فاطمة بنت مبارك: الإمارات تواصل تسطير ملامح وأركان نموذجها المتميز في دعم وتمكين المرأة

‎ وام / استضافت هيئة الأمم المتحدة للمرأة، بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام، قمة رفيعة المستوى حول الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، المعني بتحقيق المساواة بين الجنسين لجميع النساء والفتيات، والتي تم تنظيمها في معرض إكسبو 2020 دبي، وذلك تزامناً مع اليوم العالمي للمرأة.

وألقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، كلمة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية “أم الإمارات”، في افتتاح فعاليات قمة الهدف الخامس من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

ورحبت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بالمتحدثين ،مقدرةً مشاركتهم الثرية، التي تحمل أهدافاً نبيلة لتوفير الاحتياجات الأساسية للسلامة والكرامة والمساواة لجميع البشر، داعيةً الجميع لمواصلة العمل معًا من أجل مستقبل مستدام يستند على المعرفة والثقافة والعلوم والتكنولوجيا المتقدمة.

وأعربت سموها عن سعادتها بانعقاد هذه القمة المهمة في قلب إكسبو 2020، للاحتفاء باليوم العالمي للمرأة، ولمناقشة ووضع استراتيجية للقطاع الخاص للتمكين الاقتصادي للمرأة، مشيرة إلى أن التمكين الاقتصادي يعد جزءا حيويا في الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، والذي يسعى لتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات، إذ سيشكل تحقيق هذا الهدف نواة قوية لمعالجة باقي أهداف التنمية المستدامة الـ16 بحلول عام 2030، الأمر الذي يتطلب تفانيًا وجهدًا من جميع القادة المحليين والعالميين.

وأكدت سموها، أن القائد المؤسس الراحل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه، تبدت رجاحة عقله وعلو همته في تبني الأولويات، والذي نادى منذ اللحظة الأولى بالأخذ بأسباب التقدم والتطور، ونشر التعليم بين أبناء شعبه رجالاً ونساءً، ووضع أولوية بناء المواطن دون تمييز بين الرجل والمرأة، لتمثل الحاضنة الأساسية في توفير البيئة التشريعية، والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية الداعمة لإنجازات وإبداعات المرأة الإماراتية، بما يضمن مشاركة المرأة الكاملة والفعالة في مسيرة التنمية المستدامة بالإمارات، وتكافؤ الفرص القيادية على كافة المستويات، والتي تتوافق جميعها مع الأهداف الرئيسية للهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

وأضافت : “بعد رحيل القائد المؤسس الذي حقق ما وعد به، سخر الله للإمارات وشعبها قيادة حكيمة، برئاسة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، وإخوانهم أصحاب السمو حكام الإمارات، والذين يقودون المسيرة باقتدار في المجالات كافة داخلياً وخارجياً، لتواصل دولة الإمارات تسطير ملامح وأركان نموذجها المتميز، الذي أطلق إمكانات المرأة الإماراتية، وعزز دعمها، وفتح أمامها آفاقاً واسعة، لتكون مساهماً فاعلاً في مسيرة التنمية وبناء الوطن”.

واختتمت سموها: “نأمل أن يستمر قادة المجتمع في العمل معًا لتأكيد هذه الأهداف الأساسية السامية، لإزالة الحواجز الاجتماعية والاقتصادية في مسيرة المرأة، بما يضمن تعزيز دورها الحيوي كركيزة أساسية في التنمية والنماء لمستقبل أكثر ازدهاراً وتقدماً العالم”.

وشهدت القمة تمثيلًا رفيع المستوى من دولة الإمارات وممثلين من القطاعين الحكومي والخاص بالمنطقة، والذي افتتح جلساتها صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز آل سعود، نائبة رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على جامعة عفت، ومعالي أنيتا بهاتيا، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة ونائب المدير التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة.

وكان من بين كبار المسؤولين الذين شاركوا في القمة سعادة الدكتورة دينا عساف المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في دولة الإمارات، وسعادة ريم بن كرم، مديرة مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، وسعادة أندريا فونتانا، سفير الاتحاد الأوروبي لدى الدولة ، وسعادة الدكتورة نوال خليفة الحوسني المندوبة الدائمة لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “أيرينا” .

وركزت القمة على دور القطاع الخاص في تخطي الحواجز وتعزيز فرص التمكين الاقتصادي للمرأة. وتضمنت جلسات نقاش رفيعة المستوى وعروضًا تقديمية حول تسهيل الوصول إلى التمويل وريادة الأعمال النسائية، وتعزيز تمثيل المرأة وقيادتها في القطاع الخاص، وكان من بين المتحدثين البارزين نخبة من كبار المسؤولين التنفيذيين من الشركات والمؤسسات متعددة الجنسيات بما في ذلك شركة يونيليفر وديلويت الشرق الأوسط وشركة مان باور الشرق الأوسط وبي دبليو سي وجامعة زايد.

وعرض الرؤساء التنفيذيون وكبار المسؤولين التنفيذيين، من مختلف القطاعات، السبل والإجراءات الرئيسية لتسريع التقدم على صعيد تعزيز دور المرأة في أماكن العمل والاقتصادات من خلال التحول الثقافي والقيادة والوصول إلى التمويل ودعم ريادة الأعمال. كما تضمنت المناقشات تحويل الالتزامات إلى إجراءات فعلية، والتكيف مع التحديات التي نتجت عن جائحة كوفيد-19. وقُدمت عدة عروض تقديمية حول تمكين المرأة من الوصول للأدوار القيادية وزيادة تمثيلها داخل القطاع الخاص.

كما شارك ممثلون من الحكومة والقطاع الخاص من مختلف القطاعات الصناعية في جلسة حول الاستثمار من منظور النوع الاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مع التركيز على التمويل المتاح للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة المملوكة للنساء.

وقالت السيدة أنيتا بهاتيا : “سيؤدي سد فجوات الأجور في الأسواق الناشئة لتعزيز دخل الفرد بنسبة تصل إلى 20 % أو أكثر بحلول عام 2030، وتشكل النساء 49.6 % من سكان العالم، إلا أنهن لا يشكلن سوى 40.8 % من سوق العمل العالمي الرسمي الأمر الذي يعني أن إمكانياتهن الاقتصادية والإنتاجية غير مستغلة”.

وأضافت: ” ندرك في هيئة الأمم المتحدة للمرأة أهمية التمكين الاقتصادي للمرأة كقضية محسومة، وأنه يتعين المضي قدمها للدفع بها. ولا يمكن إنهاء التحيز ضد المرأة في الاقتصاد إلا من خلال الحوار والتعاون والشراكات، لذلك نشيد بالمعنيين في القطاعين الحكومي والخاص الذين انضموا إلينا في فعاليتنا التي تم تنظيمها في إكسبو 2020 دبي ونثني على تصوراتهم حول النهوض بالهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة، وعلى استثماراتهم على صعيد دفع المساواة بين الجنسين، ومن ثم الدفع بالتمكين الاقتصادي إلى الأمام. نحن بحاجة إلى الحفاظ على هذا الزخم وعدم تضييع الفرصة الكبيرة غير المستغلة للاستفادة من إمكانات ومهارات المرأة وتأمين مستقبل أكثر استدامة للجميع”.

من جانبها قالت سعادة نورة خليفة السويدي، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العام، إن النجاحات العالمية المتواصلة التي تحققها دولة الإمارات في مجال التوازن بين الجنسين بمختلف القطاعات وعلى المستويات كافة، تعكس أولوية هذا الملف ضمن الأجندة الوطنية التي تترجم رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة بتعزيز الدور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمرأة، ولعل من ضمنها قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، الخاص بمساواة أجور النساء بالرجال في القطاع الخاص، والذي يؤكد أن التوازن بين الجنسين في قطاعات الدولة كافة، هو نهج ثابت في رؤية القيادة، وأولوية وطنية لحكومة دولة الإمارات، وذلك من منطلق الحرص على تعزيز غايات الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة.

وأشادت بالدعم والرعاية الكبيرين التي تقدمها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، للعمل النسائي داخل الإمارات وخارجها، مثمنة جهود سموها الكريمة في تعزيز قدرة المرأة الإماراتية واحتياجاتها للتعامل والتكيف مع الواقع المستجد في ظل الظروف الاستثنائية الناجمة عن تداعيات فيروس كورونا المستجد.

وتابعت سعادتها: “بدورنا في الاتحاد النسائي العام بتوجيهات كريمة من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، حريصون على استقراء التوجهات الحكومية واحتياجات المرأة والعمل من أجل ضمان استمرارية الإنجازات للأجيال المستقبل، وفقاً لأفضل المعايير الدولية في مجال تمكين المرأة ولا سيما المؤشرات الخاصة بالهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة”.

حضر القمة وشارك فيها العديد من أعضاء المنظمات الدولية والأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام والمجتمع المدني وأعضاء المنظمات النسائية، ومن بينهم الموقعين على مبادئ تمكين المرأة /WEPs/ وأعضاء تحالف تغيير الصورة النمطية في الإعلانات، كما شارك شركاء هيئة الأمم المتحدة للمرأة من جميع أنحاء العالم بالنقاش حول العوائق والفرص الثقافية والاقتصادية والالتزامات لإحراز تقدم في الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة.

تجدر الإشارة إلى أن هيئة الأمم المتحدة للمرأة قد احتفلت باليوم العالمي للمرأة 2022 تحت عنوان “المساواة بين الجنسين اليوم من أجل غد مستدام”، لتسليط الضوء على أن المرأة قائدة فعالة وصانعة التغيير فيما يتعلق بمعالجة التكيف مع المناخ والتخفيف من آثاره وإيجاد الحلول. ويجب أن تتمتع النساء بفرص متساوية في الحصول على التعليم والتدريب على المهارات اللازمة للقيادة والمساهمة في الاقتصاد المستدام للمستقبل، كما يجب أن يشاركن في تصميم وتنفيذ إجراءات الاستجابة المناخية لضمان المساواة في تقاسم المنافع.