مرئيات

((يا حبيبي وحشتني))

بقلم: محمد عوض الجشي

ما ان جلس أبو العبد على كرسيه المعتاد في مقهى الهنا، حتى ناوش أبى صطيف قائلاً بصوت جهوري (الحقني رجاء الحقني) أنا في حيرة من امري وعثرة يا صاحبي…
مسافة الطريق ,أبو صطيف يترجل من السيارة هائما محتارا، يغلي صدره كمرجل. زفراته تعلو ثم تدنو وتعلو…..اجلس يا العبد، هاك كوب من الليمون برتقالي احمر ارجواني طبيعي مائة في المائة. يفور دماً السكر ذرات فطرية.. حسناً.. دعنا من البرتقاليات والليمونيات والعفويات …ودعنا أيضاً من (البروتوكولات)وغيرها من المٌسَلِمات وما يشابهها…بلى مللنا من الخزعبلات والترهات والطقطقات…لكن اخبرني ماذا في الأمر. وما الخَطبْ .كما تراني هرعت صوبك في الحال وتركت القيل والقال وطق الحنك والسجال…لكن مهلا أبو العبد…ربما لم أطفيء محرك السيارة. .فلا بأس أن امضى للتأكد بنفسي ..حمدا لله المحرك ساكن اتعبته المشاوير و الفذلكات الفارغة والدوران من دوران..لكنني أقولها بمليء فمي من تلك اللحظة سوف اتعاطف مع موتور السيارة. و ليأخذ حظه من الهدوء والسكينة. ما هذا يا أبا صطيف جئت تسمعني أو تشاكسني. ما دخل الموتورات والسيارات وأفكار الخزعبلات…!
آه يا أبا صطيف. ليت ذاك حلما الذي اسرده لك. ليته خيال. ليته شطحات أفكار..ليته غمضة عين يطول مسارها…. حسنا. (خٌش) في الموضوع على طول. والله هذا الشيء غير معقول. اسرد ما يعتريك وما يعتمل في رؤياك.. (وشوشتني) كما يقول هاني شاكر…أجل يا صاحبي أصلها (يا حبيبي وحشتني…) وهاًنذا متوجس ،متوحش. من ذاك الصنيع. ..على رسلك .امرى الى الله جل وعلا. المهم ماذا في الأمر. وماهي الحكاية. قلها بربك . لا تحفز اعصابي. ولا تناوش افكاري…أصبحت في عٌمرِّ لا أحتمل الازعاج أو شيء من فذلكة ..نعم باعدت عن كاهلي طيش الشباب والتهور ومناكفة الأصحاب.
اسمع يا أبا صطيف. انت تعلم انني مديرٌ على ورق. وديدني (انا المستشار المعروف والمدير المكشوف) أصد أن مكتبي بابه مفتوح للمراجعين والموظفين) وامتاز باختياري الموظفين الأكفاء والعاملين الخٌلص .لكن فوجئت امس من قبل بعض الإدارات والمسؤولين الذين لهم سلطة وباع فرض موظف علينا وان يعمل في القسم الذي أقوم بالإشراف عليه ….هو دون كفاءة ومن يصنفه ليس له موضع في الاعتبارات الملكية المكللة بالخبرة والشهادة العلمية والمؤهل الدراسي وغيرها. حتى أنه لا يحسن صياغة أعمال المكاتب العديدة المتنوعة..ولا يعرف من الكمبيوتر إلا اسمه وشكله. ان تحدث تشعر أنه لغة الكلام لديه يعتريها الهذيان والغموض واللبس ..إن حدثته عن الخبرة والتحصيل العلمي.يلتفت يمينا ويسارا ،ثم يردف هل ما فتيء البعض يقوم بالإحصاء والتمحيص وامهار الأختام. والسلام ختام…. قل لي بربك ماذا تفهم من هذه السفسطة.. .ماذا أنا فاعل يا صاحبي . وبماذا تنصحني . رجاء. هذا كابوس أصبح يلازمني حتى في عز الاحلام. إن أخذت كأس ماء أرى طيفه يتراءى في الماء. وان تنفست الهواء أرى شبحا يلوح في السماء. أظنها يا صاحبي الواسطة و(كرت غوار) له السحر وله المكانة وفن القفز فوق الرقاب…أليس هذا يا صاحبي..بربك ما هذا الصنيع وما سر هذا الافتعال وكنه تلك (الشقلبة) حقا كأننا نشاهد السيرك الخفي .والعاب البهلوان وفقاقيع الصابون والبسة (نصف كم)..
لا عليك ابى العبد. أرى الموضوع سهل لدي خطة محكمة لا استطيع فكاكها حالياً. هلم معي الآن لنمارس لعبة المشي ودع الأيام تمشي وهي كفيلة في حل اية معضلة في هذه المعمورة.
طيب ما عساي ان أفعل.! هل أتقدم في عريضة (استقالة) واترك الحبل على الغارب. سامحك الله يا أبا صطيف. فعلها غيري. وتم استلام المهام الى الشخص المعني بعينه صاحب الواسطة .حتى أنه شوهد . اذ تنداح من بين جيوبه (وريقات صغيرة) سميكة..مكتوب عليها . أنا أنا دعوني أنا المسؤول أنا هنا المدير انا يا أنا يا أنا..وبعد ماذا..بين ليلة وضحاها اعتاد جميع الموظفين احتساء الشوربة…لحظة أبو صطيف. ام العبد تهاتفني ((يا حبيبي وحشتني – وعليك وغوشتني))

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى