صحة وتغذية

جامعة العين: فريق الدراسة التي تستهدف المادة الفيروسية الأساسية لكوفيد 19 يواصل التجارب المخبرية

وام / يواصل مجموعة من الباحثين في كلية الصيدلة بجامعة العين وبمشاركة باحثين من جامعة الإمارات ونيويورك أبوظبي في إجراء التجارب المخبرية للمشروع البحثي الذي يستهدف إيجاد علاج لمرض كورونا “كوفيد19″ عبر استهداف المادة الفيروسية الأساسية للفيروس عن طريق مثبطات دوائية مما يساعد في علاجه.

وقال الأستاذ الدكتور محمد غطاس رئيس الفريق البحثي نائب عميد كلية الصيدلة في جامعة العين في حوار خاص مع وكالة أنباء الامارات ” وام” بدأت فكرة المشروع بعد الجائحة بتوجيه من الإدارة العليا في الجامعة للقيام بدراسة الطرق العلاجية لصناعة مركب “دواء” يساهم في إيجاد علاج لكورونا .

وذكر : ” ساعدنا في هذا المشروع دراسة علمية نشرت في شهر مارس 2020 مع بداية الجائحة تتضمن معلومات عن الإنزيم الخاص بفيروس كورونا التي تصف عمل الفيروس ودورة حياته في الجسم وهذا الفيروس بشكل من الأشكال ينتج من بروتينات ضخمة ويقوم هذا الأنزيم ” المستهدف في الدراسة” بتقسيم هذه البروتينات وتحويلها لشكل جديد ينتج أنزيمات جديدة لجعل الفيروس يتكاثر في الجسم ويصبح أكثر خطورة ويقوم أيضاً بنشر عدوى لجسم آخر”.

وأوضح أن الدراسة تركز منذ البداية على إيجاد مركب عضوي يثبط عمل الإنزيم للحد من الآثار الناتجة عن العدوى وجعل التأثيرات في الحد الأدنى من الأعراض التي تصيب المصاب بهذا الفيروس، وذلك عبر إجراء التجارب لاكتشاف مركبات عضوية صغيرة قادرة على تثبيط أحد الإنزيمات الحاسمة في دورة العدوى لهذا الفيروس /MPRO/ من خلال استخدام نهج حديث وعصري يتم فيه الخلط بين أدوات حاسوبية متعددة والتجارب المخبرية.

وأفاد بأنه نظرا لأهمية الدراسة تشكلت مجموعة بحثية من 7 من الأساتذة الجامعيين والمتخصصين من ذوي الخبرة في هذا المجال، ويتكون الفريق من 3 أعضاء من جامعة العين وهم الدكتور نور عطاطرة المدير المفوض للجامعة و أنا بصفتي قائد الفريق وطالبة ماجستير رضوى محجوب لتكون مهمتهم التصميم الدوائي عن طريق المختبرات والأدوات الحاسوبية المتوفرة في الجامعة ،ومن جامعة الإمارات 3 أستاذة أكاديميين وهم أستاذ دكتور بسام العلي “الحائز على جائزة خليفة التربوية “و الدكتورة فداء محمد من كلية الطب والدكتورة شيخة النيادي من كلية العلوم الذين سيقومون بإجراء تجارب على المركبات المقترحة و التعديل عليها حسب خطة الدراسة لتطويرها وزيادة فعاليته للمساهمة في تثبيط الإنزيم, كما يضم الفريق الدكتور وائل رابح الذي يزودنا بالانزيم المستهدف من خلال المختبرات في جامعة نيويورك أبوظبي، ويعتبر هذا الفريق البحثي مكتمل وبإمكانه الانتقال خلال مراحل الدراسة بدون عقبات.

وخلال الدراسات المخبرية قام الفريق البحثي باستخدام أداة تسمى Docking ، والتي تعمل على إيجاد المركبات ودمجها بالإنزيم من خلال عملية حاسوبية واستخراج نتائج التفاعلات وتثبيط وظيفة الإنزيم للحد من قدرته على تنشيط البروتونات الخاصة بالفيروس وهذه تعد المرحلة الأولى من الدراسة التي تم حصر 4 ملايين مركب وتم التوصل بعد التجارب إلى 90 مركبا .

وقام الفريق البحثي بجامعة الإمارات بقيادة الدكتور بسام باختبار نصف هذه المركبات تقريبا حتى الآن ، وخلال هذه المرحلة تم الوصول لمجموعة من المركبات التي بمقدورها تثبيط عمل الإنزيم وتعتبر هذه المركبات صغيرة الحجم وليست بالفعالية الكبيرة ولكن تعتبر قيمة مضافة لأي مشروع بحثي في التصميم الدوائي وذلك من خلال العمل على زيادة فعاليتها وتطويرها عبر التجارب والاختبارات المخبرية في الوصول لنتائج بشكل مدروس وآمن .

وأوضح الدكتور غطاس أنه لتحقيق النتائج الإيجابية يعمل الفريق البحثي الآن بثلاثة طرق بحثية مختلفة وذلك لنكتشف ونستهدف أدوية لهذا الإنزيم بشكل خاص لأن الدراسة في البداية كانت تستهدف الإنزيم بطريقة واحدة ولكن قرر فريق البحث إضافة طريقتين مختلفتين بالتوازي مع الطريقة الأولى والمعتمدة في الدراسة لزيادة الفرص لإيجاد مركبات تكون فعالة لتثبيط هذا الانزيم.

وأشار إلى استخدام مختبرات حديثة متخصصة في مجال الدراسة بجامعة العين والإمارات ونيويورك أبوظبي على سبيل مختبر الخاص بالنمذجة الجزئية الذي يتكون من أجهزة حاسوبية عالية السرعة ولديها قدرة فائقة وذلك لمساعدتنا لمعرفة واستثمار هذا المركب عن طريق 3D واستخدام هذه الأدوات الحاسوبية الحديثة الموجودة لدينا في إيجاد المركبات التي تساهم في علاج هذا الفيروس.

وقال رئيس الفريق البحثي : ” نعمل الآن في المرحلة الثانية التي تسمى بمرحلة المعايرة ” Lead Optimization” لأننا وصلنا لمركبين واعدين متحمس لهم الفريق البحثي، وقد انضم لنا حديثا د. نزار البطاينة من جامعة العين في هذه المرحلة بهدف مساعدتنا من خلال خبرته البحثية في تغيير أو إدخال تعديلات على المركبات المعتمدة من المرحلة الأولى لزيادة فعاليتهم وذلك للانتقال إلى المرحلة التالية وهي مرحلة التجربة على الحيوانات”.

وأكد الدكتور غطاس : ” هدفنا تعزيز قطاع الصناعات الدوائية لتكون رافدا من روافد العائد الاقتصادي المهمة بالدولة المبنية على البحث العلمي عبر اكتشاف علاج آمن وذي فعالية وكذلك الحصول على براءة الاختراع للعلاج “.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى