بشائر بهجة رمضان تعبق في جناح أم الدنيا بالقرية العالمية

دبي / سمير السعدي
مستلزمات الشهر الكريم يعتبرها الضيوف من الروائع فهذا يحقق شعار القرية العالمية في هذا الموسم “احتفلوا معنا في قلب الروائع”.. ومصر وخصوصاً قاهرة المعز الفاطمية لها خصوصية مختلفة, فهي تتميز عن باقي مدن وبلاد العالم الإسلامي خلال الشهر الكريم , فالحياة طوال الشهر ليلا ونهارا لها نمط خاص يجمع بين عالم التصوف والروحانية والتراحم فيظهر المجتمع في عالم جديد تذوب فيه كل المتناقضات والخلافات وتتقارب فيه النفوس قبل الأرواح, يعزف الجميع سيفونيه من الود والرحمه تعلو فيها كلمة “رمضان كريم”, ويظل رمضان الشهر سيد الموقف والحدث من حب ومودة وشعارات إسلاميه, لقمه هنيه تكفى ميه, افطر يا صايم.. ومآذن القاهرة والمدن والقرى تنادي وتكبر والمساجد لا تخلو من البشر ليلاً ونهاراً.. وهناك مقولة “إن من لم يرى ويصم رمضان القاهرة فلم يرى مصر بعد”, فعادات وتقاليد اهل مصر تخصهم فقط ولكن يشاركهم فيها كل وزائر والكل يندمج في خصوصيات وخصائص “رمضان المصريين” والغريب لا يشعر بالغربة في مصر.

في مصر يتحوّل الشارع المصري في رمضان مع ثبوت رؤية الهلال إلى احتفالية جميلة فتنشط حركة الناس في الأسواق لشراء مستلزمات رمضان المتعارف عليها, وتتزين البيوت والشوارع بكل أنواع الزينة, وبضجيج صوت الباعة والفوانيس الملونة, وما يزيدها جمالا وهي الجميلة منظر الأطفال حاملين معهم فوانيس رمضان التقليدية.. رمضان حقا يعيش شكلاً خاصاً في مصر التي لا تنام خصوصاً القاهره المستيقظة على مدار ساعات اليوم لا تغفل عينيها لحظه, الأبواب المغلقة تنفتح على مصر.. ومن بعيد يأتي وديع الصافي بصوته الجوهري مرددا..”عظيمه يا مصر يا أرض النعم .. يا مهد الحضارة يا بحر الكرم”.. ويتلاقى الأحبة مع انغام وصوت أم كلثوم كل ليله وهي تنشد “الليلة عيد, على الدنيا سعيد”, وتزداد عذوبة اللحن مع الأيام الأخيرة من رمضان.
ومن هذا المنطلق يقول السيد النشط إبراهيم جابر رئيس مجموعة ثري بي ومستثمر جناح المحروسة ان الجناح يحرص كل عام على أن تتوفر فيه مستلزمات رمضان من كل الأنواع لأن الجناح هو مقصد كل الضيوف لشراء هذه المستلزمات قبل حلول الشهر الكريم, لذا فهو يحاول تطبيق شعار القرية في هذا الموسم في الجناح للاحتفال مع الضيوف بكل الروائع وفي قلبها, ومستلزمات رمضان في رأيه هي من الروائع التي تهم الضيوف لما لرمضان من خصوصية لا توجد في أي شهر آخر.
ولو بحثنا في التاريخ لوجدنا أن مصر أم الدنيا هي السباقة في كل ما يخص الشهر الفضيل في كل شيئ, في الاحتفال بالشهر الكريم وفي كل مظاهره ومستلزماته.. ونورد بعضها على سبيل المثال:

= مدفع رمضان حيث تقول إحدى الروايات أنه أتى بالصدفة وتحكي وتقول أن “خوشقدم” والي مصر العثماني كان قد أمر عام 859 هجرية بتجربة أحد المدافع جاء هدية للسلطان من صديق ألماني وتزامن هذا مع موعد آذان المغرب في أول أيام رمضان فسمع المصريون دوي انطلاق دانات المدفع وظنوا أن السلطان استحدث هذا التقليد لإبلاغ الشعب بموعد الإفطار, وبعد الإفطار ذهب العامة له ليشكروه على هذا التقليد الجديد ولكن لم يجدوه ووجدوا زوجته الحاجة فاطمة, فطلبوا منها إبلاغه بشكرهم وأن يتكرر انطلاق المدفع كل يوم وفعلت ذلك, حتى أن الأهالي أطلقوا اسم “الحاجة فاطمة” على المدفع واستمر ذلك للآن.. وبقيت كلمة “مدفع رمضان أضرب” جملة شهيرة لا تغادر الوجدان وتلون قلوب الصغار بطعم الفرح والكبار بدفيء عبق رمضان الكريم..ومن مصر انتقل هذا التقليد الى الدول الغربية والإسلامية.
= المسحراتي.. على مر العصور ومع اتساع رقعة الدولة الإسلامية بدأ المسلمون يتفننون في أساليب التسحير, وظهرت وظيفة المسحراتي في مصر إبان عصر الدولة العباسية, ويعتبر والي مصر عتبة ابن إسحاق أول من طاف شوارع القاهرة ليلاً في رمضان لإيقاظ أهلها لتناول طعام السحور عام 835 هجرية فكان يخرج بنفسه ويسير على قدميه من مدينة العسكر بالفسطاط التي كانت عاصمة مصر آنذاك إلى جامع عمر بن العاص وينادي: “عباد الله تسحروا فإن في السحور بركة”, وبقيت هذه العبارة تدغدغ مسامع الصائمين طوال شهر رمضان.. ومن مصر انطلق تقليد المسحراتي الى كل الدول العربية والإسلامية.
= فانوس رمضان.. تاريخيًا استخدام الفراعنة الفانوس قبل 3 آلاف عام لإنارة المعابد والقصور حيث كان بصنع من الزجاج الملون والمطعم بالذهب والفضة, وبعد دخول الإسلام مصر وفي العهد الفاطمي بالذات لم إنتشر استخدام الفانوس بشكله المعروف حين أمر الحاكم بأمر الله بألا تخرج النساء ليلاً إلا إذا تقدمهن صبي يحمل في يده فانوس, ومنذ ذلك التاريخ تفنن الصناع المهرة في صناعة الفانوس وانتشر في أيدي الأطفال في ليالي رمضان ليصبح “تيمة رمضانية لا تغيب” وعنوانًا بارزًا على البهجة, وانشودة دافئة يحملها الأطفال وهم يجوبون الأزقة بغناء عذب لا ينقطع “وحوى يا وحوي أيوحة, رحت يا شعبان جيت يا رمضان أيوحه, بنت السلطان أيوحة, لابسه قفطان أيوحة”.. يهتف الصغار بهذه الأغنية وهم يجوبون شوارع وحارات مصر القديمة حاملين فوانيس رمضان لا يخطر ببالهم أنهم يتوارثون تقليدًا حميمًا يضرب بجدوره في عمق التاريخ وتحديدًا منذ مصر الفاطمية.. ومن مصر أيضا انتشر هذا التقليد للبلاد العربية والإسلامية.
= كعك العيد.. يعد الكعك من أبرز مظاهر الاحتفال بعيد الفطر في مصر، ويقال إن الفراعنة هم أول من عرفوه حيث كان الخبازون في البلاط الفرعوني يحسنون صنعه بأشكال مختلفة مثل اللولبي والمخروطي والمستطيل والمستدير وكانوا يصنعونه بالعسل الأبيض, ووصلت أشكاله إلى 100 شكل نقشت بأشكال متعددة على مقبرة الوزير خميرع في الأسرة الثامنة عشرة بطيبة وكان يسمى بالقرص وكانوا يرسمون على الكعك صورة الشمس.. وفى التاريخ الإسلامي يرجع تاريخ كعك عيد الفطر إلى الطولونيين حيث كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها “كل واشكر”، وأصبح من مظاهر الاحتفال بعيد الفطر. وتحول الكعك بمرور الوقت إلى عادة تحرص الأم المصرية على تقديمها للأسرة والضيوف في العيد، واصبح وجود الكعك في العيد في بيوت المصريين واحدا من مظاهر التراث, ومن مصر إنتقل هذا التقليد الى كل العالم العربي.
= العيدية.. يرى العديد من الباحثين أن العيدية عادة فرعونية غير مرتبطة بالعيدين سواء الأضحى أو عيد الفطر عند العرب المسلمين, وكانت تعبيراً عن عطف صاحب السلطة على الفقير والمرؤوس لتصبح عادة راسخة في المجتمعات العربية كلها وليس مصر وحدها واستمرت هذه العادة.
هذا قليل من كثير عن مظاهر وتقاليد الاحتفال بالشهر الكريم في مصر السباقة في هذه المظاهر والتقاليد.. وتبقى مصر المحروسة ام الدنيا وتبقى القاهرة بخصوصيتها الرمضانية تخلق حياة متجددة على مدى ساعات اليوم طيلة شهر رمضان, وتلك السمة أو ظاهرة التي تكون اقل كثافة في الأيام العادية طوال العام.. والآن ندخل جناح أم الدنيا لنتعرف على هذه البشائر وتواجد هذه المستلزمات,
= نبدأ بمستلزمات الزينة والأدوات الرمضانية والطيب الأسواني الذي يعرض الكثير من هذه المستلزمات مثل: فوانيس رمضان وأشكالها وانواعها ومقاساتها ومنها ما هو من الصفيح والزجاج العادي أو المعشق ومنها ما هو من قماش الخيامية وهي تضاء بالكهرباء أو بالشموع.. وزينة رمضان من قماش الخيامية والتي تعلق في البيوت وفي الشوارع وبأحجام حسب المكان.. ومفارش الطاولات المستديرة والمربعة والمستطيلة وبمقاسات مخلفة مزخرفة بأشياء رمضانية كالفوانيس والأهلة وأهلا رمضان, والمفارش منها ما يعلق على الحوائط ومنها ما تغطى به سفرة الإفطار لتعطي الصائمون جو رمضان الكريم.. وأباريق الشاي وكاسات الماء والقهوة والشاي الزجاجية ووابور التجهيز والصينية الخاصة لكل ذلك, والمزخرفة بالأشكال الرمضانية المبهجة لتضفي للصائم فرحة رمضان وبهجته.. حتى أطباق الخبز تم عملها مزينة بالأشكال الرمضانية أيضا وبتصاميم وأشكال مختلفة.. وغيرها الكثير والكثير التي تحمل شعارات وزخارف رمضان المبارك مثل نماذج عربة صناعة الكنافة وأيضا القطايف , وعربة وقدور الفول لزوم السحور وعربة الترمس والطبلية التي تتحلق حولها الأسرة في الأرياف, وهناك سلال النفايات, وطبول المسحراتية, والشخصيات الكرتونية الرمضانية التي يعشقها الأطفال والكبار, والطرابيش وحوامل مكسرات وحلويات وفواكه رمضان, وأغطية الخداديات برسوم وأشكال رمضانية, وتعليقات الزينة لتتدلى فوق موائد الإفطار بأشكال وتصاميم متعددة, وحبال الإضاءة التي تحوي يمبات صغيرة بأشكال رمضانية.. كل هذا وذاك وذلك مزين ومزخرف ومنقوش بالأشكال الرمضانية المختلفة التي تضفي البهجة والفرحة للصائم وتجعله يعيش في قلب الروائع محتفلا بها.
= ثم مشروبات وحلويات وتسالي رمضان وناجي أبو المكارم وعرفات هلال.. يعرضان مشروبات وحلويات وتسالي تتعلق بشهر رمضان المبارك, والمشروبات مثل الكركدية والدوم والخروب والسحلب والسوبيا والحلبة والعرقسوس والتمر هندي, وهذه هي المشروبات التي يتناولها الصائم المصري أثناء وبعد الإفطار والتي أنتقلت الى كل الدول العربية والإسلامية.. ثم الحلويات الخفيفة مثل المشبك وبودرة عجين القطايف والبسبوسة, والعسلية والفولية والسمسمية والحمصية والمديدة.. وأخيراً المسليات بأنواعها والتي يتسلى بها الصائم المصري بعد الإفطار أثناء مشاهدة المسلسلات التليفزيونية الرمضانية, وهي مثل اللب المصري وبزر القرع وبزر عباد الشمس والبزر الخشابي وبزر الشمام, وأيضاً الفول السوداني بكل أنواعه, والحمص المحمص بأشكاله وأحجامه.
هذه هي بشائر مستلزمات رمضان التي يعرضها جناح مصر المحروسة لضيوف القرية العالمية الذين تعودوا على شراءها كل عام من جناح مصر, المستلزمات التي يحرص الجناح على إحضارها وعرضها للضيوف كل عام ليبعث فيهم فرحة وبهجة رمضان المبارك وليجعلهم يحتفلون معا في قلب روائع الشهر الفضيل من خلال القرية العالمية..