وسط توتر الأزمة الأوكرانية وقرع طبول الحرب مع حشد قوات عسكرية على جانبي الحدود، كشف البيت الأبيض عن خطة لمساعدة الآلاف من الأميركيين الذين من المحتمل أن يفروا من أوكرانيا إذ تعرضت لغزو روسي.
فقد وافق البيت الأبيض على خطة البنتاغون للقوات الأميركية في بولندا، حيث تحاول إدارة الرئيس جو بايدن تجنب الإجلاء الفوضوي الذي جرى في أفغانستان قبل أشهر، وفق تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
وأوضح مسؤولون أميركيون أن حوالي 1700 جندي من الفيلق 82 المحمول جواً الذين نشروا في بولندا لتعزيز هذا الحليف سيبدأ في الأيام المقبلة في إقامة نقاط تفتيش ومعسكرات خيام ومنشآت مؤقتة أخرى داخل حدود بولندا مع أوكرانيا استعداداً لخدمة الأميركيين القادمين.
كما أضاف المسؤولون أن القوات غير مصرح لها بدخول أوكرانيا، ولن تقوم بإجلاء الأميركيين أو القيام بمهمات جوية من داخل أوكرانيا.
وبدلاً من ذلك، أشاروا إلى أن المهمة ستكون توفير الدعم اللوجستي للمساعدة في تنسيق إجلاء الأميركيين من بولندا، بعد وصولهم إلى هناك من كييف وأجزاء أخرى من أوكرانيا، عن طريق البر ودون دعم عسكري أميركي على الأرجح.
وقالوا إن ما يقرب من 30 ألف أميركي موجودون في أوكرانيا، وإذا هاجمتهم روسيا، فمن المحتمل أن يرغب بعضهم بالإضافة إلى الأوكرانيين وغيرهم في المغادرة بسرعة.
إلى ذلك، أشار المسؤولون إلى أن ما يلوح في أفق التخطيط الحالي بشأن أوكرانيا هو ذكرى الإجلاء السريع لأكثر من 100 ألف أميركي وأفغاني الذي قامت به القوات الأميركية والقوات المتحالفة في كابل في أغسطس الماضي.
فبعض القادة العسكريين أنفسهم الذين كانوا جزءاً من مهمة كابل يقودون الآن الجهود الأميركية حول أوكرانيا.
وقال مسؤول دفاعي إن “كل من عاش الإجلاء من أفغانستان شعر أنه كان رائعاً ولكنه فوضوي أيضاً، لذلك لا نريد انسحاباً فوضوياً من أوكرانيا”.
في موازاة ذلك، أوضح مسؤولون آخرون أن تخطيط الإجلاء أمر حكيم بغض النظر عن التجربة الأفغانية، التي قال مسؤولون أميركيون إنها طرحت مجموعة مختلفة من التحديات عن أوكرانيا.
ويعد الاستعداد للإجلاء من بين العديد من المهام المحتملة الموكلة للقوات التي بدأت الولايات المتحدة نشرها الأسبوع الماضي، في دول الناتو، لا سيما أولئك الأقرب إلى روسيا وأوكرانيا.
بالإضافة إلى القوات من الفرقة 82 المحمولة جواً في بولندا، يُنشئ الفيلق الثامن عشر المحمول جواً التابع للجيش الأميركي أيضاً مقراً لفريق عمل في ألمانيا بينما يتم إرسال وحدة تابعة للجيش من الناقلات إلى رومانيا.
يشار إلى أن روسيا عززت قواتها على طول الحدود الأوكرانية منذ أشهر، وقال مسؤولون غربيون إن الغزو قد يأتي في غضون أسابيع، في حين قال الكرملين إن روسيا لا تخطط لغزو أوكرانيا.
وتمتلك روسيا حالياً ما يقرب من 100 ألف جندي بالقرب من أوكرانيا، بالإضافة إلى قوات إضافية تجري تدريبات في بيلاروسيا وتنتشر في البحر الأسود.
كما يقدر المسؤولون الأميركيون أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لديه 70% من القوات التي يحتاجها لشن غزو واسع النطاق.