تحت رعاية وحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي انطلقت صباح أول أمس ” الإثنين ” بديوان عام وزارة الخارجية و التعاون الدولي أعمال ملتقى السفراء وممثلي البعثات التمثيلية للدولة في الخارج بدورته السادسة عشرة و الذي تنظمه الوزارة على مدار خمسة أيام و ذلك عبر الحضور الشخصي والاتصال المرئي.
يتناول ملتقى هذا العام القضايا الراهنة و المحورية في رسم مستقبل السياسة الخارجية للدولة، والتطورات الجيو استراتيجية الرئيسية على المستويين الإقليمي والدولي، فضلا عن نهج دولة الإمارات في سياستها الخارجية المتزنة والمعتدلة.
وأفتتحت فعاليات اليوم الأول لملتقى السفراء ورؤساء البعثات التمثيلية للدولة في الخارج بكلمة ترحيبية لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ألقاها نيابة عن سموه معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة و أكد فيها أهمية دور السفراء وممثلي البعثات التمثيلية للدولة في الخارج في إبراز اسم دولة الإمارات وتفعيل الدبلوماسية الناعمة، والمبادئ السامية التي تتبناها دولة الإمارات التي احتفلت مؤخرا بالعام الخمسين لتأسيس الاتحاد، وهي تنطلق اليوم بخطى ثابتة راسخة نحو خمسين ثانية تتطلب منا جميعا مضاعفة العطاء والجهد.
وقال سموه في كلمته:” لقد حققت دولة الإمارات خلال الأعوام الماضية إنجازات مبهرة في شتى المجالات حتى باتت مصدر إلهام لكثير من الدول في العالم النامي، ولاعبا دوليا مؤثرا.. وبدأ هذا العام بتبوء دولة الإمارات موقعها الذي تستحق في المجتمع الدولي عضوا في مجلس الأمن الدولي، وهذه العضوية ما هي إلا انعكاس لمدى التقدير لدبلوماسيتها، ودورها البناء والإيجابي على المستوى العالمي.. وكذلك انتخابها لعضوية مجلس حقوق الإنسان، ولرئاسة منظمة الدولية للشرطة الجنائية /الإنتربول/، وهي إنجازات كان لوزارة الخارجية والتعاون الدولي دور فاعل في تحقيقها”.
وأضاف سموه:” هذه العضويات تضعنا أمام مرحلة جديدة تتطلب منا العمل الدؤوب لننقل للعالم صورة الإمارات المشرقة، إمارات التطور والاعتدال والتسامح والسلام”.
و أشار سموه إلى أن العالم يعيش تحولات وتحديات وقال إنه يجب علينا أن نستعد له عبر سياسة استشرافية، ودبلوماسية واعية، هادئة، نشطة، محفزة لا متحفزة، تقوم على التعاون والتنسيق الفعال.. وهنا، تبرز أهمية إعادة إحياء النظام الإقليمي العربي الذي لابد من إعادة هيبته ضمن قواعد عصرية تحترم الاختلاف وتنبذ الشقاق، ترتكز إلى التعاون دون تدخل في الشؤون الداخلية”.
وتطرقت كلمة سموه إلى التصعيدات الأخيرة والهجمات الإرهابية الغادرة بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار التي تعرضت لها دولة الإمارات وأودت للأسف بحياة مدنيين أبرياء. وقال في هذا الصدد:” لابد من التأكيد على جاهزية الدولة وأجهزتها على مواجهة هذه التهديدات والتعامل الصارم معها، وهي في أيد أمينة وساهرة ويقظة”.
وأضاف سموه: ” نحن نحث، ونعمل بشكل وطيد، مع الدول الصديقة والمجتمع الدولي على تصنيف ميليشيا الحوثي كجماعة إرهابية، وعلى اتخاذ خطوات حاسمة وملموسة ضد هذه الميليشيات لإنهاء سلوكها العدواني وتهديدها لأمن المنطقة واستقرارها، والضغط عليها لدفعها إلى الانخراط في الجهود الدولية الرامية إلى تنفيذ قرارات وقف إطلاق النار، والتوصل إلى حل سياسي في اليمن، وفق قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة”.
وشهد الملتقى في يومه الأول كلمة افتتاحية لضيف الشرف معالي مولود تشاووش أوغلو، وزير خارجية جمهورية تركيا الذي استعرض خلالها “العلاقات الإماراتية التركية”، وتقدم بالشكر لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي على الدعوة للمشاركة في الملتقى.
وتضمن اليوم الأول جلسة حول “النهج الدبلوماسي للدولة” مع معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، فضلا عن جلسة مه معالي أحمد الصايغ، وزير دولة حول “تطلعات الدبلوماسية الاقتصادية لدولة الإمارات”.
وأختتم اليوم الأول للملتقى بحلقة نقاشية حول “آخر مستجدات أوبك” مع سعادة أحمد محمد الكعبي، الوكيل المساعد لقطاع البترول والغاز والثروة المعدنية بوزارة الطاقة والبنية التحتية محافظ الدولة في منظمة “أوبك”.
ويشهد الملتقى هذا العام مشاركة عدد من الوزراء وكبار المسؤولين والسفراء ورؤساء البعثات التمثيلية للدولة في الخارج، ومدراء الإدارات في وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وعدد من المؤسسات والهيئات الحكومية في الدولة من مختلف القطاعات، إسهاما من الوزارة في تعزيز وتطوير أهداف الدبلوماسية الإماراتية.
ويتناول الملتقى على مدار خمسة أيام متواصلة محاور رئيسية في السياسة والثقافة والقانون والاتصال والابتكار والعلوم المتقدمة ويستعرض المشاركون أهم وأبرز إنجازات وزارة الخارجية والتعاون الدولي خلال العام الماضي، وأهم المستجدات في آليات العمل والبرامج المستحدثة والخدمات لا سيما في القطاع القنصلي فضلا عن الخطط المستقبلية بما يخدم استراتيجية حكومة دولة الإمارات.
جدير بالذكر أن ” ملتقى السفراء ورؤساء البعثات التمثيلية للدولة في الخارج ” يعقد سنويا في العاصمة أبوظبي ويشكل فرصة مهمة للتفاعل والحوار وتبادل الآراء والأفكار مع القيادة والمسؤولين في الدولة وسفراء وممثلي البعثات التمثيلية في الخارج بشأن المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، بما يعزز من أداء السياسة الخارجية لدولة الإمارات وفاعليتها.
المصدر-وكالة أنباء الإمارات