر من أسبوع بسبب احتجاجات لمعارضي القيود الصحية، معتبرا أن الوضع بات “خارجا عن السيطرة”.
وامتدت الاحتجاجات التي بدأت في أوتاوا السبت 29 يناير إلى مدن كندية رئيسية أخرى خلال عطلة نهاية الأسبوع، في حين واصلت عشرات الشاحنات ومتظاهرون شل الحركة في وسط العاصمة الأحد.
وتحولت هذه الحركة الاحتجاجية التي انطلقت من تحرك لسائقي شاحنات في غرب البلاد، إلى اعتصام في وسط أوتاوا. فمنذ ثمانية أيام، يحتل متظاهرون وعشرات الشاحنات الشوارع أمام البرلمان وأمام مقر رئيس الوزراء جاستن ترودو.
وبدأ البعض بإقامة ملاجئ مؤقتة، متوعدين بعدم المغادرة قبل رفع القيود.
وفي اليابان، قال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، اليوم الاثنين، إنه يريد توسيع برنامج الجرعات التنشيطية المضادة لكوفيد-19 في البلاد إلى مليون جرعة يوميا بحلول نهاية الشهر أي مثل الوتيرة الحالية.
وتجاوزت الإصابات في اليابان 100 ألف إصابة يوم السبت لأول مرة. وفرضت السلطات إجراءات لمكافحة الإصابات في معظم المناطق الآن في محاولة للحد من انتشار سلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا.
وفي الصين، فُرض حجر على مدينة بايسه التي تضم 3.5 ملايين نسمة والواقعة في جنوب الصين بعد ظهور إصابات بكوفيد، في وقت تنظم البلاد دورة الألعاب الأولمبية الشتوية.
وقال مجلس المدينة إنه اعتبارا من مساء الأحد، لم يعد بإمكان السكان مغادرة المنطقة. كما يُمنع أولئك الذين يعيشون في ما يسمى بالمناطق الخطرة (حيث تم اكتشاف حالات) من مغادرة منازلهم.
وسجلت المدينة الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر من الحدود مع فيتنام، الأحد 44 إصابة مؤكدة بكوفيد محلية العدوى. كما تم تسجيل عدد من الإصابات “المستوردة”.
وقالت السلطات إن السكان أخضعوا لفحوص في أعقاب تسجيل الإصابات.
هذا ويضرب متحور أوميكرون الأطفال بشدة أكبر مقارنة بالمتحورات الأخرى، حيث أدخل أطفالا في الولايات المتحدة إلى المستشفيات بأعداد أكثر مما كان عليه الوضع سابقا.
ويقول موقع “نيتشر” Nature العلمي المتخصص إن الأطفال قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمرض لأن الكثير منهم غير ملقحين، كما أن المدارس بقيت مفتوحة خلال هذه الموجة من الإصابات مقارنة بالموجات الماضية.
ويحاول العلماء معرفة السبب في أن أوميكرون قد أدى إلى المزيد من حالات الدخول إلى المستشفى بشكل غير متناسب لدى الأطفال، خاصة في الولايات المتحدة الأميركية.
وينقل الموقع عن، مايكل أبود، المتخصص في صحة النساء والأطفال في “كلية كينغز كوليدج”، في لندن، إن حدة المرض لدى الأطفال لا تختلف عن حدته لديهم بالنسبة للمتحورات الأخرى، أي أن أوميكرون لا يتسبب لهم بأعراض أكثر خطورة، على الرغم من زيادة نسبة الأطفال الذين يدخلون المستشفى بسببه، وخاصة الذين تقل أعمارهم عن سنة واحدة.
وبحسب الموقع فقد احتاج الأطفال إلى تدخلات طبية أقل، مثل أجهزة التنفس الصناعي والأوكسجين التكميلي.
وأحد التفسيرات المحتملة لإصابة الأطفال هو أن قابلية المتحور العالية للعدوى تقابلها عدم وجود مناعة تراكمية من التطعيم أو العدوى السابقة، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة للأوميكرون، مقارنة بالبالغين الذين حصلوا على اللقاحات.
ولم تأذن معظم البلدان بعد بلقاح كوفيد-19 للأطفال دون سن الخامسة، ولم يقدم البعض اللقاح بعد للأطفال دون سن الثانية عشرة.
وحتى في الولايات المتحدة، التي أذنت بتلقيح الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاما، فإن أقل من ثلث الأطفال في تلك الفئة العمرية تلقوا اللقاح.