أشادت معالي مريم بنت محمد سعيد حارب المهيري وزيرة التغير المناخي والبيئة ، بالاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات للمحافظة على التنوع البيولوجي والحياة البرية وصون مقدّراتها للأجيال الحالية والمستقبلية، ومكافحة التصحر، بما يُسهم في تحقيق التوازن البيئي.
وقالت معاليها – خلال جلسة نقاشية نظمها إكسبو 2020 دبي في مدرّج تيرّا بمناسبة اليوم العالمي للحياة البرية، وشاركت فيها عن بعد – : ” الحفاظ على التنوع البيولوجي المحلي وضمان استدامته يمثل أحد الأولويات والأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات؛ لذا، حرصت دولتنا على إيجاد منظومة شاملة تدعم تحقيق هذا الهدف من خلال اعتماد بنية تشريعية متكاملة تضم قوانين لحماية الأنواع الحية وطبيعة التعامل معها، وتواكب الاتفاقات والمعاهدات الدولية”.
وشددت على ضرورة تكاتف جميع البلدان لمواجهة التحديات والمخاطر الحقيقية التي تواجه التنوع البيولوجي في عالمنا. حضر الجلسة نخبة من العلماء والخبراء في مجال الحياة البرية.
وقالت: “وفقا لآخر الإحصائيات، فإن التنوّع البيولوجي آخذ في التدهور في جميع أنحاء العالم مع فقدان الأنواع العالمية لأكثر من 68% خلال 50 عاما ، وهو انخفاض كارثي لم يسبق له مثيل من قبل، الأمر الذي يهدد كافة أشكال الحياة على الأرض، بما في ذلك حياة الإنسان”.
وأضافت: “دولة الإمارات كشريك فاعل في المجتمع الدولي، تبنت مع الحكومات والمنظّمات الدولية حزمة من التدابير العاجلة لحماية النباتات والحيوانات؛ وأسفرت هذه التدابير عن إقرار حزمة من الاتفاقيات المهمة”، مؤكدة التزام دولة الإمارات التام بتنفيذ هذه الاتفاقيات وتفعيل بنودها.
وأوضحت أن هناك تعاونا كبيرا بين دولة الإمارات والاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، وقالت : ” أطلقنا مشروعا وطنيا بالتعاون والتنسيق مع السلطات الحكومية والمحلية والجامعات والمؤسسات ذات الصلة في جميع أنحاء الدولة، بهدف تقييم مخاطر انقراض 1167 نوعاً من الحيوانات والنباتات في الدولة، وتحديد الأنواع المهددة بالانقراض ووضع خرائط لأماكن تواجدها وتوزيعها”.
من جانبها، استعرضت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي، جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في حماية البيئة والمحافظة على التنوع البيولوجي، وقالت : ” على مدار عقدين كاملين، تمت زراعة أكثر من 12 مليون شجرة من أشجار القرم في الجهات الحكومية، والقطاع الخاص في إمارة أبوظبي، ونواصل زراعة هذه النوعية من الأشجار لأهميتها البيئية”.
وأشادت بنجاح جهود دولة الإمارات في إعادة المها العربي بعد اختفائه أكثر من 40 عاما واقترابه من الانقراض، مشيرة إلى أن المها العربي عاد للتكاثر بفضل مشروع إكثار المها العربي، الذي تبنته الدولة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وأكدت أن هذا المشروع يعتبر من أهم البرامج التي جرى تنفيذها عالميا في مجال الحماية والإكثار، للحفاظ المها العربي من الانقراض، وتطرقت أيضا إلى أنواع الأسماك، مشيرة إلى أن عمليات صيد الأسماك بشكل مستدام شكلت ما نسبته 6% في عام 2018، و قفزت خلال 2020 إلى 57%.
بدورها، تحدثت هبة الشحي، مدير إدارة التنوع البيولوجي في وزارة التغير المناخي والبيئة، عن أهمية الشراكة في حفظ التنوع البيولوجي؛ وقالت: “لا أحد يستطيع أن يعمل بمفرده، وعلينا التكاتف إذا أردنا أن نحمي العالم والكائنات الحية، خاصة النباتات والحيوانات من شبح الانقراض”.
واستعرضت سعادة ماغورزاتا جولياسكا، نائب الوزير ورئيس المحافظة على البيئة في بولندا، جهود بلدها في المحافظة على صقور الشاهين، لاسيما أنه كان على وشك الانقراض عام 1980، وغيره من الكائنات الحية.
وقالت : ” يوجد لدينا 23 متنزها وطنيا في بولندا، وما يزيد على 1500 محمية طبيعية على مساحة 20% من المساحة الإجمالية للدولة، بهدف المحافظة على التنوع البيولوجي وحفظه للأجيال القادمة “.
المصدر-وكالة أنباء الإمارات