طرابلس-( د ب أ):
رحب رئيس الحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي، فتحي باشاغا، اليوم الخميس، بكلمات رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي، ووكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، روزماري ديكارلو، في اجتماع مجلس الأمن الخاص بليبيا والذي عقد أمس الأربعاء.
وجاء في بيان للحكومة اليوم الخميس، إن ” كل الكلمات بالاجتماع أكدت على إجراء انتخابات ليبية وطنية رئاسية وتشريعية شفافة ونزيهة في كامل ليبيا تحقيقياً لآمال أكثر من مليوني ناخب، وبما يتماشى مع قرارات مجلس الأمن ومؤتمرات برلين 1،وبرلين 2، وباريس”.
وأكد رئيس الحكومة على أن “الانتخابات لايمكن أن تجرى في ظل الانقسام والصراعات”. وأن “أي مبادرات تهدف إلى عقد انتخابات تشريعية فقط في بعض المناطق الليبية دون أخرى قد تؤدي إلى خلق الانقسام وزرع الفتنة بين الليبيين”.
ويدور في ليبيا سجال بين حكومتين، الأولى برئاسة فتحي باشاغا، وهي تصر على استلام مهامها وممارستها من طرابلس بعد نيلها ثقة مجلس النواب، والثانية هي حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة الذي مازال يرفض التسليم إلا لحكومة منتخبة.
ويجدد هذا الحدث مخاوف الليبيين من تكرر سيناريو الانقسام السياسي في ليبيا، خاصة في ظل دعم مجلس النواب لحكومة باشاغا، وإصرار المجلس الأعلى للدولة على تأجيل البت في أمر الحكومة لحين استكمال القاعدة الدستورية الانتخابية.
وتتكون حكومة باشاغا من رئيس الوزراء وثلاثة نواب له، و 29 وزارة، وخمسة وزراء دولة، وأدت الحكومة اليمين الدستورية قبل أسبوعين أمام مجلس النواب في طبرق.
وفي سياق ذي صلة، ناقش المبعوث الأمريكي وسفيرها لدى ليبيا ريتشارد نورلاند اليوم مع الدبيبة الوضع السياسي الحالي وضرورة التركيز على منع اندلاع أي أعمال عنف، بالإضافة لمسألة التوزيع المسؤول لثروة ليبيا النفطية لصالح كل الشعب الليبي.
ووفقا لتغريدة له على صفحة السفارة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، أكد نورلاند خلال اللقاء على ضرورة إعادة فتح المجال الجوي الليبي أمام الرحلات الداخلية. وقال: ” مع دخول ليبيا ما يأمله الجميع أن تكون المراحل النهائية للحكم المؤقت، شدّدت على أهمية المشاركة في جهود وساطة النوايا الحسنة لمساعدة ليبيا على الحفاظ على الاستقرار والتحضير للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ما فتئ الليبيون يطالبون بها.”
وكانت حكومة الوحدة الوطنية قد أغلقت المجال الجوي أمام الرحلات الداخلية منذ يوم أداء حكومة باشاغا اليمين في طبرق. الأمر الذي اعتبره باشاغا محاولة لمنع تمكين الحكومة من مفاصل السلطة في طرابلس. وفق تصريحات سابقة.
في هذه الأثناء، أفادت وكالة “نوفا” الإيطالية للأنباء بأنه من المتوقع أن يجري الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اتصالا هاتفيا بفتحي باشاغا.
ونقلت “نوفا” عن مصادر دبلوماسية غربية في تونس، قولها إن جوتيريش سيتصل بباشاغا، وإن المكالمة لن تكون اعترافا دوليا بحكومته، وإنما محاولة لإقناعه بالتراجع والتوصل إلى اتفاق مع عبد الحميد الدبيبة، لتشكيل ما يشبه “الحكومة الانتخابية” وتجنب اندلاع صراع محتمل.
يأتي كل هذا السجال بعد فشل انتخابات برلمانية ورئاسية كانت مقررة نهاية العام الماضي، بسبب عدم توافق مجلسي النواب والدولة على القوانين المنظمة للانتخابات.