بين الغناء والزوامل.. مدارس صنعاء تحت مزاجية حراس الفضيلة

معاقبة مديرة مدرسة بسبب غناء طالباتها.. وتجاهل تأدية طالبات رقصات شعبية على إيقاع الزوامل الحوثية

تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن، مقطعي فيديو يثبتان التناقض الكبير الذي تعيشه مليشيات الحوثي. ويظهر في الفيديو الأول الذي أقدمت سلطة المليشيا على إثره فصل مديرة مدرسة أهلية في صنعاء بسبب تنظيم فعالية نسائية، وتقرر تحويل مدرسة “منارات صنعاء الأهلية” إلى مدرسة خاصة بالذكور في المرحلة الثانوية ونقل الإناث إلى مدارس أخرى، وتحويل المدرسة من قسم اللغة الإنجليزية الى عربي فقط.

واعتبرت سلطة المليشيا الحاكمة في صنعاء، أن الفعالية “التي نسقتها مديرة المدرسة، وتم تناقلها عبر مقطع فيديو تتعارض مع الثقافة الإيمانية، والمبادئ، والقيم، وتسيء إلى الرسالة التربوية”.

الغناء مرفوض والزوامل مسموحة في مدارس صنعاء

وفي مقطع فيديو آخر، يوثق فعالية رقص فتيات يؤدين “الزوامل” الحوثية، وهي من الفنون الشعرية الغنائية التراثية عندهم، تظهر فيها فتيات وهنّ يؤدين رقصات شعبية مع رجال، فيما تساءل تربويون عن سبب هذا التغاضي عن فعاليات المسيرة الإيمانية الحوثية، التي تسمح لطالبات مدارس الاختلاط وأداء الرقصات الشعبية أمام الحشود، بينما تتخذ قرارات قمعية تجاه مدرسة أخرى وتقضي بمعاقبة مديرتها بالفصل كونها سمحت بإقامة فعالية ترفيهية للطالبات.

الغناء أسلوب مقاومة ضد القمع والحصار

إلى ذلك، استهجن شباب يمنيون هذا التصرف الهجين الذي لا يمت للثقافة والهوية اليمنية بصلة، معتبرين بأن ما ورد في المقطعين يمثل أنشطة مدرسية ثقافية ترفيهية لا تجرح القيم ولا تسيء إلى الثوابت المجتمعية، فلا تحمل أي اختلال في التقاليد، كونهما يعبران عن الفرح وسط أفكار الظلام، ويمثلان أسلوب مقاومة ضد القمع والحرب والحصار، فالغناء والرقص لا يزعجان سوى عقلية الظلاميين الذين يحاربون حرية التعبير، ويقمعون صوت الغناء الذي يجاهر بحب الحياة متحدياً وجع الأزمات.

تزييف القيم باسم الهوية الإيمانية

وقال عزي الدين الجازعي، إن المدرسة مسرح تربوي ثقافي لا مكان للسياسة فيه، بينما اعتبر طارق القديمي، أن ادعاء الفضيلة يخلق مجتمعاً منافقاً، وجهة نظر يؤيدها مصطفى شملان، معلقاً على مقطع فيديو “الزوامل” الحوثية، بأنه يعبر عن تناقض كبير لحراس الفضيلة باسم الهوية الإيمانية.

الزوامل فعالية مباركة والغناء جريمة لا تغتفر

فيما تندر ناشطون آخرون بقولهم: “لو كانت الرقصة على “زامل”، وكانت شعارات الحوثيين بالخلف ترفرف مع أعلام إيران وحزب الله، لكانت تلك فعالية مباركة، أما أن تحمل أغان أجنبية سواء دبكة أو إيقاعية بصوت شاكيرا، فإن هذه ستكون بحسبهم جريمة لا تغتفر وتعد انتهاكاً صارخاً على العادات والتقاليد”.

ويضيف:” اتركوا الناس تعيش بحرية، وتقبلوا المختلف حتى تجدوا من يتقبل وجودكم، وإلا فإن ما حصل لمن قبلكم سيحصل لكم،”. أما رمزي مشيني فيرى أن سلطة المليشيا تحارب ما لا يستطيعون محاربته في حال تم المسّاس بسلوك جماعتهم.