“طموح زايد” يعانق الفضاء .. رؤية قيادة وعزيمة شباب

أبوظبي – وام / يعانق رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري الفضاء في 25 سبتمبر الجاري حاملا معه آمال وطموحات وطن يمضي قدما برؤية قيادته وعزيمة شبابه لتحقيق الإنجازات وتبوء مقعد الريادة العالمية في المجالات كافة.

وقبل أكثر من 40 عاما وتحديدا في عام 1976 كان استقبال للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – لوفد وكالة “ناسا” وذلك بعد مهمة “أبولو” التاريخية التي قادت الإنسان إلى سطح القمر .. حيث شهد هذا اللقاء العديد من الرسائل الهامة التي عكست رؤية القيادة وطموح زايد وأكدت على أهمية تقدير العلم وأصحاب الإنجازات والإيمان بدورهم في تطور الشعوب والمجتمعات.

وفي الثالث من شهر سبتمبر عام 2018 .. أعلنت دولة الإمارات – في إنجاز عربي جديد – اختيار أول رائدي فضاء إماراتيين هما هزاع علي عبدان خلفان المنصوري وسلطان سيف مفتاح حمد النيادي بالتعاون مع وكالة الفضاء الروسية “روسكوسموس” وذلك من بين أكثر من 4000 شاب وشابة إماراتيين تقدموا للاختبارات ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء الهادف إلى تأهيل وإرسال رواد فضاء إماراتيين إلى الفضاء الخارجي لتنفيذ مهام علمية.

وبدأت في شهر يونيو الماضي رحلة “طموح زايد” حين أعلنها مركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون مع المؤسسة الاتحادية للشباب شعارا لأول مهمة فضاء إماراتية عربية تنطلق إلى محطة الفضاء الدولية في 25 سبتمبر الجاري ضمن برنامج الإمارات لرواد الفضاء الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في العام 2017 بهدف تدريب وإعداد فريق من رواد الفضاء الإماراتيين وإرسالهم إلى الفضاء للقيام بمهام علمية مختلفة.

وجسد شعار المهمة طموح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه – في وصول أبناء الإمارات إلى الفضاء خاصة أنه آمن بقدراتهم واهتم بدخول دولة الإمارات هذا القطاع.

وعقب ذلك بدأت رحلة الاعداد والتجهيز للمهمة التاريخية إلى محطة الفضاء الدولية .. حيث تم اختيار هزاع المنصوري ضمن الطاقم الرئيسي للمهمة وسلطان النيادي ضمن الطاقم البديل للمهمة وخضعا لاستعداد مكثف لهذه المهمة حيث خاضا تدريبات في “مركز يوري غاغارين لتدريب رواد الفضاء” في مدينة النجوم في روسيا تحضيراً لهذه المهمة وخاضا تدريبا أيضا في المركز الأوروبي لرواد الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأوروبية.

كما خضعا لتدريبات في مركز لندون بي جونسون للفضاء /JSC/ التابع لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا” وذلك على مختلف وحدات ومكونات القسم الأميركي من محطة الفضاء الدولية والتعامل مع حالات الطوارئ لاسيما انخفاض ضغط الهواء أو تسرب غاز الأمونيا في المحطة.

وسيزدان كتف رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري بهذا الشعار” طموح زايد” خلال مهمته التاريخية التي تشكل لشباب الوطن نموذجاً فريداً عنوانه الإرادة والتحدي والانجاز.

“فخور كوني الممثل لدولتي الإمارات العربية المتحدة وأيضاً كوني الممثل للمنطقة العربية الأول على متن محطة الفضاء الدولية “.. كانت هذه الكلمات الأولى لرائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مؤخرا في مركز يوري غاغارين بمدينة النجوم وأكد حينها أن مهمة في محطة الفضاء الدولية تمثل علامة فارقة بالنسبة له وبلده والمنطقة العربية وهي البداية لخطط الإمارات لغزو الفضاء.

كما أكد أن مهمة دولة الإمارات العربية المتحدة في الفضاء هي “مسؤولية كبيرة” وتهدف إلى إلهام الجيل القادم.

وعلى متن محطة الفضاء الدولية سيقوم هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي وعربي يحلق إلى محطة الفضاء الدولية بتقديم جولة تعريفية مصورة باللغة العربية للمحطة وسيوضح مكونات المحطة والأجهزة والمعدات الموجودة على متنها كما سيقوم بتصوير كوكب الأرض والتفاعل مع المحطات الأرضية ونقل المعلومات والتجارب إضافة إلى توثيق الحياة اليومية لرواد الفضاء على متن المحطة.

وسيوكل للمنصوري خلال تواجده على متن محطة الفضاء الدولية مهمة علمية تتضمن القيام بتجارب عديدة وستوكل إليه مسؤولية استكمال مهام علمية في مختبرات محطة الفضاء الدولية خلال فترة المهمة.

وتنقسم مهمة الإطلاق انطلاقا من محطة بايكونور الفضائية في كازاخستان عبر المركبة الفضائية “سويوز أم أس 12” إلى 3 مراحل أساسية تشمل تجهيز المركبة الفضائية والمرحلة الثانية تشمل التغلب على الجاذبية والمرحلة الأخيرة وهي انطلاق المركبة الفضائية.