The53rd Eid Al Etihad Logo
مرئيات

دراسة الأولى من نوعها بأوروبا.. لهذا السبب انخفض عدد الطيور

الدراسة تحتسب كمياً الأثر الذي تحدثه تسممات مادة الرصاص في كل أنحاء أوروبا

لندن – وكالات

تؤدي مادة الرصاص التي تحويها الذخيرة المستخدمة من الصيادين إلى تراجع أعداد الطيور الجارحة في أوروبا بنحو 55 ألفاً على الأقل، نظراً إلى أن هذا العنصر الكيميائي المعدني يلوث نظامها الغذائي، وفقاً لدراسة نُشرت الأربعاء.

وتولّى باحثون من جامعة كامبريدج إجراء هذه الدراسة، وهي اعتُبرت الأولى التي تحتسب كمياً الأثر الذي تحدثه هذه التسممات في كل أنحاء أوروبا.

واعتمدت الدراسة على تحليل تركيزات الرصاص في الكبد لدى ثلاثة آلاف من الطيور الجارحة من 22 نوعاً وجدت نافقة أو تحتضر في 13 دولة أوروبية هي فرنسا وألمانيا والنمسا والمجر وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا وبولندا والسويد والدنمارك وسويسرا وبريطانيا واليونان.

واستنتج الباحثون أن التسمم بالرصاص الناجم عن ذخيرة الصيادين يؤدي إلى انخفاض قدره 55 ألفاً في سماء أوروبا من أفراد عشرة أنواع طيور تتغذى على الفرائس الحية والجيف، مقارنة بعددها لولا وجود هذا التسمم.

وأشارت الدراسة إلى أن عدد أنواع الطيور هذه يقل في الوقت الراهن بنسبة 6 في المئة عما كان يمكن أن يكون عليه من دون تأثيرات الرصاص، موضحة أن هذه المادة تتسبب للطيور المصابة بها بموت “بطيء ومؤلِم”.

ولاحظ الباحثون على سبيل المثال أن تعداد النسور ذات الذيل الأبيض أقل بنسبة 14 في المئة مما كان ليكون عليه لو لم تتعرض للرصاص طوال أكثر من قرن، في حين تبلغ هذه النسبة 13 في المئة لدى النسور الذهبية و12 في المنة لدى نسور غريفون و3 في المئة للطيور الشائعة كالحداة الحمراء أو هارير المستنقعات.

وتقل النسبة لدى طيور الهارير الشائعة عن 1,5 في المئة، لكن هذه النسبة المنخفضة تساوي 22 ألف طير نظراً إلى كثافة انتشار هذا النوع.

ورأى الباحثون أن ثمة علاقة بين كثافة الصيادين وعدد الطيور الجارحة المسمومة. واعتبروا أن “عدم العثور على طيور جارحة مسمومة بالرصاص في الدنمارك بعدما حظرت الدولة ذخيرة الرصاص عام 1996 يبين أن الرصاص الذي يسبب المشكلة يأتي من ذخيرة الصيادين”، على ما قال المعدّ الرئيسي للدراسة البروفيسور ريس غرين لوكالة فرانس برس.

وشدد غرين في بيان على أن “مستوى الانخفاض في أعداد الطيور الجارحة” الذي كشفته الدراسة “كان ليدفع إلى اتخاذ إجراءات صارمة وخصوصاً على المستوى الاشتراعي، لو كان ناتجاً عن تدمير الموائل أو التسميم المتعمد”.

وقالت ديبي باين التي شاركت في إعداد الدراسة، إن “المعاناة وإمكان تجنب نفوق الكثير من الطيور الجارحة بسبب التسمم بالرصاص يجب أن يكونا سببين كافيين للمطالبة باستخدام بدائل غير سامة” ، مشددة على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات في هذا الصدد.

وأفادت الدراسة بأن الصيد مسؤول عن نشر نحو 14 ألف طن من الرصاص كل عام في دول الاتحاد الأوروبي.
وحظرت دولتان أوروبيتان الذخيرة التي تحوي معدن الرصاص هما الدنمارك وهولندا.

ويعتزم الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بدورهما حظر كل أنواع الذخيرة التي تحوي الرصاص، وفق ما أوضح معدّا الدراسة، لكن السلطات الأوروبية وتلك البريطانية تواجه معارضة تبديها مجموعات الصيد لأي خطوة من هذا القبيل.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى