وزارة التسامح والتعايش تختتم أنشطتها في شهر القراءة

اختتمت وزارة التسامح والتعايش أمس أنشطتها ومبادراتها التي ضمت ندوات فكرية “محلية ودولية” وأنشطة معرفية وفنية متنوعة، إضافة إلى مبادرتها الرائدة ” التعايش بالقراءة ” والتي حققت نجاحات واسعة في الوصول بكتاب التسامح على الجميع، وذلك في إطار مشاركتها في أنشطة شهر القراءة.

واستضافت الوزارة من خلال ندواتها الفكرية والثقافية عددا كبيرا من الكتاب والمفكرين من الإمارات والعالم، الذين اسهموا برؤيتهم الإبداعية في إبراز علاقة المعرفة بالتسامح ودورها في الوصول بالقيم النبيلة على الإنسان في كل مكان، إضافة إلى أهمية تعزيز دور الكتاب والمبدعين في هذا الصدد.

وحظيت ندوات وزارة التسامح الفكرية والمعرفية بمشاركة فاعلة من الكاتب والروائي على أبو الريش والكاتبة والشاعرة صالحة غباش، والكاتبة اللبنانية هدى الحرقوص، والكاتبة أسماء الزرعوني، والكاتبة البريطانية كوليت بار والكاتبة والناقدة الأدبية صباح ديبي من الإمارات، والدكتور بدر الدين عرودكي من باريس، ، والمثقف والناشر عبد الواحد علواني عضو اتحاد الكتاب السويدي والمثقف والمترجم الكردي إبراهيم محمود من العراق، إضافة على عدد كبير من المثقفين واخصائي مراكز مصادر التعلم في المدارس الحكومية على مستوى الدولة.

وعبرت سعادة عفراء الصابري مدير عام وزارة التسامح والتعايش عن اعتزازها بما حققته مبادرة “التعايش بالقراءة” من نجاحات مهمة على صعيد الوصول بكتاب التسامح على مختلف فئات المجتمع ولا سيما الشباب وطلاب المدارس والجامعات، بالتعاون مع العديد من المؤسسات العامة والخاصة بالدولة.

وقالت إن المبادرة ركزت على تعزيز ثقافة التسامح والتعايش لدى كافة الفئات من خلال توزيع مجموعة من إصدارات الوزارة الأدبية والعلمية والفكرية والمجتمعية باللغتين العربية والأجنبية على الأفراد والأسر والمكتبات المدرسية، وفي التجمعات بالمتنزهات العامة والأندية، إلى جانب طلاب المدارس الحكومية والخاصة، وجميعها كتب تتعلق بقيم التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية وتضم مجموعات قصصية وكتب للأطفال وغيرها، وجميعها من إصدارات الوزارة .

وأضافت الصابري أن مشاركة الوزارة في أنشطة شهر القراءة جاءت بتوجيهات مباشرة من معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش الذي أكد على أهمية أن نصل بقيم التسامح والتعايش للجميع من خلال القراءة والمعرفة بشكل عام، موضحة أن الوزارة حرصت على استضافة كبار الكتاب والمبدعين على مستوى الإمارات والعالم العربي وعدد من المبدعين العالمين لإثراء ندواتها الفكرية والمعرفية، مثمنة مشاركة الجميع في هذه الندوات، حيث ساهموا جميعا في نجاحها بما قدموه من إسهامات مقدرة.

من جانبه قال الكاتب والروائي علي أبو الريش خلال مشاركته في ندوة جلسة مفتوحة بعنوان “تجارب في تعزيز التعايش بالقراءة بين الأجيال” والتي ادرتها الكاتبة شيخة الجابري إن المعرفة والوعي والإدراك والإيمان بقيمة الجمال، والحرية، جميعها تدفع بالنفس إلى القبول بالآخر والتعايش معه والانفتاح على الأفكار المختلفة ودراستها، مؤكدا أنه لابد من جهد مؤسسي يعمل على ذلك، سواء للطفل أو الأسرة أو كافة فئات المجتمع.

ونوه إلى أن القراءة تمثل دائما حجر الزاوية لكي يكتشف الإنسان نفسه، والآخرين أيضا، وكي يستطيع التحاور والتعاطف مع الآخرين، ويتمتع بالمرونة الكافية للتعايش مع المختلف عنه واحترامه، مؤكدا أن ذلك يستلزم جهدا كبيرا ومتواصلا من الجميع.

وأضاف أبو الريش أن الأجيال الحالية تختلف عما سبقها، في عملية تلقي الثقافة والمعرفة، لأن إمكانات عصرهم مختلفة ، فالعالم حاليا بين أصابعهم وداخل جهاز المحمول خاصتهم، ولذا فهم في حاجة إلى توعية تدرك ذلك وتبني عليه، مشيدا بدور وزارة التسامح والتعايش في تنظيم هذه الندوات والجلسات التي دائما ما تسلط الضوء على دور المثقف والبدع في تعزيز قيم التسامح والتعايش.

من جانبها عبرت الكاتبة والشاعرة صالحة غباش عن سعادتها بالمشاركة في ندوات وزارة التسامح والتعايش حول دور كتاب الطفل في حمل تعزيز قيم التسامح والتعايش لدى الأجيال الجديدة، مؤكدة أن هذه الندوات ضمت الكثير من الرسائل الإيجابية حول دور القراءة في تعزيز ملكات الطفل واستعداده لقبول الآخر، بالإضافة إلى إلقاء الضوء على كتاب الطفل باعتباره سفيرا للقيم، وملهما لخيال الأطفال، ومعززا لثقافة التعايش لدى الأطفال، بما يمكنهم من قبول الاختلاف، والتعايش معه.

وخلال مشاركته في الندوات الفكرية التي نظمتها وزارة التسامح والتعايش حول التسامح بين الحضارات والثقافات أعرب الدكتور والمترجم بدر الدين عرودكي عن سعادته بالمشاركة في الندوات الفكرية النوعية التي تنطلق من الإمارات وتجسد بلا شك إيمان شعب وقيادة الإمارات بقيم التسامح والتعايش، مؤكدا أن العالم الآن في أمس الحاجة إلى التحلي بهذه القيم في مواجهة موجات العنف والتعصب والمواجهات الطائفية والسياسية، معللا ذلك بانحسار دور المعرفة بالآخر بالشكل الذي يجعلنا نتقبل اختياراته وأفكاره، وهنا يبرز دور الترجمة للثقافات بين الشعوب باعتبارها تحمل رسالة مهمة لتعزيز التعايش والتسامح بين بني البشر مهما كانت الاختلافات فيما بينهم، مشيرا إلى أن الإنسان عدو ما يجهل، وان أغلب الصراعات لا تحدث إلا في غياب المعرفة الصحيحة بالآخر وقضاياه وثقافته.

بدورها أكدت الكاتبة أسماء الزرعوني أن اهتمام وزارة التسامح والتعايش بكتاب الطفل، سواء من خلال دعوة كبار الكتاب والمبدعين للكتابة في هذه المجال أو تنظيم المسابقات بين المبدعين الشباب ، أسهم في تقديم إبداع معرفي مهم يحمل قيم التسامح والتعايش بأسلوب مبدع إلى الأطفال من خلال القصص أو الشعر أوغيره من ألوان الكتابة، مشيرة إلى أن ذلك أثرى المكتبة العربية بأعمال مهمة فيما يتعلق بثقافة التسامح.

المصدر-وكالة أنباء الإمارات

Exit mobile version