أمسية ثقافية أدبية في مجلس الأربعاء الأدبي باتحاد كتاب وأدباء الإمارات – أبوظبي

أبوظبي- الوحدة:
في مجلس الأربعاء الأدبي.. نظم اتحاد كتاب وأدباء الإمارات يوم الأربعاء المنصرم لقاءاً أدبياً أحياه مجموعة من الكتاب والأدباء المهتمين بجانب المسرح الوطني التابع لوزارة الاعلام والثقافية – أبوظبي – الدور الأول .قدمته الشاعر الإماراتية نجاة الظاهري مرحبة في ضيوف الملتقى.. ثم ابتدأت الشاعر الإمارتية حنان المرزوقي – قائلة أنها حاصلة على ماجستير لغة ونحو وتكمل الدكتوراه في لسانيات الخطاب ولديها مجموعة شعرية بعنوان (يراعَ حالمة) وهي تكتب القصائد العمودية وقرأت قصيدة بعنوان (دم المها):

أيا صاحبي انظر هل ترى حامل الهنا يعن لقلب ضامه الوجد والاسى
اناب غبار البين صحو سعادة ام الصحو افنى ذاته فانجلى السنا
اصافح أياما مضت في بريهة لعل سلامي واصل ذهن من نأى
وذي عَرصةِ تحكي بقايا عزيمة ولا سٌلمٌ يبدى لمحزون الجوى

ثم عقب الدكتور عبد الدائم سلام – ناقد من تونس. مستهلاً حديثه : نعم الشعر الآن يعود إلى القصيدة العمودية انها عودة الى الذات بصورة عامة الى ذواتنا …الآخر لا يستطيع أن يقبلني ان تشبهت به يقبلني ان اختلفت عنه العودة إلى الذات موجودة في الفنون – في الطعام والأزياء وأيضاً في الشعر انها عودة الى الأصل. والقصيدة العمودية هي الآن تشهد عودتنا الى حياتنا وواقعنا، القصيدة ليست تكعيبية. هي لوحة فنية . انها أشياء من المعيشة والحياة اليومية. التي نعيشها.

ثم استطرد الكاتب احمد الرفاعي .قائلاً أن النص التي قدمته الشاعرة حنان متكامل في وحدة سوسيولوجيا ذات خط انفعالي متصاعد وفي انتظار للمعنى القادم. في جميع الأبيات التي صاغتها الشاعرة. وثمَن شاعريتها والقائها .
اما الشاعر ياسر الدحى الذي قرأ نصوصا وجدانية حيث أن لديه مجموعتين شعر. وقرأ قصيدة وجدانية ذاتية بعنوان (لا تقف في الظل) – كن في التلال. فالظلال ضلال.. فعين الشمس لا ترى كثيرا هناك. والسؤال يعاني من فقر في الدم والهزال والسعال. فالأحلام جامدة هناك ومتحجرة ولها عيون مثقوبة الآمال.- كن في التلال حيث العيون حكاية أخرى من حكايات الخيال – الشعر يستظل بنجمة يمشى على شعاع الزمان قوارب له والمكان شراع يمشى على شعاع.

عائشة أحمد الجابري. تكتب الشعر والقصة القصيرة والخواطر والمقالات. حيث بادرت في قراءة قصة قصيرة بعنوان (شجرة اللوز). شجرة اللوز القاطنة في حديقة بيتنا تظلل أرضنا الخضراء بأوراقها المصفرّة من لهيب الشمس.. كلما مررت بجانبك سمعتُ أزيزك وشدني التقرب منك بكل حب وحنان وألفة.. سعيدةٌ أنا بوجودك بيننا.. ليس هذا وحسب، بل إنني أستمع الى صوتك كما لو أنك تناديني بكل حب كل صباح ومساء.. تقولين لي أن الحياة متسعة وفيها كثيرٌ من قليل، تُظليني وتغمريني بملامستك لقلبي عندما أقف إلى جانبك .. صوتك يرن في اذني مراراً.. نحيبك في الليلة التي سمعتِ فيها قصتي الحزينة ، وفرحتك بنجاحي عندما احتفلت به في يومٍ آخر.. وكل المناسبات والاحتفالات واللقاءات التي حدثت على مرأى ومسمعٍ منك.. أعلم تماماً أنها ستبقى سرًّا .. أعلم تماماً أنك وفيّةٌ ككل أصدقائي.. أعلم أنكّ تردّين عليّ السلام عندما أُقبلُ عليكِ بابتسامة وتحية.. شجرة اللوز.. كبرتِ سريعاً! وصرتِ مأوىً وأمان وسلامٌ لكل من يأوي إليكِ.. مرّ الأيام وأستذكر أنني سأتركك هنا وأغادر.. سنة الحياة تنطبق على كلينا! أنتِ وأنا! لقاء ففراق فلقاء!
وقرأت الشاعر الأردنية ماجدة الجراح قصيدة نبطية .وطنية.(حروب شنها بصدري تحسبتها صلاح الدين جناح الميمنة يغزى على يسارى بجيوشة وحرر قلعة القدس العصمة معركة حطين سبرجد حر مفروشة وضلعي سيف من ديباج يلمع ويبين بياض العرش بياض الملك وعروشه اسواري بديرة ربعة وشعرين مخدوشة عن الشك والتخمين. كبيض الهند تقطر من دما العبسي وسط طوشة وبارك ثغري البسام يعكس ما اختفى في العين. ملامح بالغصب على محاي منقوشة.

وصدح كعادته الشاعر الانيق مهدي محمد الجابري بأروع قصائده بعنوان حبر بكى، و نقتطف منها:
هلا حبرٍ بكى الفرقى على رفّ الوله بسكات حَضَن لهفة ورق مشتاق يسقي سطره العطشان وحرّك للشعر خاطر ذكر طعم الألم لي فات تلذذ به مع الذكرى الجميلة في فضاء الوجدان تمازج دمع احزاني مع ضحك الفرح مرّات ونادى هاجس اشعاري سحابة شعري الهتّان صور وحروف تتساقط من غيوم الوفاء زخات على صدر اشتياقي لين تروي شجرة الكتمان حبيبي والسنين الباسمة بعدك حزن تقتات وتشرب من بحور الآه دمعتها على الشطآن. تراقب في المدى طيفك يمر وترتسم بسمات على وجه الثواني لي بكت كل الفراق الحان واْنا دونك وسط صدري نزف جرح الحنين وبات صدى الأشواق يتناوش معاليق الفؤاد أحزان تعال القي على وجهي قميص يلوّن النظرات بدل ذاك السواد اللي طغى واستعبد الأجفان تعال أنقش على عمري رياض وغيثٍ ونسمات وصيّر عالمي جنّات تهدي للوجود ألوان نحلّق نكسي الدنيا فرح ونعلّي الضحكات نصحّي كلّ بسمة نايمة في شفّة النسيان بقربك بحرق الجرح القديم وبزرع الصفحات وعد ما نطرق أبواب الزعل .. وإنت وانا خلّان وخلّ العهد بعيونك طفل يكبر بكل لحظات يعيش العمر من بعد الفطام ولا يمس أكفان سنين البعد تطّاير من كفوف الزمن ومضات وانا عمري بأحضانك سجينٍ يعشق السجّان خلقك الله تسكنّي وأجمّع بك شتات الذات وأنسى كل هالعالم وأصير بعالمك إنسان
اما مدير الجلسة الشاعرة نجاة الظاهري قرأت نصا شعريا بعنوان وعشقت يوسف. :ما ليوسف عشقتُ يوسفَ.. ما ليوسفَ من وضوحِ طرائقِ – هو في علوّ الأنبياءِ.. أنا ببئرٍ غامقِ مهما أنادي لن يردَّ.. فوا عذابَ العاشقِ وعليهِ غرتُ ولم يبالِ بما تخبّئُ غيرتي من شوكةٍ تجري مع الدّمِ فيّ .. بعدَ الشوكةِ من جمرةٍ في الصدرِ تنبضُ.. من جوىً من حسرةِ .. وتُركتُ في الصحراءِ أتبعُ أيّ ظلٍّ .. علّهُ وا غربةَ القلبِ المحبِّ إذا يُجَنُّ .. فمن لهُ منبوذةٌ .. آمنتُ أنّ الحُبَّ يُهلكُ أهلَهُ .. لا غصنَ حتّى أستريحَ ولو قليلاً تحتَهْ لا ماءَ يُنجي ميتةً لو كانَ يُنجي الميتَةْ لا قدرةً إلا التمنّي أن يُحبَّ .. وبغتةْ .. هذا الذي ما اختارني ورأى الهوى تضليلا “لا عشق إلا عشق ربي” قالها تهويلا قدري الغرامُ.. فكيفَ أختارُ الخروجَ سبيلا؟ .. جرّبْ.. لعلّ العشقَ قربانٌ لذاكَ العشقِ ادخل لجنّاتي، اختبرهُ، اشربْ وذقْ من عنْقي خمراً دسستُ هناكَ فانهلْ خمرتي لا تُشقي.. جرّبْ.. لعلّ العشقَ قربانٌ لذاكَ العشقِ ادخل لجنّاتي، اختبرهُ، اشربْ وذقْ من عنْقي خمراً دسستُ هناكَ فانهلْ خمرتي لا تُشقي .. جرّبْ وضمّ إليكَ صدري مكثراً تقبيلي نيلٌ أنا أتُردُّ يا مصريُّ ماءَ النيلِ؟ فتحٌ أنا،كشفٌ أنا،غارٌ،طوى التنزيلِ نورٌ أناأتريدُ أن تحيا بغيرِ النورِ؟ قصرٌ أنايا يوسف ادخلْ في عظيمِ قصوري خضني حياةً إنني خضراءُ مثلُ شعوري.. واعشق.. فهذا الحبُّ أوهى روحيَ المعطوبة.. أنت الهوى المرغوب في أقداري المكتوبة فاعشق وقل للكل هذي نوني المحبوبة.. واعشق .. سلامُ العشقِ مطلوبٌ ليلغيَ حربي غص بي .. وطر بي .. وامتزج سُحْ بي احترق بي .. سر بي خذني لآخر قصةٍ في العمر.. خذنيَ .. عد بي.. قف بي على كل المشاعر مدخلاً … أو دهشة بي جرّب الأشياءَ .. أوّل خطوةٍ أو .. رعشة سمِّ الوجودَ جميعه باسمي .. وذهّب نقشه.. أنا من إذا عشقتك تؤمن بعدها باللهِ وإذا تبادلها الهوى تحيا بلا أشباهِ وإذا تصدّ .. فأبشرنْ بصواعقٍ ودواهي .. جرّب أيا وجعي الطويل ويا الأماني الجمّة يا يوسف القلب الذي لو كان “دمّيَ” “دمّه” وارحم ..صرختُ وقد وضعتَ الصخر فوقيَ “رحمة” .. و”الله أكبر “إن هذا العشق أكبر منّي وأنا كبرتُ بهِ وأكبرُ بالجوى .. والحزنِ فاعشق.. وإلا فاغرس السكين بي وارحمني.
وقرأ الكاتب احمد عبدالله الرفاعي على صفيح اشتياقي
رافئُ النفسِ ألوانٌ وأذواقُ سكبْتُ ذاكرتي تُتلَى لمن ذاقُوا على صفيحِ اشتياقي الدربُ تلسعني والوجدُ واقعُهُ نارٌ و عشّاقُ أحرقْتَ روحي مُذْ جافيتني ودمي فالروحُ تُشنقُ والإقصاءُ إحراقُ كأنما الليلُ لم يرقدْ بأعيننا ولم تُخضَبْ بنبضِ الشوقِ أوراقُ كأنما القلبُ لا يُدمَى بعابرةٍ ولم تُعتقْ بدمعِ العينِ أشواقُ تأجّجَ الصمتُ والأحزانُ تخنقني تصدّعَ القلبُ والآهاتُ تنساقُ نارٌ كوتني فيها العمرُ منصهرٌ بركانُ جرحٍ لهُ نابٌ وأبواقُ
وقدمت الكاتبة منى صالح النوفلي (كاتبة وقاصة) اذ قرأت نصا من مقال عن الألوان وطبيعتها وجاءت على شكل اقصوصة قصيرة جدا.
عندما زرت، الأسبوع الماضي، معرض لوحات رسم أقيم في مركز جميل للفنون بإمارة دبي، تسللت ألوان الرسومات إلى أعماقي، فانتقلت بي من لوحة تلو الأخرى، لامستُ جمال مجموعة من المشاهد تحدثت عن بيئة في مكان ما بالعالم، وربما يكون متصلاً بصاحبة الريشة الزاهية التي نسجت تلك البهجة، أبرزت الفنانة مهارتها في استخدام أدوات غير مألوفة، ووظفت الألوان بأسلوب يدفع إلى النفس الشعور بالإيجابية، ويحثهم في مجال الفن فهي متنفس للفنان للتعبير ومحفز نفسي للمتلقي، فكلما استطاع الفنان استخدام الألوان بعناية، استطاع أن يؤثر على المشاهد في تكوين أفكاره وإدراك جمالية لوحاته.
الدقائق التي مكثت فيها بالمعرض أخذتني للبحث والقراءة عن معلومات حول الألوان فحرّكت قلمي للكتابة عنها.. تلك الدقائق كانت امتداداً لسعادتي لوقت أطول بكثير مما قضيت أمام تلك اللوحات.. فشكراً لكل فن جميل يملأ نفوسنا بالراحة والسكينة والهدوء والطمأنينة. على الإمعان في مواطن الجمال.
وفي الختام يقدم ملتقى الأربعاء الأسبوعي جزيل الشكر والامتنان الى كافة أعضاء الملتقى, وخاصة الى الكاتب الأريب محمد شعيب الحمادي عضو اتحاد كتاب وأدباء الإمارات والذي يحرص دائما على الملتقى الأسبوعي للكتاب والأدباء والشعراء في أريحية فيحاء، مما يثرى الفضاء الثقافي الاجتماعي لدولتنا الحبيبة الإمارات العربية المتحدة. حيث أن الكلمة يبقى لها أثر وحدس وفكرة وانسجام وود وعطاء بكل ما تحمله من أسمى المعاني وعذوبتها.