وام/ أكد صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، على أهمية البحث العلمي باعتباره مرتكزاً أساسياً وجوهرياً لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة في رأس الخيمة ودولة الإمارات والعالم أجمع.
جاء ذلك خلال حضور صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، افتتاح فعاليات “ورشة العمل الدولية للمواد المتقدمة” بدورتها الثالثة عشرة والتي ينظمها “مركز أبحاث رأس الخيمة للمواد المتقدمة” في فندق “والدورف أستوريا” بالإمارة.
وقال سموه في كلمة بمناسبة افتتاح الحدث العلمي: “الاكتشافات العلمية دعامة رئيسية للتطور والازدهار الإنساني، والطريق الأمثل لتحقيق النمو والتنمية والرخاء الشامل، ولها دور مهم في الارتقاء بجودة حياة الإنسان.
البحث العلمي يأتي في صدارة أولويات رؤيتنا الاستراتيجية الطموحة لصناعة مستقبل مشرق وأكثر استدامة لأجيالنا القادمة”.
وأضاف سموه: “رأس الخيمة حريصة على تمكين العلماء والمجتمع العلمي، وتعمل على إيجاد البيئة المناسبة لهم للمضي قدماً في تقديم ابتكارات واكتشافات جديدة من شأنها خدمة الإنسان، كما نسعى لتشجيع الشباب على تبني العلوم، باعتبارها الحل الأنسب لتخطي التحديات العالمية التي نواجهها”.
وأعرب سموه عن سعادته بحضور ودعم هذه الورشة العلمية المتميزة على مدى الأعوام الماضية، مؤكداً أنها أصبحت اليوم حاضنة لنخبة من أبرز العلماء والباحثين في مجال المواد المتقدمة، ومنصة مهمة لتبادل الأفكار والمعلومات العلمية المثمرة التي قد تؤدي إلى اكتشافات استثنائية لخير الإنسان.
وشهدت بداية فعاليات الورشة، إلقاء سعادة عمر سيف غباش، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون الثقافية والدبلوماسية العامة، محاضرة بعنوان “توجهات شبابية”.
وخلال دورة هذا العام، سيتم منح جائزة “الشيخ سعود العالمية لعلم المواد” لأحد العلماء ممن قدموا إسهامات كبيرة في مجال “علم المواد”.
وتحمل الجائزة اسم صاحب السمو حاكم رأس الخيمة، عرفاناً لدعمه المتواصل للحدث العلمي، وتقديراً لتشجيعه للعلوم والأبحاث العلمية، وحرصه والتزامه الدائمين على تعزيز “علم المواد” في دولة الإمارات والمنطقة والعالم.
وستمنح الجائزة إلى السير أنتوني تشيثام، أستاذ الأبحاث في جامعة كاليفورنيا في سانتا باربارا بالولايات المتحدة الأمريكية، والأستاذ الزائر المتميز بجامعة سنغافورة. وهو أحد أبرز علماء الكيمياء المختصين بمجال علم المواد في العالم، ورئيس “مركز أبحاث رأس الخيمة للمواد المتقدمة” منذ تأسيسه في عام 2007.
وتهدف “ورشة العمل الدولية للمواد المتقدمة 2022″، التي تحظى بدعم صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، منذ عدة أعوام، والتي تعقد في الفترة من 20 إلى 22 فبراير الجاري، إلى مناقشة آخر التطورات الحاصلة في مجال “المواد المتقدمة”، وهي مواد تكتشف حديثاً أو يتم تطويرها، وتمتاز بفوائد علمية هائلة في العديد من القطاعات مقارنة بالمواد التقليدية التي نعرفها، وتعتبر هذه المواد أساس الكثير من التقنيات الناشئة.
وتشهد الورشة في دورتها لهذا العام تواجد نخبة من العلماء والمختصين، ويشمل جدول المحاضرات والجلسات فيها مشاركة 22 عالما وباحثا مختصا بمختلف مجالات المواد المتقدمة، من بينهم عالمان حاصلان على “جائزة نوبل العالمية”، حيث سيناقشان الأبحاث التي قد يكون لها تأثير كبير في تطوير نماذج متنوعة من الطاقة النظيفة والمتجددة، وفي “الطب النانوي” لتحسين العلاج والتشخيص، إلى جانب إيجاد حلول مستدامة للحفاظ على بيئة صحية ونظيفة.
كما يلقي البروفيسور برنارد لوكاس فيرينغا، الحائز على جائزة نوبل للكيمياء في 2016 لأبحاثه في “الآلات الجزيئية”، “المحاضرة السنوية الرابعة” المخصصة لتكريم العالمة الراحلة “ميلدريد دريسلهوس” التي كانت عضواً مؤسساً في مجلس إدارة “مركز أبحاث رأس الخيمة للمواد المتقدمة” إلى أن وافتها المنية في فبراير 2017. ومن ضمن المشاركين خلال دورة هذا العام أيضاً البروفيسور أندرية جيم، الحائز على جائزة نوبل في الفيزياء في 2010، والذي ألقى “المحاضرة السنوية الثالثة” في دورة العام 2020.
وبمناسبة افتتاح الورشة قال مايكل كلاين، عضو مجلس إدارة “مركز أبحاث رأس الخيمة للمواد المتقدمة”، عميد قسم التكنولوجيا والعلوم في جامعة “تمبل”، بمدينة فيلادلفيا في الولايات المتحدة الأمريكية: “نتوجه بجزيل الشكر إلى صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، لدعمة وكرمه واهتمامه اللامحدود، ونهنئ السير أنتوني تشيثام، على فوزه بهذه الجائزة المرموقة التي توجت إسهاماته الكبيرة في مجال “المواد غير العضوية. يعد السير أنتوني من علماء الكيمياء البارزين، وهو خبير عالمي في مجال المواد المتقدمة، وقد تمكن بفضل علمه من نشر 700 ورقة بحثية في هذا المجال، استخدمت معلوماتها في أكثر من 60 ألف كتاب أو دورية علمية أو محاضرات جامعية، ويشتهر كثيراً بابتكار المواد الكيميائية الجديدة لخدمة الإنسان والإنسانية”.
يذكر أن “ورشة العمل الدولية للمواد المتقدمة” أصبحت اليوم من الأحداث العلمية الدولية البارزة، حيث يحرص علماء “المواد المتقدمة” على حضورها.
وقد تم العمل على تطوير برامجها ومحاضراتها وجلساتها العلمية المكثفة لتكون حاضنة لعلماء المستقبل. ويتم في كل دورة، دعوة أكثر من 100 من العلماء الشباب من دولة الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، للمشاركة في فعاليات الحدث العلمي المتميز، وتقدم خلالها محاضرات خاصة لطلبة الثانوية من مواطني الدولة.