الرسم الفني يحتل زوايا وأجنحة القرية العالمية بدبي – 2

دبي / سمير السعدي:
في الجزء الأول من هذا الموضوع ذكرنا أن تاريخ الرسم يعود إلى النتاج الصناعي للبشر ما قبل التاريخ ويمتد لكل الثقافات.. وهو يمثل تقليد مستمر من العصور القديمة على الرغم من انقطاعه بشكل دوري.. وتاريخ الرسم هو نهر مستمر للإبداع مستمر حتى القرن الواحد والعشرين وممتد عبر الثقافات والقارات من آلاف السنين وحتى أوائل القرن العشرين.. اعتمد في المقام الأول على الأشكال التمثيلية والدينية والكلاسيكية ثم اكتسب بعد ذلك نهجا أكثر تجريدية وفكرية.. وتتطابق تطورات الرسم الشرقي تاريخيًا مع تلك الموجودة في الرسم الغربي بشكل عام قبل بضعة قرون.. وكان لكل من الفن الأفريقي والفن الإسلامي والفن الهندي والفن الصيني والفن الياباني تأثير كبير على الفن الغربي والعكس صحيح.. وأن ت أقدم اللوحات المعروفة تعود إلى ما يقرب من 40000 سنة.. ويعتقد خوسيه لويس سانكديمريان من جامعة قرطبة بإسبانيا أن احتمالية رسم اللوحات البدائية بواسطة الإنسان البدائي أكثر من البشر الأوائل.. ويُعتقد أن الصور الموجودة في كهف شوفيه في فرنسا تعود إلى حوالي 32000 عامًا وهي منقوشة ومطلية باللون الأحمر المغري والصباغ الأسود.. وتُظهر الخيول، ووحيد القرن والأسود والجاموس والماموث، أو بشر يصطاد في كثير من الأحيان الصيد.. وهناك أمثلة لرسومات الكهوف في جميع أنحاء العالم في فرنسا، والهند، واسبانيا، والبرتغال، والصين، وأستراليا، وغيرها.
وقدمنا مختصرا موجزا لتاريخ الرسم وبدء ظهوره.. وما دفعني إلى ذلك ملاحظتي انتشار الرسم والرسامين في ساحات القرية العالمية من كل حدب وصوب.. لرسم الضيوف بطرق كثيرة ومختلفة إما رسما عاديا أو رسما كاريكاتيرا أو بأساليب أخرى.. أو يقومون برسم لوحات تراثية أو لوحات طبيعبة.. وكل ذلك لينثروا البهجة والمتعة لضيوف القرية العالمية وليحتفوا معهم في عالم مليء بالذكريات يظل ويدوم في ذاكرتهم حتى موسم جديد مع الكثير من الروائع.. وكان لابد من محاورة بعض منهم لنعرف ماذا يقدمون لضيوف القرية العالمية.. وتم الكتابة عن بعض الرسامين والفنانين التشكيليين الذين يحتلون بعض زوايا القرية العالمية وفي بعض أجنحتها, وتمت الكتابة عن فنونهم وحكاياتهم وبعض من سيرتهم مع الفن التشكيلي.. وهنا في الجزء الثاني نكمل المسيرة ونعرض عن بعض آخر من هؤلاء الفنانين.
= كمال محيي.. فنان عراقي بجناح العراق, والفن الراقي التشكيلي الذي يشتهر به نسبة لا بأس بها من العراقيين, وهو فنان رسام ومهندس كهربائي سخر الفن للتعبير عن مكنوناته منذ الصغر كهواية حلوة, ومنذ عام 1999 مارس الفن كمحترف ويتركز ‘نتاجه الفني من اللوحات على الفولكلور العراقي حيث يطلب منه كثيرا من زبائنه ومحبيه علما بأنه يستطيع رسم أي شيئ تقع عليه عيناه وكل ما يخطر على البال.. شارك بلوحاته في معارض عديدة ببغداد وهو يمتلك جاليري فني خاص بلوحاته ويعرض في لوحات زملاء آخرين الذين يعملون معه ويقوم ببيع لوحاته ولوحاتهم في الجاليري, وحاليا هو بالقرية العالمية بدبي يلبي طلبات الضيوف باللوحات الخاصة ويقوم برسم كل ما يطرؤ على خاطره ويعرضه للبيع على ضيوف القرية العالمية.
= وطارق عمر.. فنان مصري ومقيم بإمارة الشارقة وعضو في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية بالشارقة, بدأ الرسم كهواية وهو في المرحلة الابتدائية وكان من المتميزين في حصة الرسم مما جعل أساتذته يشجعونه, وكانت والدته المشجع الأول له بشراء كل ما يلزمه من ألوان ومواد أخرى للرسم.. وبدأ الاحتراف وهو في الثامنة عشر وبدأ بعمل لوحات طبيعية ويقوم ببيعها, وبدأ يبحث في الشبكة العنكبونية عن الرسامين الفنانين المشهورين الأكاديميين ويتعرف عليهم ويتواصل معهم لاكتساب الخبرة منهم التي كانت تنقصه.. شارك في عدة معارض فنية للرسم التشكيلي آخرها كان في أم القيوين, وكان لديه النية لعمل معرضا كبيرا بمناسبة مئوية الشيخ زايد طيب الله ثراه بعشرين لوحة تمثل المراحل العمرية للشيخ زايد ولكنه لم يجد يقدم له الدعم.. وهو الأن في القرية العالمية بالجناح المصري يقوم بعمل لوحات وبورتريهات لضيوف القرية العالمية حسب رغبتهم وطلباتهم.
= وراجيف كومار.. فنان هندي بدأ ممارسة فن الرسم وعمره سبعة أعوام كهاوي ثم بدأ الإحتراف وهو في العاشرة من عمره, أقام معرضا للوحاته ورسوماته في الهند.. وهو يقيم في دبي ستة أشهر كل عام ثم في الهند الستة أشهر التالية لأنه يعمل مع الشرطة الهندية في رسم الصور المتهمين والمشبوهين للقبض عليهم.. وفي رأيه أن الفنون في دبي في نمو مطرد لذلك فهو يحاول الآن تنظيم وإقامة معرض في دبي يعرض فيه أعماله الفنية, والآن هو في القرية العالمية بدبي يلبي طلبات الضيوف من لوحات أو بورتريهات أو كاريكاتير.
= وإيرنجو.. من كينيا ويشارك في منذ عشرة أعوام بالجناح الأفريقي بالقرية العالمية.. هو رسام وفنان أفريقي, بدأ الرسم وعمره 12عام وعلم نفسه بنفسة كان يرسم نفسه وأسرته, ولم يتلق أي تعليم أكاديمي للرسم وأخيرا أتقن فن الرسم, وبدأ الاحتراف وعمره 20 عاما وكان يقوم برسم المناظر والمشاهد الأفريقية والحيوانات الأفريقية بمختلف أنواعها وأيضاً الوجوه الأفريقية للرجال والنساء مبيننا فيها التفاصيل والتقاطيع والقسمات الأفريقية ويرسم لوحات وبروفايلات بمختلف المعاني للمرأة الأفريقية وهي تحمل جرار الماء أو وهي تزرع الأرض أو تحصد المحاصيل, أيضاً أمومة المرأة الأفريقية التي تعبر عن تعامل المرأة مع أطفالها بكل الحنان والحب, رسومات للأكواخ الأفريقية المختلفة حسب المستعمل لدي القبائل الأفريقية المختلفة, وكان يبيع كل هذه اللوحات لينفق على نفسه ولشراء ما يحتاجه للرسم,.. وهو الأن في القرية العالمية التي شارك فيها منذ عام 2009 وحتي الآن في جناح أفريقيا ويقوم ببيع ما أنجزه من لوحات لضيوف الجناح والقرية العالمية أو يلبي طلباتهم بما يريدونه من الرسومات واللوحات الأفريقية المميزة.
= وأخيرا حسين جاسم.. فنان تشكيلي بجناح لبنان ورسام يعرض ويبيع لوحاته الفنية ولوحات مجموعة أخرى من الرسامين, والذي بدأ ممارسة الفن كهاوي وهو في العاشرة من عمره درس في مهدا للفنون الجميلة ثم التحق بكلية الفنون الجميلة ليثق الهواية بالدراسة, بدا الاحتراف منذ التحاقه بكلية الفنون الجميلة, ويركز في رسوماته على الخيول العربية مظهراً جمالها ورشاقتها, شارك برسوماته في معارض كثيرة محلية وخارجية وخاصة في في معهد الثقافة الفرنسي.