قصائد من التراث الشعبي

أعلام وسير/ بقلم أنور بن حمدان الزعابي

*الأدب الشعبي جزء مهم من التراث الشعبي، تبرز فيه عادات وتقاليد الشعب، وتلك العادات التي توارثها منذ عدة قرون، فهو سجل صادق عن حياة الأمة، يصور أفراحها وعاداتها بأجلى صورها وأصدق معانيها، وإن خير ما يؤرخ لأمةٍ من الأمم ويحفظ انطباعاتها الخاصة بها مثل عادات وتقاليد وفنون، هو تراثها الشعبي، والأدب الشعبي جزء مهم منه.

ما أصدق الصورة المستوحاة من ذكريات الأمس ومشاهد الماضي وما يحدث حاضراً من تراثنا الشعبي وبما يحويه من رجوله وشجاعة وعادات وتقاليد، وبما تنطق به الألسن بلغة الشعر الذي يعتبر تعبيراً صادقاً عما يقوله صاحبه».

هذه القصيدة  الجميلة  التي تعبر عن صدق الحب الوفي، وتترجم أحاسيس العاشق دون إباحة سرّه للغير:

علمٍ لفاني سر قلبي وهزني

وزود على قلب المعنا مصايبه

وخطٍ لفاني من حبيبٍ يعزني

جاب الخبر ليّه من الناس نايبه

أخبار من حبيت قامت تهزني

هز الهبوب الصلف لعالي سحايبه

مقدر على فرقاه والوقت حزني

ولا ودي الأخبار تاصل قرايبه

همٍ يفزني .. وهمٍ يكزني

ونفسي على المجمول ياسعود ذايبه

وليا نظرت بالعين وقامت تخزني

أظلم نهاري وأحب الشمس غايبه

غلاه وسط القلب يا سعود رزني

رز المدافع من قذايف كتايبه

الشاعر صحن جوبان  العنزي.

وهذه قصيدة غزلية تصور حال كل من يقع بالحب، وما يختلج في الأعماق من شوق ووجد وحنين:

قلبي يناشدني وهمه صطابه

والعين تنثر دمعها من نظرها

والنار في جوفي يزيد التهابه

أنا أشهد إن الروح جاها خطرها

كبدي على فرقاه راحت خرابه

عجزت أميز شمسها مع قمرها

والجرح وسط الروح تصعب إطبابه

أثر على حالي وروحي دمرها

دايه عرفته ما نخفي أسبابه

عمهوجة الخفرات قلبي ذكرها

إعيوني على فرقاه فيض سحابه

وعينه على فرقاي تنثر أعبرها

حبه لنا مستور محدٍ درابه

أصونها يعل ربي سترها

مع العقل والزين طيب وحبابه

ما هي من اللي وجها في طهرها

تعجبك وإن لبست جدايد ثيابه

وإن ناظرت بالعين غضت بصرها

عمهوجة الخفرات محلى شبابه

عين الوحش وإن شاف صيده عثرها

القلب منها زايدٍ به عذابه

واللي بغاها عشقةٍ ما قدرها

الشاعر صحن جوبان العنزي.

*وهنا الشاعر سعود بن عبد العزيز الزيد المعروف بـ ( سعود الكويتي) من مواليد العيون سنة 1335هـ

شاعر مجيد يتمتع بسهولة الأسلوب ومنعته , يتناول في شعره العديد من الحكم والأمثال والأحداث فأصبح شعره متداولا بين الناس لعذوبة ألفاظه وواقعيتها , وسارت بشعره الركبان, وانتشر بالمنطقة وفي أنحاء الخليج العربي .

تأثر الشاعر سعود الكويتي بشاعرية والده ولمجالسته لشعراء وارتياده مجالس الشعر والأدب في مدينة العيون آنذاك , أصبح شاعراً وراوياً ملماً بالقصص والأحداث بالإضافة لحفظه كتاب الله كاملاً وكان أماما  لأحد المساجد ويعتبر سعود الكويتي رحمه الله من خيرة رجالات الزعوب

يقول الشاعر في حكايته مع التقدم لوظيفة في ارامكو قبل سبعين سنه:

قال منهو في المداره

بادي تالي نهاره

باح من قلبه اسراره

يوم برَّق وافتكر

.

أثر من يبدا الزياره

تشعفه غير اختياره

شفت في رجم الغياره

مثل ما غيري ذكر

تعليقات الصور:

1- ىالشاعر صحن جوبان

2- الشاعر سعود الزيد

3- البادية وحياة الأصالة