الإمارات وتركيا.. علاقات استراتيجية ومتنامية

تشكل الزيارة المرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات، غداً الإثنين، خطوة مهمة على طريق تعزيز العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين دولة الإمارات وتركيا ونقلها إلى مستوى أكثر تقدماً.

وشهدت العلاقات الإماراتية التركية في نهاية 2021 نقلة نوعية تزامنت مع زيارة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لتركيا، تلبيةً لدعوة الرئيس التركي، لتكون هذه الزيارة محطة رئيسية في مسيرة تعزيز العلاقات بين البلدين، والتي ترتكز على المصالح المشتركة بينهما.

الرؤية الحكيمة
وبفضل الرؤية الحكيمة لقيادة دولة الإمارات، وحرصها الدائم على بناء علاقات إيجابية مع دول العالم كافة، وتعزيز التعاون في المجالات المختلفة، أصبحت الدولة وجهة سياسية واقتصادية حيوية جاذبة على خريطة العالم تستقبل بحفاوة على أرضها القيادات السياسية الإقليمية والدولية، وتسعى إلى تبادل وجهات النظر معهم حول مختلف القضايا، بما يحقق الاستقرار والازدهار للجميع.

وتشهد العلاقات بين دولة الإمارات وتركيا تطوراً مستمراً في العديد من القطاعات الحيوية، ويعكس هذا التطور حرص قيادتي الدولتين على تطوير العمل المشترك، والتطلع إلى المزيد من فرص التعاون الثنائي، بما يحقق التنمية والازدهار للبلدين وشعبيهما.

وتحرص قيادتا الدولتين وممثلو حكومتيهما على تبادل الزيارات لدفع العلاقات الثنائية نحو آفاق جديدة واسعة من التعاون المثمر بين الجانبين.

ازدهار المنطقة
وتؤمن قيادة دولة الإمارات بأن تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين لن يسهم فقط في الحفاظ على المصالح المشتركة، ولكنه يعزز أيضاً ازدهار المنطقة، وتحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين.

وشهدت الفترة الماضية توقيع العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية، ومذكرات التفاهم بين البلدين لتعزيز التعاون الثنائي، منها 10 اتفاقيات ومذكرات تعاون أمنية، واقتصادية، وتكنولوجية.

ويشكل الجانب الاقتصادي أحد أبرز ركائز التعاون المتنامي بين البلدين، حيث تعود نشأة العلاقات الاقتصادية القوية بين الإمارات وتركيا إلى فترة تأسيس الاتحاد أخذة في التطور والنمو عبر السنوات.

اتفاقيات التعاون
ففي 1984 وقعت الدولتان اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني، تبعتها عدة اتفاقيات عززت التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وبلغت قيمة التجارة بين البلدين في النصف الأول من 2021 أكثر من 26.4 مليار درهم بقفزة نمو بلغت 100% مقارنة مع الفترة نفسها من 2020.

وأعلنت دولة الإمارات أخيراً تأسيس صندوق استثمار بـ 10 مليارات دولار أمريكي في تركيا يركز على الاستثمارات الاستراتيجية، وعلى رأسها القطاعات اللوجستية، ومنها الطاقة، والصحة، والغذاء.

وتشارك تركيا في إكسبو2020 دبي ويقع جناحها بمنطقة الاستدامة، وصمُم تحت شعار “صنع المستقبل من أصل الحضارات”.

الشراكة التجارية
وتأتي تركيا في المرتبة الـ 11 بين أكبر الشركاء التجاريين للإمارات، فيما تمثل الإمارات الشريك التجاري الثاني عشر لتركيا عالمياً، والشريك التجاري الأكبر لتركيا في منطقة الخليج.

ويوجد ما يقارب 400 شركة في تركيا مؤسسة برأس مال إماراتي، ويعتبر قطاع العقارات على رأس  الاستثمارات الإماراتية في تركيا، إلى جانب استثمارات كبيرة في المصارف، وتشغيل الموانئ، والقطاع السياحي.

الاستثمار الإماراتي
وبلغ إجمالي تدفقات الاستثمار الإماراتي إلى تركيا نحو 18.4 مليار درهم في نهاية 2020، فيما بلغ رصيد الاستثمارات التركية في دولة الإمارات حتى بداية 2020 أكثر من 1.3 مليار درهم.

وتركز الاستثمارات التركية على قطاعات البناء، والتشييد، والعقارات، والقطاع المالي والتأمين، والصناعة، وتكنولوجيا المعلومات.

وترحب الإمارات بزيارة الرئيس التركي المرتقبة عبر مجموعة من المظاهر الاحتفالية، منها عرض مرئي على واجهة برج خليفة، وإضاءة أهم المعالم والمؤسسات والمباني الأيقونية الإماراتية بألوان العلمين الإماراتي والتركي، إلى جانب تفعيل اللوحات الإلكترونية في الطرقات الرئيسية لاستعراض رسائل الاحتفاء بالشراكة بين البلدين.

المصدر-وكالة أنباء الإمارات