خبراء ومختصون يناقشون مدن المستقبل ودور التكنولوجيا

المدن ستحتاج مستقبلاً إلى التكيف مع الواقع المناخي الجديد بسبب ارتفاع درجات الحرارة

عقدت القمة العالمية للحكومات جلسة تحت عنوان جاهزية الحكومات للمستقبل ضمن أجندة أعمال يومها الختامي، التي شهد عقد 4 جلسات فرعية شارك بها نخبة من الخبراء والمختصين العالميين في قطاعات البنية التحتية والأمن السيبراني والحكومات الذكية.

وتحت عنوان “البنية التحتية 4.0: بناء حكومات رقمية، ذكية وآمنة”، تحدث في الجلسة الأولى ماتياس ريبليوس، عضو مجلس الإدارة في شركة “سيمنز”.

وسلط الضوء على تقنيات الذكاء الاصطناعي ودورها الرئيسي في بناء مدن ذكية مستقبلية مزدهرة.

وقال ماتياس: “الهدف من الصناعات التكنولوجية وتقنيات الذكاء الاصطناعي هو خدمة البشرية، ولكن التقنيات تعتمد على البيانات التي يؤمنها كل مُستخدم لتترجمها إلى خدمات وخيارات تلبي احتياجاته، وهذا هو ما يميز مدن المستقبل الذكية وما توفره لخدمة من يعيش فيها”.

وأضاف: “العالم يتطور بشكل سريع، لذا علينا أن نطور تقنيات المجتمعات الحضرية بالوتيرة نفسها والاستثمار في تحويل المدن لتصبح أكثر ذكاءً واستدامة إن أردنا تحقيق أهداف التنمية المستدامة المقترحة بشأن المدن والمستوطنات البشرية بحلول عام 2030، وهو ما يتطلب استثمارات في البنى التحتية الذكية والنقل والتكنولوجيا والأعمال والترفيه”.

وأشار إلى أن مجموعة شركات سيمنز تستثمر بأحدث التقنيات، وتسعى للوصول إلى نسبة انبعاثات كربون صفر في عام 2030. وقال: “أنا متحمس لأنني جزء من هذا التغيير. وأود أن أشير هنا إلى أن دبي تعد مثالاً على أكثر المدن الذكية تطوراً، ونحن شركاء مع إكسبو 2020 دبي على صعيد التكنولوجيا والرقمنة، ونعمل معاً نحو الوصول بإكسبو ليصبح مدينة ذكية مستقبلية للترفيه والحياة وممارسة الأعمال بعد انتهاء إقامة المعرض العالمي”.

أما الجلسة الثانية التي عقدت بعنوان “الطفرة الجديدة للمدن”، فشهدت مشاركة الدكتور باراغ خانا، المستشار الاستراتيجي والشريك الإداري لمنظمة “فيوتشر ماب”. وركزت على تاريخ الشعوب وتطورها وبناء المدن والحضارات، وأهمية المرونة والتكيف في مواجهة التحديات بكافة أنواعها.

وقال خانا: “شهدنا على مدار الأعوام الثلاثين الماضية توسع وترابط المدن حول العالم، وهناك العديد من الأمثلة على ذلك مثل مبادرة الحزام والطريق، وخطوط الطيران، وتمديدات الكابلات الكهربائية عبر القارات والدول.، حيث كان مستوى التواصل بين المدن، خلال الفترة الماضية، يعد مقياساً على تحضرها، ولكن مع بروز التحديات المناخية وظهور آثار ارتفاع درجات الحرارة تبدلت الأولويات وصارت الأولوية هي للتكيّف مع الواقع المناخي الجديد وليس الحد من مخاطره فحسب.” وأضاف: “95% من إنفاق الأمم المتحدة عالمياً على التغير المناخي يُخصص حاليا للتخفيف من الآثار المناخية، ولكن علينا توجيه المزيد نحو جهود التكيّف معها، مثل استصلاح الأراضي، والبنى التحتية، والحواجز الساحلية، ووسائل النقل، والسياسات المحدثة للمستقبل، ونظام إعادة استيطان السكان وفقاً لاحتياجاتهم”.

وتحت عنوان “أنسنة الأمن السيبراني”، عقدت جلسة شاركت فيها الدكتورة جيسيكا باركر، الشريك المؤسس لشركة “ساجينتا”، وناقشت الجانب الإنساني للأمن السيبراني،والثقافة السيبرانية، والعناصر المرتبطة بطريقة التفكير بالإنسان، والتهديدات والتحديات التي تتطور يومياً.

وقالت باركر إن الأمن السيبراني لا ينحصر بأمن المعلومات والقرصنة وغيرها من التحديات، بل يرتبط أيضاً بالإنسان، والتوعية، والسلوكيات الإيجابية، والثقافة الأمنية، والتواصل بين الناس مضيفة: “الإنسان هو الجوهر في الأمن السيبراني. فالتكنولوجيا لا تهاجم الإنسان بنفسها، بل الإنسان يصممها ويطورها ويستخدمها ويوجهها وفق أهدافه.” وأضافت: “نسمع كل يوم عن هجمات سيبرانية تحدث في العالم، لكننا لا يمكننا التركيز على التهديدات والعمل على خفضها، بل علينا التركيز على توعية الناس بهذا المجال، وتغيير طريقة تفكيرهم، وإحداث تفاعل إيجابي واستباقي معهم.” وبمشاركة آدام غرينفيلد، المؤلف المتخصص في مجال المدن، تطرقت الجلسة الرابعة التي عقدت بعنوان “التصميم الحضري للقرن الحادي والعشرين” إلى الأنظمة الذكية والأتمتة وارتباطها بالمدن الذكية، إضافة إلى العوامل المتعددة التي تؤثر على طبيعة الحياة.

وقال غرينفيلد إن مستوى فاعلية الأنظمة الذكية القادرة على توقع السلوك البشري باتت متقدمة للغاية وتلبي احتياجات الناس اليومية، كما دخلت الأتمتة إلى قطاعات التجارة والإنتاج والخدمات اللوجستية والتواصل الاجتماعي، إلا أن ذلك تطلب من البشر الخوض في تفاصيل حسابية خوارزميات معقدة ترتبت عليها تكاليف رأسمالية كبيرة تستنزف اليوم معظم ميزانيتنا.”

المصدر-وكالة أنباء الإمارات