أكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، أن حكومة دولة الإمارات بقيادة وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتومنائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، تتبنى توجهات واضحة تقوم على تعزيز التعاون وتفعيل أطر الشراكات الهادفة لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة، من خلال تبادل المعرفة والخبرات والتجارب الناجحة مع دول المنطقة، لتطوير القدرات والكوادر الحكومية وابتكار أفضل الممارسات بالاستفادة من تجربة حكومة الإمارات في التطوير والتحديث الحكومي.
جاء ذلك، خلال لقاء معاليها عدداً من كوادر وزارة المالية في حكومة دولة الكويت، المشاركين في البرنامج التدريبي “التخطيط التنظيمي”، الذي أطلقته كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية بهدف بناء قدرات نخبة من موظفي وزارة المالية بدولة الكويت، وإمدادهم بالمعارف والمهارات والخبرات، ضمن خمسة محاور أساسية تتضمن الإدارة العامّة، والتخطيط، والتوجهات الإدارية الحديثة، وإدارة الموارد المؤسسية، والتميز المؤسسي.
وقالت عهود الرومي إن المستقبل يتطلب من كل موظف حكومي أن يعيد بناء قدراته بما يتواءم مع مهارات المستقبل مثل التفكير الابتكاري والمهارات التكنولوجية وإدارة البيانات وغيرها، وإن حكومة دولة الإمارات تمكنت من بناء تجربة ريادية في رفع مهارات الكفاءات والكوادر الحكومية وتمكينها بمهارات المستقبل، وتعزيز قدرات الجهات على أسس المرونة والجاهزية، مشيرة إلى أن حكومة دولة الإمارات حريصة على مشاركة معارفها وخبراتها وتجاربها مع مختلف الحكومات الساعية لتطوير نماذج عملها.
وأضافت وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل أن التطورات التكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم، تمثل أداة رئيسية لدعم جهود الحكومات في تطوير نماذج عمل قائمة على الابتكار والإبداع، وتمكينها من بناء الفرص وابتكار الحلول لتحديات القرن الواحد والعشرين.
ورحبت بكوادر وزارة المالية الكويتية المشاركين في البرنامج التدريبي، وأشادت بالدور المهم لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية كشريك رئيسي لحكومة دولة الإمارات في ابتكار الجيل الجديد لحكومات المستقبل، وتعميم المعرفة الحكومية وبناء القدرات والإمكانات، وتوسيع مدى الشراكات البناءة داخل دولة الإمارات وخارجها.
شارك في إطلاق البرنامج الجديد، سعادة الدكتور علي بن سباع المري الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، والدكتور يسار جرار عضو مجلس أمناء الكلية، والبروفسور رائد عواملة عميد كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، وعائشة سلطان الشامسي مدير إدارة برامج التعليم التنفيذي، وعدد من قيادات الكلية.
ويأتي البرنامج التدريبي ضمن جهود كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية لتأهيل الكوادر العاملة في مختلف الجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة في الإمارات وعلى مستوى المنطقة من أجل الارتقاء بالكوادر القيادية ورفدهم بمختلف الخبرات والتجارب العالمية في مجالات العمل الحكومي والخاص، والمساهمة بذلك في مسيرة التنمية والتطور التي تشهدها المنطقة على كافة المستويات.
وقال سعادة الدكتور علي بن سباع المري إن كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية تقدم نموذجاً متفرداً يعكس رؤى وتوجهات القيادة الرشيدة الرامية إلى استشراف المستقبل القائم على الابتكار، وتحرص الكلية من خلال برامجها التدريبية على نشر تجربة دولة الإمارات الرائدة للمنطقة، وكذلك تبادل الخبرات والمعرفة مع مختلف الكوادر القيادية في المؤسسات الحكومية والخاصة. ويعد برنامج “التخطيط التنظيمي” ثمرة تعاون ممتد بين الكلية ووزارة المالية بدولة الكويت الشقيقة، ويمثل في الوقت نفسه فرصة مهمة لطرح أحدث الرؤى والخبرات التي تعكس بيئة عمل دبي القائمة على الإدارة الحكيمة والجاهزية الدائمة ونقلها لموظفي وزارة المالية”.
وأضاف سعادته: “نأمل أن يكون البرنامج التدريبي خطوة نحو المزيد من البرامج المثمرة في المستقبل، حيث تقدم كلية محمد بن راشد العديد من التجارب العالمية الناجحة في الإدارة الحكومية والحوكمة وترسيخ منهج قائم على الابتكار في إدارة منظومات العمل من أجل تعزيز جاهزية مختلف المؤسسات والهيئات في القطاعين الحكومي والخاص ودعمها في تنفيذ كافة خططها الاستراتيجية. ونتعهد على المضي قدماً في تطوير برامجنا كي تواكب كافة المتغيرات العالمية ومعالجتها وفق رؤية علمية تساهم في ازدهار حكومات المنطقة”.
ويتضمن البرنامج التدريبي 5 محاور استراتيجية هي الإدارة العامّة الحكومية، والتخطيط في المؤسسات الحكومية، والتوجهات الإدارية الحكومية الحديثة، وإدارة الموارد المؤسسية، والتميز المؤسسي.
ويتضمن محور الإدارة العامّة الحكومية، الذي يقدمه البروفسور رائد عواملة، تطور مفهوم الإدارة الحكومية من الحكومة التّقليدية إلى الحديثة مروراً بالجديدة، والتطورات التي ساهمت في تغيير مُمارسات القطاع الحكومي، وأساليب الإدارة الحكوميّة الحديثة ونظريّاتها ومناهجها، وقيادة الدولة والمجتمع في الألفية الجديدة والتوجه نحو الحوكمة المتجددة. ويهدف إلى تحديد مفهوم الإدارة الحكومية الحديثة، والتعرف على المدارس الفكريّة في الإدارة الحكومية، وتعزيز الوعي بمراحل تطور الإدارة الحكوميّة الحديثة، والتّعرف على أهم المعطيات المرتبطة بتطوّر الإدارة الحكومية، ودراسة الحوكمة المُتجدّدة وأهم التّحديات للإدارة الحكوميّة في الألفية الثّالثة.
أما المحور الثاني “التخطيط في المؤسسات الحكومية”، فيتناول مفهوم التخطيط الإداري التنظيمي، وأهمية التخطيط التنظيمي الإداري، وخطوات التخطيط الإداري، وخصائص التخطيط الإداري، وأنواع التخطيط الإداري.
كما يتناول المحور الثالث “التوجهات الإدارية الحكومية الحديثة”، التّوجهات العالميّة في الإدارة الحكوميّة، وتوجّهات دولة الإمارات العربيّة المتحدة في الإدارة الحكوميّة، وأسس المرونة والرّشاقة في الإدارة الحكومية، ودُروس وعِبر أثناء وبعد جائحة كورونا وأثرها على الإدارة الحكوميّة.
ويوفر المحور الرابع “إدارة الموارد المؤسسية” الفرصة للمنتسبين لزيارة ميدانية إلى إكسبو 2020 دبي، للتعرف على عدد من المؤسسات الحاصلة على جوائز بالتميز المؤسسي، إضافة لزيارة معرفية لإحدى المؤسسات في دبي للتعرف على تجربتها في التخطيط ومنظومة التميز المؤسسي الحكومي، وكيف أثر ذلك على تحقيق أهداف المؤسسة، وكيف يساعد ذلك في تعزيز رضا وسعادة المتعاملين والمجتمع.
أما المحور الخامس “إدارة الموارد المؤسسية”، فيناقش مفهوم الموارد المؤسسي والتخطيط لإدارتها، وإدارة الموارد البشرية كأداة في التخطيط التنظيمي، والإدارة المالية وضرورتها للتخطيط التنظيمي، وإدارة المعرفة التنظيمية في المؤسسات الحكومي، ومستقبل بيئة العمل، والأجيال القادمة.
ويهدف المحور إلى تحديد مفهوم إدارة الموارد المؤسسية، والتّعرف على عناصر الموارد المؤسسية، وإدراك أثر وأهمية التخطيط لإدارة الموارد المؤسسية، والتعرف على مستقبل بيئة العمل.
وخلال البرنامج التدريبي، يقدم الدكتور يسار جرار، عضو مجلس أمناء كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية جلسة خاصة في الإدارة التنفيذية، يلقي الضوء خلالها على كتابـه “The Sheikh CEO”، الـذي يشـرح فيـه الـدروس التي َيمكـن للجميـع تعلُّمهـا مـن صاحب السمو الشـيخ محمـد بـن راشـد آل مكتـوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي “رعاه الله” وإبداعــه القيــادي علــى مــدى العقــود الثلاثــة المنصرمــة.
المصدر-وكالة أنباء الإمارات