أخبار رئيسية

فن نقش الحناء يزين ضيفات القرية العالمية بدبي

دبي / سمير السعدي:
عرفت الحناء منذ القدم فقد استعملها الفراعنة في أغراض شتى إذ صنعوا من مسحوق أوراقها معجون لتخضيب الأيدي وصباغة الشعر وعلاج الجروح كما وجد كثير من المومياوات الفرعونية مخضبة بالحناء واتخذوا عطراً من أزهارها.. ولها نوع من القدسية عند كثير من الشعوب الإسلامية إذ يستعملونها في التجميل بفضل صفاتها فتخضب بمعجونها الأيدي والأقدام والشعر كما يفرشون بها القبور تحت موتاهم, وتستعمل في دباغة الجلود والصوف.
وللحناء أهمية اجتماعية في حياة المسلمين حيث تستخدم في مراسيم الزواج, وتحضر الحناء بطحن الأوراق وعمل عجينة منها تستخدم في تزيين الكفين وباطن الرجلين أو صبغ الشعر.. وروى البخاري في تاريخه, وأبو داود في سننه أن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ما شكا إليه أحد وجعاً في رأسه إلا قال له” احتجم “, ولا شكا إليه وجعاً في رجليه إلا قال له “اختضب بالحناء”, وفي الترمذي عن سلمى أم رافع خادمة رسول الله قالت كان لا يصيب النبي صلى الله عليه وسلم قرحة ولا شوكة إلا وضع عليها الحناء, وعن عائشة انه كان يكره أن يرى المرأة ليس في يدها أثر حناء وأثر خضاب..
وشجرة الحناء تنمو طبيعياً في منطقة الحجاز حيث توطن هناك في الترب الفيضية حول مجاري المياه, ويزرع في مناطق المملكة كافة بوصفه نبات زينة شجيرياً.. والنبات سريع النمو وله طبيعة نمو غير منتظمة وكثير التفرع, وشجرة الحناء رائحتها زكية وزهورها جذابة يستخرج منها اًصباغ.. وازهار شجرة الحناء متعددة عطرية عادة ما تكون بيضاء اللون وأحياناً تكون محمرة اللون في نورات عنقودية غير محدودة, والحجم من 5 الى 15 سم وموعد الإزهار من بداية يوليو حتى نهاية سبتمبر والزهرة لها رائحة حلوة وجذابة.. أما الثمرة فهي علبة كروية الشكل خضراء إلى بنفسجية اللون تحتوي على العديد من البذور حجمها حوالي 8 ملم. ويكون تكاثر النبات بالبذور أو العقل, ويحتاج نبات الحناء إلى الزراعة تحت أشعة الشمس المباشرة والحرارة المرتفعة لكنه يتحمل الصقيع الخفيف, والنبات سريعة النمو نسبياً ترتفع من 4 الى 6 م وتتمدد من 3 الى 4 م, وطبيعة الأوراق.. وتتواجد أشجار الحناء في جنوب غربي آسيا وهي تنمو بكثافة في البيئات الاستوائية لقارة إفريقيا كما انتشرت زراعتها في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط وأهم البلدان المنتجة للحناء المغرب والسودان ومصر والهند.
وتستخدام الحناء لنوعين, أولهما للتجميل بأن يستخرج منها مسحوق الحناء الذي تستخدمه أغلب النساء الشرقيات في الدول العربية والهند وباكستان لصبغ شعرهن وللرجال أيضا كحد سواء, كما تستخدم الحناء لعمل نقوش جميلة على أيدي النساء, وتستعمل زهور الحنة في صناعة العطور وتدخل في صناعة الكثير من الشامبوهات بالإضافة إلى استعمالها في أعمال الصباغة, كما يُعتبر التزين بالحناء أحد العادات العربية الأصيلة التي تُعد واحدةً من طقوس الزفاف الشائعة في العديد من البلدان العربية وتُسمى ليلة الحناء وهي احتفال بالعروس يوافق اليوم الأخير قبل حفل الزفاف حيث يتضمن مراسم نقش الحناء فلا بدَّ من تحضير صينية تحتوي على الحناء المعجونة بالماء والزيوت العطرية بشرط أن تكون مزينة بالأزهار الطبيعية والشموع الطويلة ويتم استخدامها كجزء من العروض الراقصة أثناء الحفل.
وأما النوع الثاني من الاستخدام فهو للطب والعلاج مثل علاج الأمراض الجلدية كالدمامل وحب الشباب والإكزيما والأمراض الفطرية والجذام والأورام والقروح إذا عجنت وضُمَّدت بها حيث أن للحناء خاصية مهمة وهي أنها تعمل كمضاد للفيروسات وثبت وبالتجربة فائدتها في علاج الثؤلول الذي يصيب الجلد وخاصة عندما تكون مقاومة للعلاج بالطرق المعروفة أو عندما تكون متعددة فالحناء هي العلاج الصحيح لها, كذلك مغلي الحناء يعالج الإسهال والدوسنتاريا, وعلاج الحروق حيث يتم وضع مسحوق الحناء على الجزء المحروق ووجد أنها تقلل من الألم وتقلل من كمية الماء المفقود من منطقة الحرق وهذا عامل مهم جداُ في حالة الحروق الكبيرة والتي يكون فقدان الماء فيها من العوامل المهمة التي تهدد حياة المصاب ويلتصق المسحوق بالجزء المحروق ويكون طبقة لا تنفصل حتى يلتئم الحرق وهذا أيضا يعمل على تقليل الالتهاب الذي هو أيضا من العوامل المهمة التي تهدد حياة المصاب وعلاج تشقق القدمين والتئام الجروح المزمنة وخاصة التي تصيب مرضى السكري في الأقدام وتقلل من الإصابات بهذه الجروح حيث تقوي الجلد وتجعله أكثر مقاومة ومرونة, وتستعمل عجينة الحنة في علاج الصداع بوضعها على الجبهة, الى غير ذلك الكثير من الأمراض التي تعالجها الحناء.
وفي القرية العالمية ينتشر نقش الحناء على أكف وأيدي ضيفات القرية في الكثير من أجنحة الدول وخاصة العربية منها كجناح المغرب والعراق والسعودية والبحرين والكويت, كما تنتشر بكثرة في جناح أفريقيا وخاصة الحناء السودانية.. لهذا كان من الضروري زيارة هذه الأجنحة لنعرف كحاية التزيين بالحناء فيها.
= كانت البداية مع أم سلطان.. بجناح العراق, سودانية تقوم بنقش الحناء على أيدي وأكف ضيفات الجناح وضيفات القرية العالمية والتي تمارس هذا الفن منذ 23 عاما منهم 14 عاما داخل القرية العالمية, وتقول أن ما تنقشه من تصميمات هي التي قامت بتصميمها وتنقلها على أيدي وأكف من تريد من الضيفات, كما تقوم بنقش أي تصميم آخر ترغبه الضيفة, وأنها بحكم إقامتها في الإمارات فإن لها زبائن خاصين يذهبون اليها أو يستدعونها لنقش الحنة لهن في الأوقات التي تكون القرية العالمية قد أوصدت أبوابها.. كما تحيي ليالي الحنة للعرائس ومن كل الجنسيات العربية, حتى أنها تفكر الآن في فكرة جديدة لهذه الليلة بأن تكون سودانية بالكامل ترتدي فيها العروس وقريباتها الساري السوداني وتتحلى بالحلي والإكسسوارات السودانية وتمارس في هذه الليلة السعيدة كل الطقوس السودانية لليلة الحنة.
= وحنان محمد حسين.. صومالية وتقوم بنقش الحناء لضيفات القرية في جناح أفريقيا حيث أنها مشاركة فيه, وتمارس ذلك خلال مشاركاتها حيث أنها تشارك هذا الموسم للمرة الثالثة عشر.. وتقول أن هذا الفن موهبة من الله سبحانه وتعالى, وتمارس عملها منذ عشرون عاما في الصومال وتقوم بتصميم هذه النقوش بنفسها وتنقلها على أيدي من ترغب من ضيفات الجناح والقرية ومن كل النسيات العربية والغربية والآسيوية وغيرهن واللواتي يخترن ما يحلو لهن من هذه التصميمات, كما تقوم بنقش أي تصميم آخر تريده الضيفة.. وتمارس هذا الفن أيضا خارج القرية العالمية كما وتحيي ليالي الحنة للعرائس, وكذلك في المناسبات والاحتفالات والأعياد ولها زبائنها الخاصين بها يطلبنها بالاسم لنقش الحناء على أيديهن وأكفهن.
= وأخيرا خديجة أبيض.. إسبانية وتشارك في جناح اليمن ومنذ ستة أعوام وحتى الآن, وتقوم بنقش الحنة على أيادي من ترغب من ضيفات الجناح والقرية العالمية بأي نقش يخترنه سواء من تصميمها أو من كتالوج نقش الحنة, وزبائنها من كل الجنسيات العربية والأجنبية سواء مقيمين أو سياح.. وهي مقيمة في دولة الإمارات وتمارس هذا الفن منذ عشرة أعوام ولها زبائنها اللواتي يتصلن بها لتنقش الحنة على أيديهن وأكفهن وحتى أقدامهن, كما تقوم أيضاً بإحياء ليالي الحنة للعرائس.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى